|
جِهادِ أَعْدَائِهِ ، الْمُبالِغُونَ في نُصْرَةِ أَوْلِیائِهِ ، الذّابُّونَ عَنْ أَحِبّائِهِ . فَجَزاكَ اللهُ أَفْضَلَ الْجَزاءِ ، وَأَکْثَرَ الْجَزاءِ ، وَأَوْفَرَ الْجَزاءِ ، وَأَوْفىٰ جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَىٰ بِبَیْعَتِهِ ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَأَطاعَ وُلَاةَ أَمْرِهِ . |
|
لقد شهد الإمام الصادق عليهالسلام العقل المفكّر والمبدع في الإسلام ، وأشهد الله تعالى على ما يقول من أنّ عمّه أبا الفضل العبّاس عليهالسلام قد مضى في جهاده مع أخيه أبي الأحرار الإمام الحسين عليهالسلام ، على الخطّ الذي مضى عليه شهداء بدر الذين هم من أكرم الشهداء عند الله ، فهم الذين كتبوا النصر للإسلام ، وبدمائهم الزكيّة ارتفعت كلمة الله عالية في الأرض ، وقد استشهدوا وهم على بصيرة من أمرهم ، ويقين من عدالة قضيّتهم .
وكذلك سار أبو الفضل العبّاس على هذا الخطّ المشرق ، فقد استشهد لإنقاذ الإسلام من محنته الحازبة ، فقد حاول صعلوك بني اُميّة حفيد أبي سفيان أن يمحو كلمة الله ، ويلفّ لواء الإسلام ، ويعيد الناس لجاهليّتهم الاُولى ، فثار أبو الفضل بقيادة أخيه أبي الأحرار في وجه الطاغية السفّاك ، وتحقّقت بثورتهم كلمة الله العليا في نصر الإسلام وإنزال الهزيمة الساحقة بأعدائه وخصومه .
ويستمرّ الإمام الصادق عليهالسلام في زيارته لعمّه العبّاس فيسجّل ما يحمله من إكبار وتعظيم ، فيقول عليهالسلام :
|
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَالَغْتَ في
النَّصیحَةِ ، وَأَعطَیْتَ غَایَةَ الْمَجْهُودِ ، فَبَعَثَكَ اللهُ في الشُّهَداءِ ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ
|
|