في البئر شيء صغير فمات فيها فانزح منها دلاء » (١).
وقد سبق احتجاج المحقّق بها في حكم الحيّة ، إلّا أنّه حكاها بلفظ حيوان صغير. وهي في الكافي والتهذيب والاستبصار كما ذكرنا (٢).
وأثر الاختلاف يظهر هنا ؛ لعدم دخول العصفور في لفظ الحيوان بالنظر إلى العرف.
وأمّا على ما ذكرناه فتناول اللفظ له ظاهر ، فيقال بنزح ثلاث ؛ لأنّه أقلّ محتملات لفظ الدلاء على ما مرّ.
ويحتمل القول بمساواته لمطلق الطير لدخوله في عموم لفظه.
إذا تقرّر هذا فاعلم : أنّ بعض الأصحاب فسّر العصفور بما دون الحمامة ، وهو الظاهر من تفسيرهم الطير بالحمامة ونحوها فما فوقها ، مضافا إلى عدم القول بالواسطة بين نزح الدلو والسبع في مطلق الطير إلّا أنّ الاقتصار على لفظ العصفور في عباراتهم قليل ، وأكثرهم عبّروا هنا بالعصفور وشبهه.
وربّما أبدل « الشبه » في بعض العبارات بما ماثله من الطير في مقدار الجسم أو بما في قدره.
وظاهر هذا التعبير ينافي التفسير المذكور ، ويقتضي اختصاص لفظ العصفور بنوع من صغار الطيور.
وذكر جماعة أنّه الأهليّ الذي يسكن الدور. ويشكل عليهم الحكم حينئذ ؛
__________________
(١) تهذيب الأحكام ١ : ٢٤٠ ، الحديث ٦٩٤. والاستبصار ١ : ٣٤ ، الحديث ٩٢.
والكافي ٣ : ٦ ، الحديث ٧.
(٢) تهذيب الأحكام ١ : ٢٤٠ ، الحديث ٦٩٤. والاستبصار ١ : ٣٤ ، الحديث ٩٢.
والكافي ٣ : ٦ ، الحديث ٧.