قال صلىاللهعليهوآله : «نعم».
قال : إنّ للأنبياء معجزةً وخرقَ عادةٍ ، فأرنا آية.
قال صلىاللهعليهوآله : «يا عمُّ ، ادعُ تلك الشجرةَ وقُل لها ، يقول لك محمّدٌ بنُ عبد اللّه : أقبلي بإذن اللّه». فدعاها أبو طالب ، فأقبلت حتّى سجدت بين يديه ، ثُمّ أمرها بالانصراف فانصرفت ، فقال أبوطالب : أشهدُ أنّك صادق. ثُمّ قال لابنه علي عليهالسلام : يا بُنيَّ الزمه (١).
وقال يوماً لعليٍّ عليهالسلام : ما هذا الذي أنت عليه؟
قال : «يا أبة ، آمنتُ باللّهِ ورسولهِ ، وصدّقتُ بما جاء به ، ودخلتُ معه واتَّبعتُهُ». فقال أبو طالب : أما أنّه لا يدعكَ إلاّ إلى خير فالزمه (٢).
وهل يجد الباحث بعد هذا كُلّه ملتحداً عن الجزم بأنّ شيخ الأبطح كان مُعتنقاً للدّين الحنيف ، ويكافح طواغيت قريش حتّى بالائتمام مع النّبي صلىاللهعليهوآله في صلاته وإنْ أهمله فريق من المؤرّخين ؛ رعايةً لِما هُم عليه من حُبّ الوقيعة في أبي طالب ورميه بالقذائف ؛ حنقاً على ولده (الإمام) الذي لم يتسنّ لهم أي غميزة فيه ، فتحاملوا على اُمّه وأبيه إيذاءً له ، وإكثاراً لنظائر مَن يرومون إكباره وإجلاله ممّن سبق منهم الكفر ، وحيث لمْ يسعهم الحطُّ من كرامة النّبي صلىاللهعليهوآله ، أو الوصيّ عليهالسلام عمدوا إلى أبويهما الكريمين ، فعزوا إليهما الطّامّات ، وربما ستروا ما يُؤثر عنهما من الفضائل إيثاراً لما يروقهم اثباته؟!
__________________
(١) بحار الأنوار ٣٥ / ١١٥ ، الغدير ٧ / ٣٩٦.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ٣٠١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ / ٢٠٠ ، تفسير الثعلبي ٥ / ٨٥ تاريخ الطبري ٢ / ٥٨ ، السّيرة الحلبيّة ١ / ٤٣٦ ، سُبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي ٢ / ٣٠١.