وذكر البغدادي في دائرة هذا الباب سبعة فرق ربطهم جميعاً بالرافضة ، حيث أن الانحراف من قبل هذه الفرق كان يدور حول الإمامة واختصاص أهل البيت بها والمغالاة في حبهم وتقديسهم.
وذكر بعد ذلك الحلولية والإباحية وأصحاب التناسخ والقدرية والباطنية ضمن هذه الفرق التي انتسبت إلى الإسلام زوراً أو بهتاناً.
وليس المجال هنا مناقشة الفرق التي خالفت أصول الدين كالإباحية والحلولية وأصحاب التناسخ على فرض التسليم بصحة ما نسب إليهم ، إلاّ أنّ ما يمكن قوله هو أن أهل السنة غالوا وتطرفوا في مواجهة خصومهم ، وهذا الموقف يفتح الباب للطعن والتشويه.
اختتم البغدادي كتابه بباب في بيان أوصاف الفرقة الناجية وتحقيق النجاة لها وبيان أوصافها ، وقد قسّمه إلى سبعة فصول تدور جميعها حول فرقة أهل السنة وأنها الفرقة الناجية المعصومة.
والعجيب أن البغدادي افتتح فصول هذا الباب ببيان أصناف فرق السنة والجماعة ، وفي هذا اعتراف صريح منه بتعدد فرق أهل السنة وأنهم ليسوا فرقة واحدة ، وبالتالي ليس من الصواب أن يطلق عليهم أهل السنة والجماعة ما داموا ليسوا جماعة واحدة وهذا من أوهامهم التي عاشوا فيها ولا زالوا يعيشون.
ولقد عاش البغدادي هذا الوهم وأراد أن يعيش فيه المسلمون ، فبعد أن