والحب والحزم الّذي
يضطلع بجلائل المهمات. فلمّا دخل النبيّ عليهالسلام
في غمرة الموت ودعا بطرس يملي على المسلمين كتاباً يسترشدون به بعده ، أشفق عمر من مراجعته فيما سيكتب وهو جد خطير (؟) وقال : انّ النبيّ غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا ، ومال النبيّ إلى رأيه (؟) فلم يَعد إلى طلب الطرس وإملاء الكتاب ، ولو قد علم النبيّ أنّ الكتاب ضرورة لا محيص عنها لكان عمر يومئذٍ أوّل المجيبين » .
وقال في عبقرية الإمام عليّ عليهالسلام :
« وربما كانت أصح العلاقات المعقولة
لأنها وحدها العلاقة الممكنة المأمونة ، وكلّ ما عداها فهو بعيد من الأمكان بُعده من الأمان.
فهو يحبّه ويمهّد له وينظر إلى غده ، ويسرّه
أن يحبّه الناس كما أحبّه ، وأن يحين الحين الّذي يكلون فيه أمورهم إليه ..
وكلّ ما عدا ذلك ، فليس بالممكن وليس
بالمعقول ..
ليس بالممكن أن يكره له التقديم
والكرامة.
وليس بالممكن أن يحبهما له ، وينسى في
سبيل هذا الحب حكمته الصالحة للدين والخلافة ..
وإذا كان قد رأى الحكمة في استخلافه ، فليس
بالممكن أن يرى ذلك ثمّ لا يجهر به في مرض الوفاة أو بعد حجة الوداع.
وإذا كان قد جهر به ، فليس بالممكن أن
يتألب أصحابه على كتمان وصيته وعصيان أمره إنّهم لا يريدون ذلك مخلصين ، وإنّهم إن أرادوه لا يستطيعونه بين جماعة المسلمين ، وإنّهم إن استطاعوه لا يخفى شأنه ببرهان مبين ، ولو بعد حين..
_______________________