قال : يا رسول الله بعض هذا القول : قال : (يا عباس لم لا أقول هذا القول وأنت عمي وصنو أبي ، وخير من أخلف بعدي من أهلي) فقلت : يا رسول الله ما شيء أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا ؟
قال : (نعم يا عباس إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي) (١).
وأخرج الحديث أيضاً أبو نعيم في دلائل النبوة وفي آخره : « منهم من يصلي بعيسى بن مريم عليهالسلام » (٢). والخبر باطل كما قال الذهبي في ترجمة أحمد ابن راشد في ميزانه حيث قال : « عن سعيد بن خثيم بخبر باطل في ذكر بني العباس ... ثم ساق الرواية ، وقال : وهو الذي اختلقه بجهل » (٣).
وفي آخر أيام الشعب تلد أم الفضل ولدها عبد الله بن عباس ، وتصدق النبوءة ويبدو أنّ العباس استبشاراً بوليده وإيماناً بصدق فراسته في ابن أخيه حين أخبر عن ولادته ، يتقدم بوليده إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليباركه ، فأخذه وحنكه بريقه (٤) وسماه عبد الله.
وثمة رواية أخرى تذكر أنّ الذي تقدم به إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم هي أمه أم الفضل ولكن لا أكاد أصدق بصحتها ، نظراً لاشتمالها على سُنن لم تشرع بعد ، نحو
_______________________
(١) تاريخ بغداد ١ / ٦٣.
(٢) دلائل النبوة / ٤٨٢ ـ ٤٨٣.
(٣) ميزان الاعتدال ١ / ٩٧ / ٣٧٥.
(٤) قال مجاهد : فلا نعلم أحداً حنكه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بريقه غيره. أنظر البداية والنهاية ٨ / ٢٩٥.