قد استوعب ذكره المعطّر جميع لغات الأرض ، وهو اُنشودة الأحرار في كلّ زمان ومكان ، والكوكب اللامع في سماء الشرق يهتدي بضوئه المصلحون ، ويسير على منهجه المتّقون ، وها هو معاوية وبنو اُميّة قد صاروا جرثومة الفساد في الأرض ، ولا يذكرون إلّا مع الخسران وسوء المصير .
لقد هزم معاوية في الميدان السياسي والاجتماعي ، وأبرزت مخطّطاته السياسيّة المناهضة لأهل البيت عليهمالسلام واقعه السياسي الملوّث بالجرائم والآثام ، واستبان للجميع أنّه أحطّ حاكم ظهر في الشرق العربي والإسلامي .
وأشاع معاوية الظلم والجور في جميع أنحاء العالم الإسلامي ، فقد سلّط على المسلمين ولاة إرهابيّين ، قد نزعت الرحمة من قلوبهم ، فأسرفوا باقتراف الجرائم والإساءة إلى الناس ، وكان من أشدّهم قسوة ، وأكثرهم جرماً الارهابي زياد بن أبيه ، فقد صبّ على العراق وابلاً من العذاب الأليم ، فكان يسوق المتّهمين إلى ساحات الموت والإعدام من دون إجراء أي تحقيق معهم .
فقد كان يحكم بالظنّة والتهمة ، كما أعلن ذلك في بعض خطبه ، ولم يتحرّج من سفك الدماء بغير حقّ ، ولم يتأثّم في نشر الرعب والخوف بين الناس ، فكان كأخيه اللّاشرعي معاوية قد انتهك جميع حرمات الله .
لقد عجّت البلاد الإسلاميّة من الظلم والجور ، حتّى قال القائل : إن نجا سعد فقد هلك سعيد ، وكان من أشدّ الناس بلاءً وأعظمهم محنة شيعة أهل البيت عليهمالسلام فقد أمعنت السلطة في ظلمهم ، والاعتداء عليهم ، فزجّت الكثير منهم في ظلمات السجون وزنزانات التعذيب ، وسملت منهم الأعين ، وأذاقتهم جميع صنوف التعذيب ، لا لذنب اقترفوه وإنّما لولائهم لأهل البيت عليهمالسلام .
وقد شاهد أبو الفضل عليهالسلام الصور المفجعة من الاضطهاد والتنكيل التي حلّت