ضياء العالمين - ج ١

أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]

ضياء العالمين - ج ١

المؤلف:

أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-331-7
ISBN الدورة:
978-964-319-330-0

الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢

وقال في حكاية نوح عليه‌السلام : ( وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) (١) .

وفي حكاية أيّوب عليه‌السلام : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) إلى قوله : ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) (٢) .

وقال تعالى في حكاية قوم شعيب : ( قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ ) (٣) ، الآية .

وقال تعالى في حكاية بني إسرائيل لموسى عليه‌السلام : ( قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ ) (٤) ، الآية .

وقال فيهم أيضاً : ( فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ ) (٥) ، الآية .

وفيهم أيضاً : ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ) (٦) ، الآية .

وفي حكاية هارون عليه‌السلام : ( قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٧) ، الآية .

__________________

(١) سورة الصافّات ٣٧ : ٧٦ .

(٢) سورة ص ٣٨ : ٤١ ـ ٤٤ .

(٣) سورة هود ١١ : ٩١ ـ ٩٢ .

(٤) سورة الأعراف ٧: ١٢٩.

(٥) سورة يونس ١٠ : ٨٣ .

(٦) سورة البقرة ٢ : ٤٩ .

(٧) سورة الأعراف ٧ : ١٥٠ .

٣٤١

وفي حكاية موسى عليه‌السلام لقومه : ( يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ) (١) .

وفيه أيضاً : ( قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) (٢) .

وقال : ( لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ) (٣) ، الآية .

وقال : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ) (٤) ، الآية .

وقال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) ـ إلى قوله تعالى ـ : ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٥) .

وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ) ، الآية ـ إلى قوله ـ : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) (٦) ، الآية .

وقال : ( وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ ) (٧) .

وقد مرّت آيات مؤيّدات وتأتي أيضاً ، لاسيّما في الفصل الرابع ، مع أنّ جميعها قليل من كثير ما ذكره اللّه‏ تعالى .

ففي الحديث المستفيض : «الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر» (٨) .

__________________

(١) سورة الصف ٦١ : ٥ .

(٢) سورة المائدة ٥ : ٢٥ .

(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦٩ .

(٤) سورة الأنعام ٦ : ٣٣ .

(٥) سورة المائدة ٥ : ٦٧ .

(٦) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٧ ـ ٥٨ .

(٧) سورة الأحزاب ٣٣ : ٤٨ .

(٨) من لا يحضره الفقيه ٤: ٣٦٣ / ٧١٥ ، الأمالي للطوسي : ٥١٧ / ٥٥ ، تحف العقول : ٥٣ ، التمحيص : ٤٨ / ٧٦ ، دعائم الإسلام ١ : ٤٧ ، المجازات النبويّة : ٧١ / ٣٥ ، مسند أحمد ٣ : ٩٥ / ٨٨١٢ ، صحيح مسلم ٤ : ٢٢٧٢ / ٢٩٥٦ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٦٢ / ٢٣٢٤ .

٣٤٢

وفي الحديث أيضاً : «إنّ اللّه‏ تعالى يخصّ أولياءه بالمصائب ؛ ليأجُرهم عليها من غير ذنب» (١) .

وسئل الصادق عليه‌السلام عن قوله تعالى في حكاية الشيطان : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا ) (٢) الآية ، فقال : «لا يسلّط الشيطان من المؤمن على دينه ، ولكن قد يسلّط منه على بدنه ، وقد سلّط على أيّوب عليه‌السلام فشوّه خلقه» (٣) .

أقول : لعلّ المراد من المؤمن فيه : الكامل الموقن ، كالأنبياء ، والأوصياء ، والراسخين في الدين ، ويحتمل شموله كلّ مؤمن بصميم قلبه . وعلى هذا إذا صدر من مدّعي الإيمان ما يدلّ على خلافه ، فهو قرينة عدم اتّصافه ابتداءً بالإيمان من صميم القلب وإن لم يستشعر هو به أيضاً .

