ولم يُعرف خبره. وقيل : أقحمه فرسُهُ في البحر فغرق. وليس من البعيد أنّ قريشاً قتلته حينما عرفت منه الإسلام ، وعرفت مصارحته بالتفاؤل بمغلوبيَّتهم ، وكان حاله كحال سعد بن عبادة لمّا رماه الجنّ (لو صدقت الأوهام) (١).
__________________
(١) لم يُعرف حال طالب بن أبي طالب بشيء ، غير ذكر له : مَن خرج مُكرَهاً من بني هاشم إلى معركة بدر. وأمّا حاله بعدها فهو مجهولٌ عند المُحدّثين والمؤرّخين.
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ١٢١ : كان اسم أبي طالب عبدَ مناف ، وكان له من الولد طالب بن أبي طالب ، وكان المُشركون أخرجوه وسائر بني هاشم إلى بدر كرهاً ... فلمّا انهزموا لم يُوجد في الأسرى ، ولا في القتلى ، ولا رجع إلى مكّة ، ولا يُدرى ما حلّ به ، وليس له عقب.
ومثله في تاريخ الطبري ٢ / ١٤٣ ، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٢ / ١٢١.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٨١٧ : وذكروا أنّ ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم فهاموا ، ولم يُوجد ولم يُسمع لهم بأثر ؛ طالب بن أبي طالب.
ومثله في اُسد الغابة ٣ / ١١٢ ، وغيرها من المصادر الكثيرة التي اتّفقت على جهالة حال طالب بعد معركة بدر ، وهذا شيء غريب مُلفتٌ للنظر ؛ خصوصاً وأنّ المؤرّخين ركَّزوا على بني هاشم وذكرِ أخبارِهم وسيَرهم!
ثُمّ إنّ المؤلِّف شبّهه ـ على بُعد ـ بسعد بن عبادة الأنصاري المعروف في وقعة السّقيفة ، وموقفه من أبي بكر وعمر من معارضته وعدم مبايعته لهما ، وهذا الصحابي اختُلف في موته.
قال ابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٥٩٩ : ولم يختلفوا أنّه وُجد ميّتاً في مغتسله ، وقد اخضرّ جسدُهُ ولم يشعروا بموته حتّى سمعوا قائلاً ـ ولا يرون أحداً ـ :
قَتلنَا سيّدَ الخَزْ رجِ سعدَ بنَ عبادَهْ |
|
رميناهُ بسهمٍ فلَمْ يُخطِ فؤادَهْ |
ويُقال : إنّ الجنّ قتلته.
قال السيّد الأمين في أعيان الشيعة ٧ / ٢٢٥ ، وقيل : إنّ الذي رماه المغيرةُ بنُ شعبة ، وقيل : شخصاً غيره رماه كلّ واحد بسهم ، واُشيع أنّ الجنّ رمته ، وقالت البيتين. ويُحكى عن بعض الأنصار ، أنّه قال :
وما ذنبُ سعدٍ أنّهُ بالَ قائماً |
|
ألا رُبَّما حقَّقْتَ فعلَكَ بالغدرِ |
يقولون سعدٌ شقّتْ الجنُّ بطَنَهُ |
|
ولكنَّ سعداً لم يُبايع أبا بكرِ |
وفي الاستيعاب : لم يختلفوا أنّه وُجد ميّتاً في مغتسله ، وقد اخضرّ جسده ولم يشعروا بموته حتّى سمعوا قائلاً يقول ـ ولا يرون أحد ـ : نحن قتلنا ... البيتين ، ويُقال : إنّ الجنّ قتلته.
وياليت شعري ، وما ذنبه إلى الجنِّ حتّى تقتله الجنّ؟!
ويُنقل عن محمّد بن جرير الطبري ـ وكأنّه الشيعي ـ ، وفي مؤلّفه عن أبي علقمة ، قلتُُ لابن عبادة ، وقد مال النّاس إلى بيعة أبي بكر : ألا تدخل فيما دخل فيه المُسلمون؟