كُنّي بذلك لأنّ له ولداً اسمه الفضل ، ويقول في ذلك بعض من رثاه :
أَبا الفَضْلِ يا مَنْ أسَّسَ الفَضْلَ وَالْإِبا |
|
أَبى الفَضْلُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ لَهُ أَبا |
وطابقت هذه الكنية حقيقة ذاته العظيمة ، فلو لم يكن له ولد يُسمّى بهذا الاسم ، فهو حقّاً أبو الفضل ، ومصدره الفيّاض ، فقد أفاض في حياته ببرّه وعطائه على القاصدين لنبله وجوده ، وبعد شهادته كان موئلاً وملجأً لكلّ ملهوف ، فما استجار به أحد بنيّة صادقة إلّا كشف الله ما ألمّ به من المحن والبلوى .
كُنّي بذلك ، لأنّ له ولداً اسمه ( القاسم ) ، وذكر بعض المؤرّخين أنّه استشهد معه يوم الطفّ ، وقدّمه قرباناً لدين الله ، وفداءً لريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله .
اُمّا الألقاب التي تُضفى على الشخص فهي تحكي صفاته النفسيّة حسنة كانت أو سيّئة ، وقد اُضيفت على أبي الفضل عليهالسلام عدّة ألقاب رفيعة تنمّ عن نزعاته النفسيّة الطيّبة ، وما اتّصف به من مكارم الأخلاق ، وهي :
كان العبّاس عليهالسلام في روعة بهائه ، وجميل صورته ، آية من آيات الجمال ، ولذلك لقّب بقمر بني هاشم .
وكما كان قمراً لاُسرته العلويّة الكريمة ، فقد كان قمراً في دنيا الإسلام ، فقد أضاء طريق الشهادة ، وأثار مقاصدها لجميع المسلمين .