زقوا العلم زقا ... (١).
ومنها أن ملك الروم كتب إلى عبد الملك يتوعده ، فضاق عليه الجواب ، وكتب إلى الحجاج ، وهو إذ ذاك على الحجاز : أن ابعث إلى علي بن الحسين فتوعده وتهدده وأغلظ له ، ثم انظر ماذا يجيبك ، فاكتب به إلي! ففعل الحجاج ذلك ، فقال له علي بن الحسين : إن لله في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة ، وأرجو أن يكفينيك في أول لحظة من لحظاته ، وكتب بذلك إلى عبد الملك ، فكتب به إلى صاحب الروم كتاباً ، فلما قرأه قال : ليس هذا من كلامه ، هذا من كلام عترة نبوية (٢).
وفي كتاب بلاغات النساء قال بعضهم حينما سمع أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليهاالسلام تخطب بعد مقتل أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين عليهالسلام يصف منطقها وجزيل خطابها : ورأيت أم كلثوم عليهاالسلام ولم أر خفرة والله أنطق منها كأنما تنطق وتفرغ على لسان أمير المؤمنين عليهالسلام ... (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ، المجلسي : ج ٤٥ ص ١٣٧ ـ ١٣٨.
(٢) تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٣٠٤ ، العقد الفريد : ج ١ ص ١٥٥.
(٣) راجع خطبتها كاملة في كتاب بلاغات النساء ، ابن طيفور : ص ٢٣ و ٢٥.