وهذا هو أيضاً معنى ما ورد من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ اللّه‏ تعالى يبتلي المؤمن بكلّ بليّة ، ولا يبتليه بذهاب عقله» إلى أن قال : «أما ترى أيّوب كيف سُلّط إبليس على ماله ، وعلى ولده ، وعلى كلّ شيء منه ولم يسلّط على عقله ، تُرك له ليوحّد اللّه‏ به» (٤) إذ دلالته لائحة على أنّ الشيطان لا تسلّط له على قلب المؤمن ؛ ولهذا يُرى بعض من يذهب كمال عقله من المؤمنين بحيث يُعدّ من المجانين ثابتاً على ما هو من لوازم الإيمان ، فافهم .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٣٢٦ / ٢ (باب نادر أيضاً) ، وسائل الشيعة ١٦ : ٨٥ / ٢١٠٥١ .

(٢) سورة النحل ١٦ : ٩٩ .

(٣) الكافي ٨ : ٢٨٨ / ٤٣٣ ، تفسير العيّاشي ٣ :٢٢ / ٢٤٢٥ ، بتفاوت يسير .

(٤) الكافي ٢ : ١٩٩ / ٢٢ (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، مستدرك الوسائل ٢ : ١٤٥ / ١٦٥٦ ، وفيهما عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

٣٤٣

وفي أخبار آل محمّد صلوات اللّه‏ عليهم ـ الأئمّة عليهم‌السلام ـ التي ذكرها مخالفوهم أيضاً ـ أكثرها ـ كما سنشير إلى بعض منها عن رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «أخذ اللّه‏ ميثاق المؤمن على أن لا تُصدّق مقالته ولا ينتصف من عدوّه» (١) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ اللّه‏ جعل وليّه في الدنيا غرضاً لعدوّه» (٢) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث ، ولربّما اجتمعت الثلاث عليه : إمّا بغض من يكون معه في الدار يغلق عليه بابه يؤذيه ، أو جار يؤذيه ، أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه ، ولو أنّ مؤمناً على قُلّة جبل لبعث اللّه‏ عليه شيطاناً يؤذيه ، ويجعل اللّه‏ له من إيمانه اُنساً لا يستوحش معه إلى أحد» (٣) .

وقد روى الطبراني ، والبيهقي ، وغيرهما عن أنس ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا : «لو كان المؤمن في جحر ضبّ لقيّض اللّه‏ [له فيه (٤) ] من يؤذيه» (٥) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أهل الحقّ لم يزالوا منذ كانوا في شدّة ، أما إنّ ذلك إلى مدّة قليلة ، وعافية طويلة» (٦) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٩٤ / ١ ، (باب ما أخذه اللّه‏ على المؤمن من الصبر . . .) ، المؤمن : ٢٥ / ٣٨ بتفاوت يسير ، وفيهما عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

(٢) الكافي ٢ : ١٩٥ / ٥ ، (باب ما أخذه اللّه‏ على المؤمن من الصبر . . .) ، المؤمن : ٢٠ / ١٧ بتقديم وتأخير ، وفيهما عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

(٣) الكافي ٢ : ١٩٤ / ٣ ، (باب ما أخذه اللّه‏ على المؤمن من الصبر . . .) ، التمحيص : ٣٥ / ٢٨ ، وفيهما عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

(٤) ما بين المعقوفين من المصدر .

(٥) المعجم الأوسط ٩ : ٢١٠ / ٩٢٨٢ ، شعب الإيمان ٧ : ١٤٦ / ٩٧٩١ ، كشف الأستار ٤ : ١٢٦ / ٣٣٥٩ ، كنز العمّال ١ : ١٤٦ / ٧١٧ .

(٦) الكافي ٢ : ١٩٨ / ١٦ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، الغيبة للنعماني : ٢٨٥ / ٤ ، المؤمن : ٢٠ / ١٦ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٢٠٤ ، بحار الأنوار ٥٢ : ٣٥٨ / ١٢٥ ، وفيها عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

٣٤٤

وشكى رجل حاله إلى الصادق عليه‌السلام ، فقال له : «اصبر» .

ثمّ قال له : «أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو» فقال : أصلحك اللّه‏ ، ضيّق منتن وأهله بأسوأ حال . قال : «فإنّما أنت في السجن فتريد أن تكون في سعة ، أما علمت أنّ الدنيا (سجن المؤمن) (١) » (٢) .

وعنه عليه‌السلام قال : قال رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ما من مؤمن إلاّ وقد وكّل اللّه‏ به أربعة : شيطاناً يغويه ويريد أن يضلّه ، وكافراً يغتاله (٣) ، ومؤمناً يحسده ، ومنافقاً يتتبّع عثراته» (٤) .

