(المقصد الثاني : في) صلاة (الجمعة)
وهي واجبة بالنصّ والإجماع.
قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) (١) أجمع المفسّرون على أنّ المراد به صلاة الجمعة.
وقال في السورة التي يذكر فيها المنافقين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٢).
قيل (٣) : المراد بالذكر صلاة الجمعة. وقرينة الذكر السابق في «الجمعة» تدلّ عليه ، ومن ثَمَّ استحبّ قراءة السورتين فيها وفي صلاة يوم الجمعة ليكرّر على الأسماع الحثّ عليها.
وقال النبيّ : «اعلموا أنّ الله قد افترض عليكم الجمعة فمن تركها في حياتي أو بعد موتي وله إمام عادل استخفافاً بها أو جحوداً لها فلا جمع الله له شمله ، ولا بارك له في أمره ، ألا ولا صلاة له ، ألا ولا زكاة له ، ألا ولا حجّ له ، ألا ولا صوم له ، ألا ولا برّ له حتى يتوب» (٤).
وروى محمّد بن مسلم وأبو بصير قالا : سمعنا أبا جعفر محمّد بن عليّ» يقول : «مَنْ ترك الجمعة ثلاثاً متواليةً بغير علّة طبع الله على قلبه» (٥).
__________________
(١) الجمعة (٦٢) : ٩.
(٢) المنافقون (٦٣) : ٩.
(٣) لم نعثر على القائل فيما بين أيدينا من المصادر.
(٤) سنن ابن ماجة ١ : ٣٤٣ / ١٠٨١ ؛ سنن البيهقي ٣ : ٢٤٤ / ٥٥٧٠ ؛ مسند أبي يعلى ٣ : ٣٨١ ٣٨٢ / ١٨٥٦.
(٥) عقاب الأعمال : ٢٧٦ / ٣.