وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً وانتشاراً بين الناس ، فقد آمنوا وأيقنوا أنّه ما قصده ذو حاجة بنيّة خالصة إلّا قضى الله حاجته ، وما قصده مكروب إلّا كشف الله ما ألمّ به من محن الأيّام ، وكوارث الزمان ، وكان ولدي محمّد الحسين ممّن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه .
إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله ، وباب من أبوابه ، ووسيلة من وسائله ، وله عنده الجاه العظيم ، وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام ، والذبّ عن أهدافه ومبادئه ، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى استشهد في سبيله .
هذه بعض ألقاب أبي الفضل ، وهي تحكي بعض معالم شخصيّته العظيمة ، وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق (١) .
أمّا ملامحه فقد كان صورة بارعة من صور الجمال ، وقد لقّب بقمر بني هاشم لروعة بهائه ، وجمال طلعته ، وكان متكامل الجسم قد بدت عليه آثار البطولة والشجاعة ، ووصفه الرواة بأنّه كان وسيماً جميلاً ، يركب الفرس المطهّم (٢) ورجلاه
__________________________
= فقال دريد في ذلك :
ما أَنْ رَأَيتُ وَلا سَمِعتُ بِمِثلِهِ |
|
حامي الظَّعينَةِ فارِساً لَمْ يُقْتَلِ |
أَرْدىٰ فَوارِسَ لَمْ يَكونوا نُهْزَةً |
|
ثُمَّ اسْتَمَـرَّ كَأَنَّهُ لَمْ يَفْعلِ |
فَتَهَلَّلَتْ تَبْدو أَسِرَّةُ وَجْهِهِ |
|
مِثْلُ الحُسامِ جَلَتْهُ كَفُّ الصَّيْقَلِ |
يُزْجي ظَعينَتَهُ وَيَسحَبُ رُمْحَهُ |
|
مِثلَ البُغاثِ خَشينَ وَقْعَ الجَنْدَلِ |
(١) جاء في تنقيح المقال ٢ / ١٢٨ : « أنّه تحدث للعباس ستّة عشر لقباً » .
(٢) الفرس المطهم : هو السمين الفاحش في السمن ، كما في القاموس .
=