وعنه عليه‌السلام قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الأمثل فالأمثل» (٥) .

ورواه الطبراني عن فاطمة (٦) ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا : «أشدّ الناس بلاءً الأنبياء ، ثمّ الصالحون» (٧) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أشدّ الناس بلاءً في الدنيا النبيّون ، ثمّ الأمثل فالأمثل ، ويُبتلى المؤمن بَعْدُ على قدر إيمانه وحسن أعماله ، فمن صحّ إيمانه

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في «م» .

(٢) الكافي ٢ : ١٩٥ / ٦ ، (باب ما أخذه اللّه‏ على المؤمن من الصبر . . .) ، المؤمن : ٢٦ / ٤٣ ، التمحيص : ٤٨ / ٧٧ ، مشكاة الأنوار ٢ : ٢٠١ / ١٥٨٣ .

(٣) في «ن» و«س» : يقاتله ، وفي حاشيتهما «يغتاله» ، وفي «ش» نسخة بدل : «يقاتله» .

(٤) الكافي ٢ : ١٩٥ / ٩ ، (باب ما أخذه اللّه‏ على المؤمن من الصبر . . .) ، بحار الأنوار ٦٨ : ٢٢١ / ١٢ وفيهما عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

(٥) الكافي ٢ : ١٩٦ / ١ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

(٦) هي خولة بنت اليمان اُخت حذيفة ، وهي من راويات الحديث ، روى عنها أبو سلمة بن عبدالرحمن .

انظر : الاستيعاب ٤ : ١٨٣٤ / ٣٣٢٧ ، اُسد الغابة ٦ : ٩٩ / ٦٨٩٢ .

(٧) المعجم الكبير ٢٤ : ٢٤٥ / ٦٢٩ .

٣٤٥

وحسن عمله اشتدّ بلاؤه ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه» (١) .

وقد روى مثله الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة في صحاحهم ، وقال الترمذي : إنّه حديث حسن صحيح . ورواه ابن حبّان وصحّحه أيضاً ، وكذا رواه جماعة آخرون ، منهم مالك في موطّأه (٢) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ عظيم الأجر لمع عظيم البلاء ، وما أحبّ اللّه‏ قوماً إلاّ ابتلاهم» (٣).

وفي كتاب المختارة : عن أنس عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إذا أحبّ اللّه‏ قوماً ابتلاهم» .

ورواه الطبراني ، والبيهقي أيضاً (٤) .

وفي صحيح أبي داود ، وتاريخ البخاري ، وكتاب ابن سعد : عن محمّد بن خالد السُلميّ (٥) ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إذا سبقت للعبد من اللّه‏ منزلة لم ينلها بعمله ، ابتلاه اللّه‏ في جسده ، وأهله ،

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٩٦ / ٢ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، التمحيص : ٣٩ / ٣٩ ، تحف العقول : ٣٩ ، مشكاة الأنوار ٢ : ٢٥٥ / ١٧٣٤ .

(٢) سنن الترمذي ٤ : ٦٠١ / ٢٣٩٨ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٣٤ / ٤٠٢٣ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٤ : ٢٥٣ / ٢٩٠٩ ، السنن الكبرى للبيهقي ٣ : ٣٧٢ ، كنز العمّال ٣ : ٣٢٦ / ٦٧٧٨ ، ولم نعثر عليه في سنن النسائي والموطّأ .

(٣) الكافي ٢ : ١٩٦ / ٣ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام ، التمحيص : ٣١ / ٦ ، المؤمن : ٢٤ / ٣٦ ، مشكاة الأنوار ٢ : ٢٥٤ / ١٧٣٠ .

(٤) المعجم الأوسط ٣ : ٤٣٥ / ٣٢٤٠ ، كنز العمّال ٣ : ٣٢٥ / ٦٧٧٦ ، شعب الإيمان ٧ : ١٤٤ / ٩٧٨٢ ، الأحاديث المختارة ٦ : ٣٢٨ / ٢٣٥٠ ، و٢٣٥١ .

(٥) هو محمّد بن خالد السُلمي : وروى عن أبيه ، روى عنه أبو المليح الرقّي ، ولم يترجم بأكثر من هذا .

