تفسير قوله تعالى : (ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً) .
وجزم في أوائل
تفسير الفاتحة بأنّه لو قال : اصلّي لثواب الله ، أو للهرب من عقابه فسدت صلاته .
ومن قال بأنّ
ذلك القصد غير مفسد للعبادة مع خروجها به من درجة الإخلاص.
وقال : أنّ
إرادة الفوز بثواب الله والسلامة من سخطه ليست أمرا مخالفا لإرادة وجه الله ، وقد
قال تعالى في مقام مدح أصفيائه : (كانُوا يُسارِعُونَ
فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً) أي : للرغبة في الثواب ، والرهبة من العقاب.
وقال سبحانه : (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً) .
وقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا
وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي : حالكونكم [راجين] للفلاح ، أو لكي تفلحوا ،
والفلاح هو الفوز بالثواب) ، انتهى.
وكيف كان ؛ فإن
قلنا بصحّة العبادة مع كون الداعي خوف العقاب أو رجاء الثواب ، لعدم كونه منافيا
لإرادة الله لا ينافيها أيضا كون الداعي ترتّب الامور الدنيويّة عليها الّتي ورد
من الشرع أنّها من قبيل الخواصّ ، لكونها مطلوبا منه
__________________