الأحكام إنّما تعلّقت بالبلوغ في عام الخندق أو الحديبية ، وكانت قبل ذلك منوطة بالتمييز (١) (٢).
٤ ـ على أنّا معاشر الإماميّة نعتقد في أئمّة الدِّين ، بأنّهم حاملون أعباء الحُجّة ، متحلّون بحليّ الفضائل كُلّها منذ الولادة ، كما بُعث عيسى في المهد نبيّاً ، واُوتي الحكم يحيى صبيّاً ، غير أنّهم بين مأمور بالكلام ، أو مأمور بالسّكوتِ حتّى يأتي أوانُه ، فلهم أحكامٌ خاصّة غير أحكام الرعيّة ، ومِن أقلّها قبول إجابة الدعوة ونحوها
__________________
(١) هامش مصباح الفقاهة للسيّد الخوئي ٢ / ٥١١.
(٢) السّيرة الحلبيّة ١ / ٤٣٥ وقال عقيب هذا الكلام : وقد ذكروا أنّ الزبير بن العوّام أسلم وهو ابن ثمان سنين ، وقيل : ابن خمس عشرة سنة ، وقيل : ابن اثنتي عشرة سنة ، وقيل : ابن ستّ عشرة سنة.
وممّا يدلّ للأوّل ، ما جاء عن بعضهم : كان عليٌّ ، والزبير وطلحة ، وسعد بن أبي وقاص وُلدوا في عام واحد.
وممّا يدلّ أيضاً ، ما جاء في كلام بعض آخر : أسلم عليُّ بن أبي طالب والزبير بن العوّام وهما ابنا ثمان سنين ، وإجماعهم على أنّ عليّاً لم يكن يبلغ الحلم يردّ القول بأنّ عمره كان إذ ذاك عشر سنين ؛ أي : بناءً على أنّ سنَّ إمكان الاحتلام تسع سنين كما تقول به أئمَّتُنا عليهمالسلام.
ثمّ قال ، أقول ، قال بعضُ متأخِّري أصحابنا : وإنّما صحّت عبادة الصبيِّ المُميّز ولم يصح إسلامُهُ ; لأنّ عبادته نفلٌ ، والإسلام لا يُتنفَّل به ، وعلى هذا مع ما تقدّم يشكل ما في الإمتاع.
وأمّا عليُّ بن أبي طالب ، فلم يكُنْ مُشركاً باللّه أبداً ; لأنّه كان مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في كفالته كأحد أولاده ؛ يتبعه في جميع اُموره ، فلم يحتجْ أنْ يدَّعي الإسلامَ ، فيُقال : أسلم.
ثُمّ رأيت في الحديث ما يدلّ لما في الإمتاع ، وهو : ثلاثة ما كفروا باللّه قَط : مؤمن آل ياسين ، وعليُّ بن أبي طالب ، وآسية امرأة فرعون.
والذي في العرائس ، روي عن النّبيِّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «سبّاق الاُممِ ثلاثة لم يكفروا باللّه طرفة عين : حزقيلُ مؤمنُ آل فرعون ، وحبيبُ النّجار صاحب ياسين ، وعليُّ بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنهم ، وهو أفضلهم ...».