وإنّ في حديث جابر الأنصاري ما يُفيد منزلة أرقى من مجرّد الإسلام ؛ يقول قلت لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله : أكثر النّاس يقولون : إنّ أبا طالب مات كافراً.
قال صلىاللهعليهوآله : «يا جابر ، ربّك أعلم بالغيب ؛ إنّه لمّا كانت الليلة التي اُسرِيَ بِي فيها إلى السّماء انتهيت إلى العرش ، فرأيت أربعة أنوار ، فقلتُ : إلهي ، ما هذه الأنوار؟
فقال : يا مُحمّد ، هذا عبد المُطّلب ، وهذا أبو طالب ، وهذا أبوك عبد اللّه ، وهذا أخوك طالب.
فقلتُ : إلهي وسيّدي ، فِيم نالوا هذه الدرجة؟
قال : بكتمانِهم الإيمان ، والصبر على ذلك حتّى ماتوا» (١).
وروى الكليني في روضة الكافي عن الصادق عليهالسلام : «كان طالب مسلماً قبل بدر ، وإنّما أخرَجَتْهُ قريشٌ كرهاًَ ، فنزل رجَّازوهم يرتجزونْ ، ونزل طالب يرتجز :
يا ربِّ إمّا يغزُوَنْ بطالبِ |
|
في مَقنبٍ من هذه المقانبِ |
في مَقنَبِ المُحاربِ المُغالبِ |
|
يَجعلُهُ المَسلُوبَ غيرُ السّالبِ (٢) |
__________________
(١) روضة الواعظين / ٨١ ، وعنه في بحار الأنوار ٣٥ / ١٦ ، ح ١٢ ، الدّر النّظيم للعاملي / ٢٣٤.
(٢) روضة الكافي للكليني ٨ / ٣٧٥ ، عمدة الطالب لابن عنبة / ٣٠ ، وعن