وَالبِيضُ فَوقَ البِيضِ تَحسَبُ وَقعَها |
|
زَجَلُ الرُّعودِ إِذا اكْفَهَرَّ غِمامُها |
مِنْ باسِلٍ يَلقى الكَتيبَةَ باسِماً |
|
وَالشّوسُ يَرشَحُ بِالمَنيَّةِ هامُها |
وَأَشَمَّ لَا يَحتَلُّ دارَ هَضيمَةٍ |
|
أَوْ يَستَقِلَّ عَلى النُّجومِ رَغامُها |
أوَ لَمْ تَكُنْ تَدْري قُرَيشٌ أَنَّهُ |
|
طَلّاعُ كُلَّ ثَنِيَّةٍ مِقْدامُها (١) |
وهذه الأبيات منسجمة كلّ الانسجام مع بطولات أبي الفضل ، فقد صوّرت بسالته ، وما قام به من دور مشرّف في حماية أخيه أبي الأحرار ، فقد انبرى كالأسد يذبّ عن أخيه في معركة الشرف والكرامة ، غير حافل بتلك الوحوش الكاسرة التي ملأت البيداء دفاعاً عن ذئاب البشريّة ، وقد انطلق أبو الفضل باسماً في ميادين الحرب وهو يحطّم اُنوف اُولئك الأوغاد ويجرّعهم غصص الموت في سبيل كرامته وعزّة أخيه ، وقد استبان للقبائل القرشيّة في هذه المعركة أنّ أبا الفضل طلّاع كل ثنية ، وأنّه ابن من أرغمها على الإسلام ، وحطّم جاهليّتها وأوثانها .
هو السيّد إبراهيم ابن السيّد حسين ابن السيّد رضا ابن السيّد مهدي بحر العلوم (٢) ( المتوّلد سنة ١٢٤٨ هـ ، والمتوفّي سنة ١٣١٩ هـ ) .
قِفْ بِالطُّفوفِ وَسَلْ بِها أَفْواجَها |
|
وَأَثِرْ أَبا الفَضلِ المُثيرَ عَجاجَها |
إِنْ اُرتِجَتْ بابٌ تَلاحَكَ بِالقَنا |
|
بِالسَّيفِ دونَ أَخيهِ فَكَّ رِتاجَها |
جَلّىٰ لَها قَمَراً لِهاشِمَ سافِراً |
|
رَدَّ الْكَتائِبَ كاشِفاً أَرْهاجَها |
__________________________
(١) رياض المدح والرثاء : ٨٢ .
(٢) بحر العلوم : لقب السيّد مهدي جدّ الاُسرة المعروفة اليوم في النجف بـ ( آل بحر العلوم ) وهي الاُسرة العلمية الشهيرة خرج منها العدد الكبير من العلماء وأعيان الفضلاء والشعراء .