قائمة الکتاب
إلى مكّة المكرّمة
١٢٥إعدام هانئ رضياللهعنه
١١٦
إعدادات
العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام
العبّاس بن علي عليهما السلام رائد الكرامة والفداء في الإسلام
المؤلف :باقر شريف القرشي
الموضوع :سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر :دار المعروف للطباعة والنشر
الصفحات :238
تحمیل
لقد أعلن الإمام رفضه لبيعة يزيد في بيت الإمارة ورواق السلطة ، وهو غير حافل بالحكم القائم ، فقد وطّن نفسه على التضحية والفداء لينقذ المسلمين من حكم ارهابي عنيف يستهدف إذلالهم وإرغامهم على ما يكرهون .
لقد كان أبو الأحرار عالماً بفسق يزيد وفجوره ومروقه من الدين ، ولو أقرّ لحكومته لساق المسلمين إلى الذلّ والعبوديّة ، وعصف بالعقيدة الإسلاميّة في متاهات سحيقة من مجاهل هذه الحياة ، ولكنّه سلام الله عليه صمد في وجه الأعاصير هازئاً من الحياة ، ساخراً من الموت ، فبنى للمسلمين عزّاً شامخاً ، ومجداً رفعياً ، ورفع كلمة الإسلام عالية في الأرض .
إلى مكّة المكرّمة
وصمّم أبو الأحرار على مغادرة يثرب والتوجه إلى مكّة المكرّمة ليتّخذ منها مقرّاً لبثّ دعوته ، ونشر أهداف ثورته ، ويدعو المسلمين إلى الانتفاضة على الحكم الأموي الذي يمثّل الجاهليّة بجميع أبعادها الشريرة ، وقبل أن يتوجّه إلى مكّة خفّ إلى قبر جدّه صلىاللهعليهوآله وهو ، حزين قد أحاطت به الأزمات ، فشكا إليه ما ألمّ به من المحن والبلوى .
ثم توجّه إلى قبر سيّدة النساء اُمّه الزكيّة ، فألقى عليها نظرات الوداع الأخير ، وزار بعد ذلك قبر أخيه الزكيّ أبي محمّد عليهالسلام .
ثمّ توجّه مع جميع أفراد عائلته إلى مكّة التي هي حرم الله ليعوذ ببيتها الحرام الذي فرض الله فيه الأمن لجميع عباده ، وكان أخوه أبو الفضل إلى جانبه قد نشر رايته ترفرف على رأسه ، وقد تولّى جميع شؤونه وشؤون عائلته ، وقام خير قيام بما يحتاجون إليه .
وسلك أبو الأحرار في
مسيره الطريق العامّ ، فأشار عليه بعض مَن كان معه بأن يحيد عنه ـ كما فعل ابن الزبير ـ مخافة أن يدركه الطلب من السلطة ، فأجابه بكلّ