ثُمّ رووا عنه أنّه قال لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما هذا الدِّين؟
قال رسول اللّه : «دينُ اللّه ودينُ ملائكتهِ ورُسلهِ ، ودين أبينا إبراهيم ، بعثني اللّه به إلى العباد ، وأنت أحقُّ مَن دعوته إلى الهدى ، وأحقُّ مَن أجابني».
__________________
وقال النّسائي : متروك.
وقال عباس عن يحيى : ليس بشيء ، لا يُكتب حديثه.
وقال محمّد بن إبراهيم بن أبي العنس : أخبرني يحيى بن سلمة ، قال : كان سفيان الثوري يجيء إلى أبي وهو غلامٌ عليه أقبية يسمع منه ، فكان أبي يُعيّرني به ، ويقول : انظر إلى هذا الغلام يجيء من بني ثور رغبة في الحديث ، وأنت هاهنا لا ترغب فيه!
وارجع إلى غيره تجد ترجمته كما ذُكرنا.
وأمّا النّاحية الثانية المتعلقة بمتن الحديث ، فنقول : إنّ صاحب السّيرة الحلبيّة ١ / ٤٣٦ قال بعد أنْ ذكر الحديث : وهذا ـ كما لا يخفى ـ ينبغي أنْ يكون صَدرَ منه قبل ما تقدّم من قوله لابنه جعفر : صِلْ جناح ابن عمِّك وصلِّ على يساره ، لمّا رأى النّبيَّ صلىاللهعليهوآله يُصلّي وعليٌّ على يمينه.
فاذاً لابُدّ من تَخطّي هذا الأمر وإثبات أنّ هذا القول صدر بعد ما أوصى جعفر بالصلاة مع النّبيِّ صلىاللهعليهوآله ، وأنّى له إثبات ذلك ، مع ما عرفته من حال السّند؟!
أضف إلى ذلك أنّه قال : وذكر أنّ أبا طالب قال لعليٍّ : أي بُني ، ما هذا الذي أنت عليه؟
فقال : «يا أبتِ ، آمنتُ باللّه ورسولِهِ ، وصدّقتُ ما جاء به ، ودخلتُ معه واتَّبعتُهُ».
فقال : أما أنّه لمْ يدعكَ إلاّ إلى خير فالزمه.
وعليه فيكون الحديث المُتقدّم باطلاً ; لأنّ المعروف خلافه.
يُضاف إلى ذلك تناقض آخر ، إذ ذكروا أنّ أبا طالب مات مُشركاً ، لا لأجل هذه المقولة : إنّي لا اُحبّ أنْ تعلوني اُستي ؛ بل لأجل ما ذكروا من قول أبي طالب : إنّي لأعلم أنّ ما يقوله ابنُ أخي لحقٌّ ، ولولا أنّي أخاف أنْ تُعيّرُني نساءُ قريشٍ لاتّبعته.
فيكون عدم الاتّباع لأجل هذا لا إلى ما تقدّم.
فاذاً الحديث ضعيف سنداً ، ومن الجهة الاُخرى فيه مشاكل مقنية تأبى قبوله أو التّصديق به ، فيكون من مُختلقات العثمانيين.