القرآن التي كانت تتنزل وعلى لسان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً.
وليس من السهل على العقل أن يسلم بأن عناصر المنافقين ورموزهم كانت مجهولة ولم يشر إليها الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بالتحديد وهو يعلم مدى خطورتها على مستقبل الإسلام ووحدة المسلمين.
وليس من العقل القول بأن المنافقين كانوا خارج دائرة الصحابة ، أو كانوا بعيدين عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ).
إذا سلمنا بهذا وجب علينا أن نعلم أن المنافقين كانوا يخططون فى حياة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) للخروج عن نهج الإسلام وضرب الفكرة التى تقوم عليها وحدة المسلمين وهى الإمامة ، وقد حاولوا ضربها في شخص الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ويظهر ذلك من محاولات الاغتيال التي دبرت له ، ومحاولات الدعاية التى كانت تهدف إلى تشوية الإسلام وشخص الرسول ( صلى الله عليه وآله ) (١).
وإذا كان هذا هو الحال في زمن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والوحي يتنزل ، فكيف سوف يكون الحال بعد رحيله وانقطاع الوحي؟
لا شك أن دور المنافقين سوف يبرز وبقوة على ساحة الواقع.
وهذا هو ما حدث بمجرد أن لفظ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أنفاسه ، أن ضربت الإمامة حصن المسلمين وحل محلها الحكام الذين احتاجوا إلى الفقهاء
__________________
١ ـ انظر كتب السيرة وسيرة ابن هشام خاصة. وانظر سورة التوبة وتفسيرها في كتب التفسير وقد أطلق عليها بعض الفقهاء اسم الفاضحة لأنها تفضح الواقع المدني وتعري المنافقين. وانظر لنا كتاب : دفاع عن الرسول.