(المقصد الرابع : في صلاة الكسوف)
وفي نسبتها إلى الكسوف مع كونه بعضَ أسبابها تغليب وتجوّز. ولو عنونها بصلاة الآيات كما صنع الشهيد (١) رحمهالله ، كان أجود.
(تجب عند كسوف الشمس والقمر) ويقال : خسوف القمر أيضاً. وقد يطلق على الشمس أيضاً الخسوف ، وقد ذكر جماعة (٢) من أهل اللغة أنّ الفعل المسند إليهما بغير همز ، يقال : كسفت الشمس ، وخسف القمر ، ولا يقال : انكسف. وفي الأخبار توجد الصيغتان ، والثانية أكثر.
ووجوب الصلاة بكسوف الكوكبين مذهب الأصحاب أجمع ؛ لقول النبيّ : «إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوّف الله بهما عباده ، لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فصلّوا» (٣) والأمر للوجوب.
وروى جميل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «صلاة الكسوف فريضة» (٤).
(و) تجب أيضاً عند (الزلزلة) وهي رجفة الأرض على ما ذكره في الصحاح (٥) ، وقد توجد مع الزلزلة تأكيداً ، كما روي عن أحدهما عليهماالسلام «أنّ صلاة كسوف الشمس وخسوف القمر والرجفة والزلزلة عشر ركعات وأربع سجدات» (٦).
__________________
(١) الدروس ١ : ١٩٥ ؛ الذكرى ٤ : ١٩٩.
(٢) منهم : الجوهري في الصحاح ٤ : ١٤٢١ ، «ك س ف».
(٣) صحيح مسلم ٢ : ٦٢٨ / ٩١١ ؛ سنن البيهقي ٣ : ٤٦١ / ٦٣٣٢.
(٤) الفقيه ١ : ٣٢٠ / ١٤٥٧.
(٥) الصحاح ٤ : ١٣٦٢ ، «ر ج ف».
(٦) التهذيب ٣ : ١٥٥ / ٣٣٣.