ويشهد لذلك ما ذكره بعض الكتّاب عند ذكرى أسرى بدر ، فقال : وكان من الأسرى عمُّ النّبي ، وعقيل ابن عمّه (أخو علي) (١)!
فإنّه لو كان غرضه تعريف المأسور ، لكان في تعريف عقيل بأنّه ابن عمّ النّبي صلىاللهعليهوآله كفاية ، كما اكتفى في تعريف العبّاس بأنّه عَمُّ النّبي صلىاللهعليهوآله ، ولم يحتج أنْ يكتب بين قوسين (أخو علي)! وأنت تعرف المراد من ذكر هذه الكلمة بين قوسين ، وإلى أيّ شيء يرمز بها الكاتب ، ولكن فاته الغرض ، وهيهات الذي أراد ففشل!
ثُمّ جاء فريق آخر من المؤرّخين يحسبون حصر المصادر في ذوي الأغراض المستهدفة ، وأنّ ما جاؤوا به حقائق راهنة ، فاقتصر على مرويّاتهم ممّا دبَّ ودرج ، وفيها الخرافات وما أوحته إليهم الأهواء والنّوايا السيّئة ؛ ومن هنا اُهملت حقائق ورويت أباطيل.
فعزوا إلى أبي طالب قوله : إنّي لا اُحبّ أنْ تعلوني اُستي (٢).
__________________
(١) تاريخ الاُمّة العربية / ٨٤ ، مطبعة الحكومة ـ بغداد / ١٩٣٩ م.
(٢) مُسند أحمد ١ / ٩٩ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٠٢ ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ، والبزّار والطبراني في الأوسط ، وإسناده حسن. مُسند أبي داود الطيالسي / ٢٦ ، السّيرة الحلبيّة ١ / ٤٣٦.
والجدير بالذكر أنّ الحديث ورد عن طريق يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن حبّة العرني ، عن علي ، وعليه فالكلام يقع في مقامين :
الأوّل : في سند الحديث.
والثاني : في متن الحديث.
أمّا سند الحديث فلا يحتاج إلى كثير مؤونة ; لأنّ يحيى بن سلمة بن كهيل ضعيف ، قال الذهبي في ميزان الاعتدال ٤ / ٣٨١ / ٩٥٢٧ : يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه :
قال أبو حاتم وغيره : منكر الحديث.