ومنها أنه أنكر حرف أبي بن كعب وحرف ابن
مسعود في القرآن ، وقال إن الله لم ينزلهما ، ونسب هذين الإمامين إلى الضلال في
مصحفيهما.
ومنها أنه شك في جميع عامة المسلمين ، وقال
: لا أدري لعل سرائر العامة كلها كفر وشرك ، وأكفرته الأمة فيما انفرد به.
وأكفره أصحابنا في نفيه عن الله تعالى
صفاته الأزلية.
ثم يحدد بعد ذلك البغدادي الموقف الذي
تبناه أهل السنة من الفرق المخالفة.
يقول البغدادي : أجمع أصحابنا على أنه
لا يحل أكل ذبائحهم.
وأكثر المعتزلة مع الأزارقة من الخوارج
يحرمون ذبائحنا ، وقولنا فيهم أشد من قولهم فينا ، ولا يجوز عندنا تزويج المرأة
المسلمة من واحد منهم ، فإن عقد العقد ، فالنكاح مفسوخ ، وإن لم تعلم المرأة ببدعة
زوجها حتى وطئها فعليها العدة ولها مهر المثل ، والمرأة منهم إن اعتقدت اعتقادهم
حرم نكاحها وإن لم تعتقد اعتقادهم لم يحرم نكاحها لأنها مسلمة بحكم دار الإسلام.
وأجمع أصحابنا على أن أهل الأهواء لا
يرثون من أهل السنة ، واختلفوا في ميراث السني منهم : فمنهم من قطع التوارث من
الطرفين.
ومنهم من رأى توريث السني منهم وبناه
على قول معاذ بن جبل أن المسلم يرث من الكافر وأن الكافر لا يرث من المسلم.
وعلى قول أبي حنيفة يرث السني من
المبتدع الضال ما اكتسبه قبل بدعته.
__________________