إن المتأمل في أطروحة أهل السنة بفرقها المختلفة يتبيّن له أنّها تتخذ موقفاً واحداً من الحكّام ، وهو موقف الاعتراف والمسالمة والسمع والطاعة في جميع الأحوال مهما كانت سياساتهم ووضعهم الشرعي.
وسوف نعرض هنا نصوص عقائد أهل السنة في الحكام كما وضعها كبار رموزهم.
يقول ابن حنبل : الخلافة في قريش ما بقى من الناس اثنان ، ليس لأحد من الناس أن ينازعهم فيها ولا يخرج عليهم ولا نقر لغيرهم بها إلى قيام الساعة. والجهاد ماض قائم مع الأئمة ، بروا أو فجروا ، لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل. والجمعة والعيدان والحج مع الأئمة وإن لم يكونوا بررة عدولا أتقياء ، ودفع الصدقات والخراج والأعشار والفيء والغنائم إلى الأمراء عدلوا فيها أم جاروا. والانقياد إلى من ولاه الله أمركم لا تنزع يداً من طاعة ، ولا تخرج عليه بسيفك حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً ولا تخرج على السلطان وتسمع وتستطيع ولا تنكث بيعته ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة (١).
__________________
١ ـ رسالة السنة ط السعودية.