رأيهم ومذهبهم ودينهم ، وليسوا من الإسلام في شيء.
وأصحاب الرأي : وهم مبتدعة ضلال ، أعداء للسنة والأثر يبطلون الحديث ويردون على الرسول ، ويتخذون أبا حنيفة ومن قال بقوله إماماً ويدينون بدينهم ، وأي ضلالة أبين ممن قال بهذا؟ فكفى بهذا غياً مردياً وطغياناً.
والولاية بدعة والبراءة بدعة. وهم الذين يقولون نتولى فلاناً ، ونتبرأ من فلان. وهذه القول بدعة فاحذروه.
فمن قال بشيء من هذه الأقاويل ، ورآها أو صوبها أو رضيها أو أحبها ، فقد خالف السنة ، وخرج من الجماعة ، وترك الأثر ، وقال بالخلاف ، ودخل في البدعة وزال عن الطريق (١).
ويلاحظ من خلال كلام ابن حنبل الحدة والتشدّد تجاه الفرق المخالفة ، ومن جانب آخر يظهر لنا بوضوح دور الرواية في هذا الموقف المتطرف ، فالرواية هي التي أسس عليها ابن حنبل موقفه ، وهي التي حكم على أساسها ببطلان وانحراف عقائد الفرق الأخرى.
وقد تجاوز ابن حنبل حدود الرواية ووقع في الخلط والتخبط بين عقائد وأفكار هذه الفرق الإحدى عشر حسب تصنيفه ، والتي هي في الحقيقة لا يجب أن تتجاوز حدود الست فرق ، فالمرجئة فرقة متميزة بأفكارها ومعتقداتها وكذلك القدرية والمعتزلة ، أما النصرانية والجهمية
__________________
١ ـ رسالة السنة. ملحق كتاب الردّ على الجهمية والزنادقة. طبع رئاسة إدارات البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد بالسعودية.