وذكرتَ دِيناً لا محالةَ أنّهُ |
|
مِنْ خير أديانِ البريَّةِ دِينا (١) |
وبعد هذه المصارحة ، هل يخالج أحداً الريبُ في إيمان أبي طالب؟
وهل يجوز على مَن يقول : ... إنّا وجدنا محمّداً نبيّاً كموسى ... إلاّ الاعتراف بنبوّته والإقرار برسالته كالأنبياء المُتقدّمين؟
وهل يكون إقرار بالنّبوّة أبلغ من قوله : وأَمسَى ابنُ عبدِ اللّهِ فينا مُصدّقاً ...؟
وهل فرق بين أنْ يقول المُسلم : أشهد أنْ لا إله إلاّ الله ، وبين أنْ يقول :
وإنْ كانَ أحمدُ قَدْ جاءَهُمْ |
|
بصدقٍ ولم يُتَّهمْ بالكَذبْ؟ (٢) |
أو يعترف الرجلُ بأنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله كموسى وعيسى عليهماالسلام جاء بالهدى والرشاد مثل ما أتيا به ، ثُمّ يُحكم عليه بالكفر؟
وهل هناك جملة يعبّر بها عن الإسلام أصرح من قول المسلم :
وذكرتَ دِيناً لا محالةَ أنّهُ |
|
مِنْ خير أديانِ البريَّةِ دِينا؟ |
كلاّ ، ولو لم يعرف أبو طالب من ابن أخيه الصدقَ فيما أخبر به لَما قال له بمحضر قريش ؛ ليريهم من فضله وهو به خبيرٌ وجنانُهُ طامنٌ : يابن أخي ، اللّه أرسلك؟
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ٣٠١ ، بحار الأنوار ٣٥ / ٨٧ ، الغدير ٧ / ٣٣٤ ، فتح الباري ٧ / ١٤٨ ، تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي ١ / ٤٣٥ ، الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل للزمخشري ٢ / ١٢ ، تفسير الثعلبي ٤ / ١٤١ ، تفسير البغوي ٢ / ٩١ ، زاد المسير لابن القيّم ٢ / ١٧ ، تاريخ الإسلام للذهبي ١ / ١٥٠ ، البداية والنّهاية لابن كثير ٣ / ٥٦ ، السّيرة الحلبيّة ١ / ٤٦٢ ، وغيرها من المصادر الكثيرة التي نقلت هذا الشعر بتمامه أو بعض المقاطع منه.
(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤ / ٦٢ ، سيرة ابن إسحاق / ١٤٤.