العظيم ، اللطيف ، الشافي» (١).
وتلاحظ شرح هذه الأسماء الحسنى بعد نقل حديثها في نفس كتاب التوحيد. وسيأتي في هذا الفصل بيان أنّ من أسمائه الحسنى عدله وعدالته ، وأنّ الإعتقاد به من اُصول الدين ، ومن المميّزات لأهل الحقّ عن المخالفين.
فلنبدأ بذكر شمّة منها وبيان جملة من أعرفها ، للإغتراف من منهلها العذب ، والإستفادة من أريجها الطيّب ..
بعد تقديم مقدّمة موجزة تفيدنا زيادة المعرفة والبصيرة في الموضوع ..
ومنه نستمدّ العون ونطلب العصمة وهو وليّ التوفيق.
فنقول : إعلم : أنّ الذات الإلهية المقدّسة واجدة لجميع صفات الكمال ؛ لأنّ الخلو عن الكمال نقصٌ ، والنقص منفيٌّ عن الواجب تعالى.
كما وأنّ هذه الذات الكريمة منزّهة عن جميع صفات النقصان ، لأنّ النقص عجزٌ أيضا ، والعجز لا يليق بالذات الكاملة.
ويسمّى القسم الأوّل من الصفات بالصفات الثبوتية ، وصفات الكمال والجمال.
كما يسمّى القسم الثاني بالصفات السلبيّة ، وصفات التنزيه والجلال.
فهو تعالى واجد لجميع صفات الكمال ، ونزيه عن جميع صفات الجلال.
ومن الواضح أنّ ذاته الكاملة واجبة في الوجود ، وهي فوق كلّ موجود ، فتكون مستجمعةً لجميع الصفات الثبوتية ، ومنزّهة عن جميع الصفات السلبيّة.
هذا .. ولعدم إمكان معرفة ذاته المتعالية ـ كما قلنا ـ لا يمكننا معرفة كنه صفاته ، ولا نتمكّن من الوصول إلى اللامتناهي من كمالاته ، خصوصا وإنّ بعض
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص١٩٤ الباب٢٩ ح٨).