انظر : تهذيب الكمال ٢٥ : ١٥٢ / ٥١٨٣ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٥٣٣ / ٧٤٦٨ ، تهذيب التهذيب ٩ : ١٢٧ / ٢٠٤ .

٣٤٦

وماله ، ثمّ صبّره على ذلك حتّى ينال تلك المنزلة» (١) .

وفي صحيح الترمذي ، ومسند أحمد وغيرهما : عن ابن النعمان (٢) ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إذا أحبّ اللّه‏ عبداً حماه الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه» (٣) .

وقال الصادق عليه‌السلام : «إنّ للّه‏ عزوجل عباداً في الأرض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلاّ صرفها عنهم إلى غيرهم ، ولا بليّة إلاّ صرفها إليهم» (٤) .

وعنه عليه‌السلام عن جدّه أنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما المؤمن بمنزلة كفّة الميزان ، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه» (٥) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما المؤمن يبتلى بكلّ بليّة ، ويموت بكلّ ميتة ، إلاّ أنّه لا يقتل نفسه» (٦) .

__________________

(١) سنن أبي داود ٣ : ١٨٣ / ٣٠٩٠ ، الطبقات الكبرى ٧ : ٤٧٧ ، ولم نعثر عليه في تاريخ البخاري ، وحكاه عنه المتّقي الهندي في كنز العمّال ٣ : ٣٠٧ / ٦٦٨٣ .

(٢) هو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر الأنصاري ، يكنّى أبا عمرو ، وقيل : أبا عبداللّه‏ ، شهد العقبة وبدراً وأُحداً ، والمشاهد كلّها مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان من فضلاء الأنصار ، ومن أصحاب رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو أخو أبي سعيد الخدري لاُمّه ، واُصيبت عينه يوم بدر ، وقيل : يوم اُحد ، فردّها رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله . مات سنة ٢٣ هـ .

انظر: تنقيح المقال ٢: ٢٧ / ٩٦٢٦ من أبواب القاف ، الاستيعاب ٣ : ١٢٧٤ / ٢١٠٧، اُسد الغابة ٤ : ٨٩ /٤٢٧١ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٣٣١ / ٦٦ .

(٣) سنن الترمذي ٤ : ٣٨١ / ٢٠٣٦ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٢٠٧ ، شعب الإيمان ٧ : ٣٢١ / ١٠٤٤٨ ، ١٠٤٤٩ ، اُسد الغابة ٤ : ٩١ ، ولم نعثر عليه في مسند أحمد بن حنبل .

(٤) الكافي ٢ : ١٩٦ / ٥ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، تنبيه الخواطر ٢ : ٢٠٤ .

(٥) الكافي ٢ : ١٩٧ / ١٠ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، مشكاة الأنوار ٢ : ١٧٣٥ / ١٠ ، بحار الأنوار ٦٧ : ٢١٠ / ١٣ ، وفيها عن أبي عبداللّه‏ عليه‌السلام .

(٦) الكافي ٢ : ١٩٧ / ١٢ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، تنبيه الخواطر ٢ : ٢٠٤ ، بحار الأنوار ٦٧ : ٢٠١ / ٤ ، وفيها عن أبي جعفر عليه‌السلام .

٣٤٧

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو يعلم المؤمن ماله من الأجر في المصائب ، لتمنّى أن يقرض بالمقاريض» (١) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ اللّه‏ عزوجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهديّة ، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض» (٢) .

وقد روى مثله البيهقي وابن عساكر عن حذيفه ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، (وكذا روى نحوه ـ لاسيّما الخبر الأخير ـ الترمذي في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، وابن حنبل في مسنده عن الخدري ، عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) . قال صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (٤) : «لم يؤمن اللّه‏ المؤمن من هزاهز الدنيا ، ولكنّه آمنه من العمى فيها والشقاء في الآخرة» (٥) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لولا إلحاح المؤمنين على اللّه‏ لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها» (٦) .

وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول اللّه‏ عزوجل في حكاية مؤمن آل فرعون : ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) (٧) ، فقال : «أما لقد سطوا عليه فقتلوه ،

__________________

(١) الكافي ٢ : ١٩٨ / ١٥ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، المؤمن : ١٥ / ٣ ، التمحيص : ٣٢ / ١٣ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٢٠٤ ، مسكّن الفؤاد : ١١٤ .

