وقال في جواب من ردّ دعواه كذب الخبر المعروف من بشارة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عشرة من أصحابه بالجنّة ، بأنه لم ينكره المهاجرون والأنصار ، ما لفظه : على أنّ كثيرا من الشيعة يروون عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي (عليهما السّلام) : أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) واقف طلحة والزبير وخاطبهما (١). الخبر.
فاستدل بروايته على إنكاره عليهالسلام الخبر المذكور ، وكذا صنع به في رسالته (٢) في الردّ على أصحاب العدد ـ كما يأتي (٣) ـ وغير ذلك ، فالحقّ دخوله في الثقات خصوصا لو بنينا على كون رواية واحد من أصحاب الإجماع فضلا عن خمسة منهم من أمارات الوثاقة كما صرّح به العلامة الطباطبائي (٤) ، ويظهر من العلامة في المختلف (٥).
وأمّا جابر ، فما أشبهه بمحمّد بن سنان في هذا المقام ، والحقّ أنّه من أجلاّء الرواة ، وأعاظم الثقات ، بل من حملة أسرارهم وحفظة كنوز أخبارهم.
ويشهد لذلك أمور :
أ ـ ما رواه محمد بن الحسن الصفار في البصائر : عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف الناس في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه ، فدخلت علي أبي عبد الله عليهالسلام وأنا أريد أن أسأله
__________________
(١) الكافية في إبطال توبة الخاطئة : ٦ : ٢٤ / ٢٤.
(٢) الرسالة العددية : ٣٠.
(٣) سيأتي في هذه الفائدة ، صحيفة : ٢١٥.
(٤) رجال السيد بحر العلوم. ٣٦٧.
(٥) مختلف الشيعة : وهناك كلام متين للسيّد الخويي رضوان الله تعالى عليه في معجم رجال الحديث ١ : ٥٩ حول سند أصحاب الإجماع ، وهل ان وقوع شخص ما في هذا السند يكفي لتوثيقه ، أم لا؟ فراجع.