وعيشي قارّاً ، ورزقي دارّاً ، واجعل لي عند قبر رسولك قراراً ومستقرّاً» (١).
قيل : المستقرّ : المكان ، والقرار : المقام.
وقيل : هما مترادفان.
ويمكن كون المستقرّ في الدنيا ، والقرار في الآخرة ، كأنّه يسأل أن يكون المحيا والممات عنده.
واختصّ الآخرة بالقرار ؛ لقوله تعالى (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) (٢) والمستقرّ للدنيا ؛ لقوله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) (٣) وقدّم الآخرة على الدنيا ؛ لشرفها ، وكون قرارها هو المقصد الحقيقي ، بخلاف الدنيا فإنّها (٤) وسيلة إلى الآخرة.
وفي بعض نسخ الدعاء تقديم «المستقرّ» لمراعاة الراوي ، وكون الدنيا متقدّمةً على الآخرة بالذات أو بالزمان.
ويستحبّ قول الدعاء ساجداً أيضاً.
وروى عنه عليهالسلام «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يردّ» (٥).
وليكن (رافعاً صوته) في الأذان والإقامة وإن كانت الإقامة أخفض منه ، وقد تقدّم (٦) قول النبيّ لبلال : «ارفع صوتك بالأذان».
وعن الصادق عليهالسلام «ارفع صوتك ، وإذا أقمت فدون ذلك» (٧).
وعنه عليهالسلام (٨) «لا تخفينّ صوتك فإنّ الله يأجرك على مدّ صوتك» (٩).
هذا إذا كان ذكراً ، أمّا المرأة فتُسرّ لِيسمعها الأجانب ؛ فإنّ صوتها عورة. وكذا الخنثى.
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٠٨ / ٣٢ ؛ التهذيب ٢ : ٦٤ / ٢٣٠.
(٢) غافر (٤٠) : ٣٩.
(٣) البقرة (٢) : ٣٦.
(٤) في «ق ، م» والطبعة الحجريّة : فإنّه. والصحيح ما أثبتناه.
(٥) سنن أبي داوُد ١ : ١٤٤ / ٥٢١ ؛ سنن الترمذي ١ : ٤١٥ ٤١٦ / ٢١٢ ؛ سنن البيهقي ١ : ٦٠٤ / ١٩٣٧ ؛ مسند أحمد ٣ : ٥٦٧ ٥٦٨ / ١١٧٩٠.
(٦) في ص ٦٥٠.
(٧) تقدّم في ص ٦٥٠.
(٨) في الطبعة الحجريّة : «وقوله» بدل «وعنه».
(٩) التهذيب ٢ : ٥٨ / ٢٠٥.