منهجية كتاب المعالم
يتّضح لمن يطالع فقه المعالم أنّ المؤلّف قد اتّبع منهجا فريدا في بحوثه حيث اهتمّ بموارد الخلاف عند الإمامية ولم يتوقّف عند المسائل الواضحة والمتّفق عليها بين الفقهاء الإمامية.
كما إنّه يستشهد بآيات القرآن الكريم ويستدلّ بها في كلّ مورد تدلّ عليه محكمات الكتاب متجنّبا المناقشات التي لا طائل تحتها.
وإن كان هناك إجماع يعتمد عليه أشار إليه ، وإلّا عطف عنان القلم إلى النصوص الروائية التي يصحّ الاحتجاج بها عنده. ويلتفت في كلّ نصّ يستدلّ هو به أو يكون الآخرون قد استدلّوا به إلى السند والدلالة معا فيقوّمهما معا ثمّ يلاحظ تعارض النصوص ويحاول تقديم رأيه في الجمع بينها أو تقديم بعضها على بعض.
كما إنّه يبدأ الموضوع في كلّ مسألة ويردفه ببيان الحكم إن كان متّفقا عليه ، وإلّا فيذكر المشهور أو الأشهر ثمّ يذكر الآراء الاخرى وقد يبدأ بأدلّة الخصم ثمّ يناقشها ثمّ ينتهي إلى الرأي المختار ، وقد يعكس الأمر في موارد اخرى فيبدأ بذكر رأيه وأدلّته ثمّ يذكر الآراء الاخرى وأدلّتها ثمّ يناقشها. ويختلف المنهج من مسألة إلى اخرى من هذه الجهة باعتبار أنّه قد يكون الأصل هو ما ذهب إليه من الرأي ويكون خلافه بحاجة إلى الدليل فيركّز جهده على ذكر أدلّة الخصم ومناقشتها ليسير بالقارئ ممّا عليه الآخرون إلى ما ينبغي الاعتقاد به.
ولا ننسى اهتمام المؤلّف بآرائه ومبانيه في علم الاصول في بحثه الفقهي