والواقفة فهي امتداد للقدرية والمعتزلة ، والرافضة فرقة ، أما المنصورية والسبئية والزيدية والخشبية فهي امتداد لها ، والخوارج بجميع فرقها نهج واحد.
هذا مع الإشارة إلى أن هذه التسميات التي أطلقت على هذه الفرق هي من اختراع أهل السنة ولا تعبر بحال عن حقيقة هذه الفرق.
والذي يلفت الانتباه هنا هو أن ابن حنبل اعتبر أصحاب الرأي من أهل السنة فرقة حكم عليها بالبدعة والضلال وعلى رأسها أبو حنيفة.
وهذا الموقف الحنبلي تجاه المخالفين إنما يتناقض مع الموقف الآخر للبغدادي الذي يتميز بالاعتدال ، وهو يؤكد ما ذكرناه من أن الفرق المخالفة لأهل السنة لم تخرج عن دائرة الأصول ، ولم تأت بمعتقدات تنقلها من الملة.
وينبغي لنا أن نعرض لعدد من الروايات التي استخدمها أهل السنة كسلاح ضد الفرق الأخرى وكغطاء شرعي لهم يبررون على أساسه الحكم عليها بالمروق والضلال والكفر والزندقة.
وأول هذه الروايات رواية تقول : صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب : المرجئة والقدرية (١).
ورواية ثانية تقول : لا يقبل الله لصاحب بدعة صوماً ولا صلاة ولا صدقة ولا حجاً ولا عمرةً ولا جهاداً ولا صرفاً ولا عدلا ، يخرج من
__________________
١ ـ الترمذي كتاب القدر ج ٤ ، وابن ماجة ج ١ ، باب الإيمان.