وروى محمّد بن المُثنّى الحضرمي : أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لقي أبا رافع مولى العبّاس بن عبد المُطّلب يوم بدر فسأله عن قومه ، فأخبره أنّ قريشاً أخرجوهم مُكرَهين (١).
ويشهد له ما رواه ابن جرير : أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال يوم بدر : «إنّي لأعرفُ رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد اُخرجوا كرهاً ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمَن لقي منكم أحداً منهم فلا يقتله ، ومَن لقيَ العبّاس بن عبد المُطّلب فلا يقتله ؛ إنّما خرج مُستَكرهاً» (٢).
وقد اختلف في موت طالب ؛ فقيل : إنّه لمّا خرج إلى بدر فُقد
__________________
الكافي في بحار الأنوار ١٩ / ٢٩٤ ، ح ٣٨ ، المُجدي في أنساب الطالبيين للعلوي / ٣١٨ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٤٤ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٢١ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٢٢٢ ، البداية والنّهاية ٣ / ٣٢٥ ، السّيرة النبويّة لابن هشام الحميري ٢ / ٤٥١ ، السّيرة النبويّة لابن كثير ٢ / ٤٠٠.
(١) الاُصول السّتة عشر من الاُصول الأوّليّة / ٢٥٩ ، وفي مجمع الزوائد للهيثمي ٧ / ١٠ : عن ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ قال : كان ناسٌ من أهل مكّة قد أسلموا ، وكانوا مُستخفين بالإسلام ، فلمّا خرج المشركون إلى بدر أخرجوهم مُكرهين.
قلت : أخرج البخاري بعضه ، رواه البزّار ، ورجاله رجال الصحيح غير محمّد بن شريك ، وهو ثقة.
أقول : وفي إخفاء الأسماء عادة قديمة عند القوم ، ولهم تضلّع كبير فيها يعرفها مَن سَبَر كلماتهم ، ولاحظ أقوالهم. وللّه مع ما يُسمَّون بـ (أهل السُّنَّة والحديث) شؤون لا تخفى.
(٢) بحار الأنوار ١٩ / ٣٠٤ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ / ١٨٣ ، تفسير القرطبي ٨ / ٤٩ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٣٤٠ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٤ / ١٠ ، تاريخ الطبري ٢ / ١٥١ ، الكامل في التاريخ ٢ / ١٢٨ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٥٨ و ١٢٠ ، البداية والنّهاية ٣ / ٣٤٨ ، السّيرة النّبويّة لابن هشام الحميري ٢ / ٤٥٨ ، السّيرة النّبويّة لابن كثير ٢ / ٤٣٦ ، سُبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ٤ / ٤٩ ، السّيرة الحلبيّة للحلبي ٢ / ٤١٣.