الظَّالِمِينَ» (١) فليست هذه الخلافة من اللّه في شيء .. ولا من رسول اللّه في موضع .. ولم يرض بها الخليفة الحقّ ، وأهل بيت العصمة ، بل استنكروها أبلغ إنكار عند وفاة الرسول وبعد الوفاة ويوم الشورى وأيّام عثمان ويوم الرُحبة ويوم صفّين ويوم الجمل وغيرها ممّا تلاحظها مع إحتجاج بني علي وبني هاشم والأصحاب ، بأحاديث الفريقين في كتاب الغدير (٢) ، وبأحاديثنا في كتاب الإحتجاج (٣) ، ويكفيك في ذلك خطبته الشقشقية المعروفة (٤).
٣ ـ دليل العقل
العقل يحكم بقبح تقديم المفضول ، ولزوم تقديم الأفضل ، حتّى لا يلزم خفض وإنحطاط لمرتبة الفضل والفضيلة والسداد.
ومن الواضح عدم استواء مرتبة من يعلم ومن لا يعلم ، وأنّ العقل حاكم بتقديم الأعلم ..
ومعلوم أنّ الأفضل والأعلم واللائق للإمامة بحكم العقل والعقلاء وباعتراف الخصماء هو علي بن أبي طالب عليهالسلام.
سُئل الخليل بن أحمد الفراهيدي : ما الدليل على أنّ عليّا إمام الكلّ في الكلّ؟
__________________
(١) سورة البقرة : (الآية ١٢٤).
(٢) الغدير : (ج١ ص١٥٩).
(٣) الإحتجاج : (ج١ ص١٥٧).
(٤) نهج البلاغة : (ص٢٥ من الطبعة المصرية الخطبة٣).