والمنفعة» (١).
٩ ـ حكمة فضيلة علم الإنسان وفي مقابله جهله بمقدار عمره ، وإلاّ لم يكن يتهنّأ بالعيش أو يستقرّ له قرار :
«تأمّل الآن يامفضّل! ما ستر عن الإنسان علمه من مدّة حياته.
فإنّه لو عرف مقدار عمره وكان قصير العمر لم يتهنّأ بالعيش مع ترقّب الموت وتوقّعه لوقت قد عرفه ، بل كان (٢) بمنزلة من قد فنى ماله أو قارب الفناء فقد إستشعر الفقر والوجل من فناء ماله وخوف الفقر ، على أنّ الذي يدخل على الإنسان من فناء العمر أعظم ممّا يدخل عليه من فناء المال ؛ لأنّ من يقلّ ماله يأمل أن يستخلف منه فيسكن إلى ذلك ، ومن أيقن بفناء العمر إستحكم عليه اليأس.
وإن كان طويل العمر ، ثمّ عرف ذلك وثق بالبقاء وإنهمك في اللذّات والمعاصي ، وعمل على أنّه يبلغ من ذلك شهوته ثمّ يتوب في آخر عمره ، وهذا مذهب لا يرضاه اللّه من عباده ولا يقبله» (٣).
١٠ ـ عجيب الحكمة في عدم تشابه الناس بعضهم ببعض لأنّهم يحتاجون إلى الإمتياز وحفظ الأنساب بخلاف الوحوش والطير ، فإنّها لم تحتج إلى ذلك فجعلت متشابهة ، مع عجائب اُخرى في التدبير :
«اعتبر لِمَ لا يتشابه الناس واحد بالآخر كما يتشابه الوحوش
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٨٠).
(٢) في نسخة البحار هنا زيادة يكون.
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص٨٣).