بأرض لم تكتسب عليها الذنوب ، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أوّل مرّة ، ويعيد عرشه على الماء كما كان أوّل مرّة ، مستقلاً بعظمته وقدرته.
قال : فعند ذلك ينادي الجبّار جلّ جلاله بصوت من قبله جهوري يُسمع أقطار السماوات والأرضين : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) (١) فلا يجيبه مجيب فعند ذلك يجيب الجبّار ـ وفي نسخة : يقول الجبّار ـ لنفسه (للّه الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) (٢) وأنا قهرت الخلائق كلّهم إنّى أنا اللّه لا إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتّهم بمشيتي وأنا اُحييهم بقدرتي ، قال : فينفخ الجبّار نفخة في الصور فيخرج الصوت من أحد طرفيه الذي يلي السماوات فلا يبقى أحد في السماوات إلاّ حَيي وقام كما كان ، ويعود حملة العرش وتحضر الجنّة والنار وتحشر الخلائق للحساب. قال : فرأيت علي ابن الحسين عليهماالسلام يبكي عند ذلك بكاءا شديدا» (٣).
٣ ـ دليل الإجماع :
مضافا إلى دليل الكتاب القطعي والحديث العلمي دلّت الإجماعات الجليّة بل إجماع جميع الفرق المِليّة على تحقّق يوم المعاد وجزاء جميع العباد.
بل هو ضروري من ضروريات الدين وبديهيات الشرع المبين بحيث
__________________
(١) سورة غافر : (الآية ١٦).
(٢) سورة غافر : (الآية ١٦).
(٣) معالم الزلفى : (ص١٣٥ ب٦ ح١) ، عن تفسير القمّي : (ج٢ ص٢٥٢).