بصيرته ، وعمق تفكيره مناصرته ومتابعته لإمام الهدى وسيّد الشهداء الإمام الحسين عليهالسلام ، وقد ارتقى بذلك إلى قمّة الشرف والمجد ، وخلدت نفسه العظيمة على امتداد التاريخ ، فما دامت القيم الإنسانيّة يخضع لها الإنسان ويمجّدها ، فأبو الفضل قد بلغ قمّتها وذروتها .
والظاهرة الاُخرى من صفات أبي الفضل عليهالسلام هي الصلابة في الإيمان ، وكان من صلابة إيمانه انطلاقه في ساحات الجهاد بين يدي ريحانة رسول الله مبتغياً في ذلك الأجر عند الله ، ولم يندفع إلى تضحيته بأي دافع من الدوافع الماديّة ، كما أعلن ذلك في رجزه يوم الطفّ ، وكان ذلك من أوثق الأدلّة على إيمانه .
وثمّة مكرمة وفضيلة اُخرى لبطل كربلاء العبّاس عليهالسلام أشاد بها الإمام الصادق عليهالسلام وهي جهاده المشرق بين يدي سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، ويعتبر الجهاد في سبيله من أسمى مراتب الفضيلة التي انتهى إليها أبو الفضل ، وقد أبلى بلاءً حسناً يوم الطفّ لم يشاهد مثله في دنيا البطولات .
وزار الإمام الصادق عليهالسلام أرض الشهادة والفداء كربلاء ، وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحسين وأهل بيته والمجتبين من أصحابه ، انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس ، ووقف على المرقد المعظّم ، وزاره بالزيارة التالية التي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس ، وعظيم مكانته ، وقد استهلّ زيارته بقوله :
|
سَلَامُ اللهِ وَسَلَامُ مَلَائِكَتِهِ
الْمُقَرَّبينَ ، وَأَنبِيائِهِ الْمُرْسَلينَ ، |
|