الإمام سياسة معاوية الهادفة إلى حجب المسلمين عن أهل البيت عليهمالسلام وستر فضائلهم ، وقد دعا الإمام حضّار ذلك المؤتمر إلى إشاعة مآثرهم ، وإذاعة مناقبهم ، وما ورد في حقّهم من النبيّ صلىاللهعليهوآله ليعرف المسلمون النوايا الشريرة التي يبيّتها معاوية ضدّ أهل البيت الذين هم العصب في جسم الاُمّة الإسلاميّة .
واستقبل معاوية الموت ، ونفسه قلقة ومضطربة ممّا اقترفه من الأحداث الجسام التي باعدت بينه وبين الله ، فكان يقول متبرّماً : « ويلي من ابن الأدبر ـ يعني حجر بن عدي ـ إنّ يومي منه لطويل » .
نعم ، إنّ يومه لطويل ، وإنّ حسابه لعسير أمام الله لا في حجر فقط ، وإنّما لدماء المسلمين التي سفكها بغير حقّ ، فقد قتل عشرات الآلاف من المسلمين ، وأشاع في بيوتهم الثكل والحزن والحِداد ، وهو الذي حارب دولة الإسلام ، وأقام الدولة الأمويّة التي اتّخذت مال الله دولاً ، وعباد الله خولاً ، وهو الذي سلّط على المسلمين عصابة من أشرار خلق الله ، أمثال زياد بن أبيه الذي أمعن في إذلال المسلمين ، وظلمهم بغير حقّ ، وهو الذي استخلف من بعده ولده يزيد صاحب الأحداث والموبقات في الإسلام ، وشبيه جدّه أبي سفيان في اتّجاهاته وميوله المعادية لله ولرسوله ، وهو الذي دسّ السمّ إلى ريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسبطه الإمام الزكيّ أبي محمّد عليهالسلام ، وهو الذي أعلن سبّ أهل البيت عليهمالسلام على المنابر ، وجعل ذلك جزءاً من حياة المسلمين العقائديّة ، إلى غير ذلك من الموبقات التي اقترفها والتي تجعل حسابه شاقّاً وعسيراً أمام الله .
وعلى أي حال ، فقد
هلك معاوية فأهون به هالكاً ومفقوداً ، فقد انكسر باب الجور ، وتضعضعت أركان الظلم ، كما أبّنه بذلك الزعيم العراقي الكبير يزيد بن مسعود النهشلي ، أمّا خليفته ووليّ عهده يزيد فلم يكن حاضراً عند وفاته ، وإنّما
كان