وقال عن الكرامية : وأما جسمية خراسان من الكرامية فتكفيرهم واجب بقولهم : بأن الله له حدّ ونهاية.
وقولهم بأن الله محل للحوادث.
وهم يرون جميع فرق الأمة من أهل الجنة ، وأن أهل الأهواء بعد العقاب يصيرون إلى الجنة ولا يدوم عقابهم وجميع مخالفيهم على أنهم من أهل النار فصاروا من هذه الجهة شر الفرق عند الأمة.
وقال عن البكرية وهم اتباع بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد وكان يوافق النظام في أن الإنسان غير الجسد ، ووافق أصحابنا في إبطال القول بالتولد وانفرد بأشياء كفرته الأمة فيها ، منها قوله : إن الله يُرى يوم القيامة في صورة يخلقها ، وأنه يكلم عباده في تلك الصورة ، ومنها قوله في الكبائر أنها نفاق وأن صاحب الكبيرة من أهل القبلة منافق.
وقال في علي وطلحة والزبير إن ذنوبهم كانت كفراً أو شركاً غير أنهم مغفور لهم لورود الخبر بأن الله تعالى أطلع على أهل بدر فقال : أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
أما الضرارية اتباع ضرار بن عمرو فقد وافق أصحابنا في أن أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وفي إبطال القول بالتولد ، ووافق البخار في أن الجسم أعراض مجتمعة من لون وطعم ورائحة وحرارة أو ضدها ونحو ذلك من الأعراض التي يخلو منها الجسم.
وانفرد بأشياء ، منها قوله : إن الله يرى بحاسة يرى بها المؤمنون ماهية الإله ووصف الله بالماهية كما قال أبو حنيفة.