يخبركم حلمهم عن علمهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الإسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل (١).
وروي عن مولانا الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنه قال لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : شرِّقا وغرِّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت (٢).
وللأسف إن كثيراً من الناس يجهلون حقيقة أهل البيت عليهمالسلام وإمامتهم وعلومهم الجمة ، وأحاديثهم الطيبة بسبب ابتعادهم عن هذا المعين الصافي ، فحرموا أنفسهم من هذا العطاء ، روي عن مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام قال : إن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا (٣).
__________________
(١) نهج البلاغة ، خطب الإمام علي عليهالسلام : ج ٢ ص ٢٣٢ ، رقم الخطبة : ٢٣٩.
(٢) الكافي ، الشيخ الكليني : ج ١ ص ٣٩٩ ح ٣.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، الشيخ الصدوق : ج ٢ ص ٢٧٥ ح ٦٩.