فرغ من الأمر فإن الدعاء هو العبادة إن الله عز وجل يقول « إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ » وقال « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ » وقال إذا أردت أن تدعو الله فمجده واحمده وسبحه وهلله وأثن عليه وصل على النبي صلىاللهعليهوآله ثم سل تعط.
٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي
______________________________________________________
قوله عليهالسلام : « ولا تقل قد فرغ » أي لا تقل إن التقدير من الله قد مضى فلا ينفع الدعاء لأمرين.
أحدهما : أنه يحتمل أن يكون التقدير بشرط الدعاء.
وثانيهما : أن الدعاء في نفسه عبادة فإن لم يكن مستحبا أيضا ليس بلغو ، وأشار عليهالسلام إلى الثاني بالجزء الأول من الآية وإلى الأول بالثاني ثم أشار عليهالسلام إلى أنه ليس في وعد الله تعالى خلف ولكن التقصير منكم في ترك الشرائط.
الحديث الخامس : حسن.
وقال الشيخ البهائي : (ره) لعل المراد ما عدا الرواتب كنافلة المغرب مثلا ، وقد يؤيد ذلك بما ذكره شيخنا في النفلية من استحباب تقديم نافلة المغرب على تعقيبها وفاقا للمفيد ، وهو كما ترى إذ لا دلالة في استحباب التقديم على الأفضلية ، والأصح تأخيرها عنه فإنا لم نظفر في الأخبار بما يدل على استحباب تقديمها عليه وما أورده الشيخ في التهذيب في معرض الاستدلال على ذلك لا ينتهض به انتهى ، أقول : لعل مستندهما ما رواه المفيد (ره) في الإرشاد ، وقطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج والجرائح ، أنه لما توجه أبو جعفر عليهالسلام من بغداد منصرفا من عند المأمون ومعه أم الفضل قاصدا بها المدينة سار إلى شارع باب الكوفة ومعه الناس يشيعونه فانتهى إلى دار المسيب عند مغيب الشمس فنزل ودخل المسجد وكان في صحنه نبقة لم تحمل بعد فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة وقام فصلى بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى الحمد وإذا جاء نصر الله وقرأ في الثانية الحمد