المجلسي (١).
رابعاً:بالأدلّة الإعتبارية العقلية التي توضّح علم اللّه تعالى بالوجوه الثلاثة المقرّرة التالية :
١ ـ إنّه لو لم يكن تعالى عالما بجميع الأشياء لزم الجهل ولو في البعض ، وهو نقص بل من أعظم النقائص.
والخالق المتعال الذي هو واجب الوجود وكامل الذات ومنزّه عن نقص الصفات ، يستحيل أن يكون جاهلاً ، بل هو عالم بجميع الأشياء بلا جهل فيه أبدا.
٢ ـ إنّه تعالى منزّه عن الزمان والمكان ؛ لأنّه خالقهما ، والخالق مقدّم على مخلوقاته ، والصانع سابق بالنسبة إلى مصنوعاته بالبداهة العقلية.
ومن المعلوم أنّ من لا يحيطه الزمان والمكان ، بل كان هو المحيط بالزمان ، والموجود في كلّ مكان ، حقّ أن يكون عالما بجميع الأشياء ، محيطا بجميع الاُمور في كلّ الأزمنة وفي جميع الأمكنة ، بل لا معنى لأن يجهل شيئا يقع في زمان أو يحدث في مكان.
وبديهي أنّ الذات المقدّسة موجودة من الأزل إلى الأبد ، ومحيطة بكلّ معدود وعدد ، ومشرفةٌ على الكون ومسلّطة على التكوين ، فكيف لا تعلم الكائنات ، أو تجهل الموجودات أو لا تطلع على ما يحدث في الأرضين والسماوات؟!
وطبيعي أنّا نجد أنفسنا محدودين بالزمان والمكان ، فلا يمكننا الإطّلاع على غير مكاننا أو مستقبل زماننا.
لكنّ اللّه تعالى ليس بمحدود إطلاقا ، بل له الإحاطة الكاملة والسلطنة
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٤ ص٨٧).