والزنديق (١) الذي لا يؤمن به حتّى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة إلاّ بقيّم ، فما قال فيه من شيء كان حقّا. فقلت لهم : مَن قيّم القرآن؟ فقالوا : ابن مسعود قد كان يعلم ، وعمر يعلم ، وحذيفة يعلم. قلت : كلّه؟ قالوا : لا ، فلم أجد أحدا يقال : إنّه يعرف ذلك كلّه إلاّ عليّا عليهالسلام. وإذا كان الشيء بين القوم فقال هذا : لا أدري وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : أنا أدري. فأشهد أنّ عليّا كان قيّم القرآن وكانت طاعته مفترضة وكان الحجّة على الناس بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ. فقال : رحمك اللّه» (٢).
٤ ـ حديث يونس بن يعقوب : قال : كان عند أبي عبداللّه عليهالسلام جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمّد بن نعمان وهشام بن سالم والطيّار وجماعة فيهم هشام بن الحكم ـ وهو شاب ـ فقال أبو عبداللّه عليهالسلام :
«ياهشام! ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام : يابن رسول اللّه! إنّي اُجلّك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك.
فقال أبو عبداللّه : إذا أمرتكم بشيء فافعلوا.
قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك عليّ فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة
__________________
(١) المرجئة فرقة من المنحرفين عن الإسلام يعتقدون أنّ اللّه تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصي أي أخّره عنهم ، والقَدَري يطلق على الجبري والتفويضي ، والزنديق هو النافي للصانع تعالى.
(٢) اُصول الكافي : (ج١ ص١٦٩ باب الإضطرار إلى الحجّة ح٢).