عقيل
كان عقيل بن أبي طالب أحد أغصان الشجرة الطيّبة ، وممّن رضي عنهم الرسول صلىاللهعليهوآله ؛ فإنّ النّظرة الصحيحة في التاريخ تفيدنا اعتناقه الإسلام أوّل الدعوة ، وكان هذا مجلبة للحبّ النّبوي ؛ حيث اجتمعت فيه شرائط الولاء من : رسوخ الإيمان في جوانحه ، وعمل الخيرات بجوارحه ، ولزوم الطاعة في أعماله ، واقتفاء الصدق في أقواله ، فقول النّبيِّ صلىاللهعليهوآله له : «إنّي اُحبّك حُبّين : حُبّاً لك ، وحبّاً لحبِّ أبي طالب لك» (١). إنّما هو لأجل هاتيك المآثر ، وليس من المعقول كون
__________________
قال : إليك عنّي ، فواللّه ، لقد سمعتُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : «إذا أنا متُّ تضلّ الأهواء ، ويرجعُ النّاس على أعقابِهم ، فالحقُّ يومئذٍ مع عليٍّ ، وكتابُ اللّه بيده». لا نُبايع أحداً غيره.
فقلتُ له : هل سمع هذا الخبر أحدٌ غيرك من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله؟ فقال : اُناسٌ في قلوبهم أحقادٌ وضغائنٌ.
قلتُ : بل نازعتك نفسك أنْ يكون هذا الأمر لك دون النّاس.
فحلف أنّه لم يهمّ بها ولم يُردها ، وأنّهم لو بايعوا عليّاً لكان أوّلَ مَن بايعه.
(١) ورد هذا الحديث بألفاظه المختلفة في المصادر التالية : بحار الأنوار ٣٥ / ١٥٧ و ٤٢ / ١١٥ ، المُستدرك للحاكم ٣ / ٥٧٦ ، مجمع الزوائد ٩ / ٢٧٣ ، المعجم الكبير للطبراني ١٧ / ١٩١ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٧٨ ، الطبقات الكبرى ٤ / ٤٤ ، معرفة الثقات للعجلي ١ / ٣٨٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٢٠ / ٥٥ و ٤١ / ١٨ ، اُسد الغابة ٣ / ٤٢٢ ، سير أعلام النّبلاء ١ / ٢١٩ ، تاريخ الإسلام للذهبي ٤ / ٨٤ ، الوافي بالوفيات ٢٠ / ٦٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ / ٢٥ و ١٤ / ٧٠ ، السّيرة الحلبيّة ١ / ٤٣٢.