الجدوى بإسلام مثل علي عليهالسلام لصغره ، إلاّ أنّه حاباه؟ كلاّ وحاشا!
وإنّما قابله بكلّ ترحيب ، وخوّله ما لا يخوّل أحداً صحة إسلامه عنده ، بحيث كان على أساس رصين ، فاتّخذه رِدءاً كمن اعتنق الدِّين عن قلبٍ شاعرٍ ولبٍّ راجحٍ وعقليةٍ ناضجة ؛ يغتنم بذلك محاماته ، ومرضاة أبيه في المستقبل:
وإذا أكبرنا النّبي الأعظم صلىاللهعليهوآله عن كلّ مداهنة ومصانعة ، فلا نجد مسرحاً في المقام لأيّ مقال ، إلاّ أنْ نقول : إنّ إسلام علي عليهالسلام كان عن بصيرة وثبات مقبول عند اللّه ورسوله ، وكان ممدوحاً منهما عليه.
كما تمدّح بذلك أمير المؤمنين عليهالسلام غير مرّة ، وهو أعرف الاُمّة بتعاليم الدِّين بعد النّبي الكريم صلىاللهعليهوآله ، فقال : «أنا الصدّيقُ الأكبرُ ، لا يقولُها بعدي إلاّ كاذبٌ مفترٍ ؛ صلّيتُ مع رسول اللّه قبل النّاس بسبع سنين» (١).
__________________
(١) سنن ابن ماجة ١ / ٤٤ ، وقال مُحقق السّنن الشيخ محمّد عبد الباقي في الزوائد : إسناده صحيح ، رواه الحاكم في المُستدرك عن المنهال ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، المُستدرك للحاكم ٣ / ١١٢ ، المُصنّف لابن أبي شيبة ٧ / ٤٩٨ ، كتاب السُّنّة لابن أبي عاصم / ٥٨٤ ، السّنن الكبرى للنسائي ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي / ٤٦ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٨٥.
ومَن يقول : بأن عليّاً أسلم صغير.
نردُّ عليه ، فنقول : قد رووا كما في صحيح مسلم ١ / ١٣٣ ، وفتح الباري ١٠ / ٣٥٤ : أنّ النّبي صلىاللهعليهوآله لما نزلت عليه (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ). دعا رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله قريشاً ، وقال : «يا بَني كعب بن لؤي ، أنقذوا أنفسكم من النّار ... يا بَني عبد المُطّلب ، أنقذوا أنفسكم من النّار ، يا فاطمة ، أنقذي نفسك من النّار ؛ فإنّي لا أملكُ لكم مِنَ اللّه شيئاً ...». مع أنّ فاطمة سلام اللّه عليها كانت صغيرة ؛ إذ هذه الآية في بدء الدعوة العلنية ، وفاطمة سلام اللّه عليها لا