(٢) الكافي ٢ : ١٩٨ / ١٧ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، المؤمن : ٢١ / ٢١ ، تنبيه الخواطر ٢: ٢٠٤ ، مشكاة الأنوار ٢ : ٢٤٠ / ١٦٨٩، مسكّن الفؤاد : ١١٥ ، وفيها عن أبي جعفر عليه‌السلام .

(٣) المستدرك للحاكم ٤ : ٢٠٨ ، مسند أحمد ٦ : ٥٩٥ / ٢٣١١٦ ، شعب الإيمان ٧ : ٣٢٢ / ١٠٤٥٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٢ : ٢٨٨ ، ولم نعثر عليه في سنن الترمذي .

(٤) ما بين القوسين لم يرد في «ن» .

(٥) الكافي ٢ : ١٩٨ / ١٨ ، (باب شدّة ابتلاء المؤمن) ، تنبيه الخواطر ٢ : ٢٠٤ ، بحار الأنوار ٦٧ : ٢١٣ / ٢٠ .

(٦) الكافي ٢ : ٢٠١ / ٥ ، (باب فضل فقراء المسلمين) ، التمحيص : ٤٩ / ٨٣ ، وفيه باختلاف ، مشكاة الأنوار ٢ : ٢٢٥ / ١٦٤٢ .

(٧) سورة غافر ٤٠ : ٤٥ .

٣٤٨

ولكن أتدرون ما وقاه ؟ وقاه أن يفتنوه في دينه» (١) .

وقال : قال رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يزال الغمّ والهمّ بالمؤمن حتّى ما يدع له من ذنب» (٢) .

وقال : «إنّ للحقّ دولةً وللباطل دولةً وكلّ واحد منهما في دولة صاحبه ذليل ، وإنّ أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من وُلده ، والجفاء من إخوانه ، وما من مؤمن يصيب شيئاً من الرفاهيّة في دولة الباطل إلاّ ابتلى قبل موته ، إمّا في بدنه ، أو ولده ، أو ماله حتّى يخلّصه اللّه‏ ممّا اكتسب في دولة الباطل ، ويوفّر حظّه في دولة الحقّ ، فاصبروا وابشروا» (٣) .

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قال اللّه‏ تعالى : لا اُخرج عبداً من الدنيا وأنا اُريد أن أرحمه حتّى أستوفي منه كلّ خطيئة عملها ، إمّا بسقم في جسده ، وإمّا بضيق في رزقه ، وإمّا بخوف في دنياه» (٤) ، الخبر .

وفي كتاب ابن عساكر : عن أنس قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذلّ من شاتِهِ» (٥) .

وفي صحيحي الترمذي وابن ماجة ، ومسند ابن حنبل ، وكتاب ابن حبّان : عن أنس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «لقد اُوذيت في اللّه‏ وما يؤذى

__________________

(١) المحاسن ١ : ٣٤٥ / ٧١٦ ، الكافي ٢ : ١٧١ / ١ ، (باب سلامة الدين) ، بحار الأنوار ٦٨ : ٢١١ / ١ ، الباب ٢٣ .

(٢) الكافي ٢ : ٣٢٣ / ٧ و٩ ، (باب تعجيل عقوبة الذنب) باختلاف يسير .

(٣) الكافي ٢ : ٣٢٤ / ١٢ ، (باب تعجيل عقوبة الذنب) باختلاف يسير في بعض الألفاظ .

(٤) الكافي ٢ : ٣٢٢ / ٣ ، (باب تعجيل عقوبة الذنب) ، إرشاد القلوب ١ : ٣٤٣ ـ ٣٤٤ (الباب الثاني والخمسون) ، مشكاة الأنوار ١ : ٣٥١ / ٨٢٤ .

(٥) تاريخ مدينة دمشق ٥٤ : ٤١٤ عن عليّ عليه‌السلام ، وحكاه عنه السيوطي في جامع الأحاديث ٩ : ١٠٣ / ٢٧٤٢٠ .

٣٤٩

أحد ، واُخفت في اللّه‏ وما يخاف أحد» (١) ، الخبر .

وفي كتاب الديلمي : عن أنس قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ يحيى عليه‌السلام قال : ياربّ ، اجعلني ممّن لا يقع الناس فيه ، فأوحى اللّه‏ إليه : يا يحيى ، هذا شيء لم أستخلصه لنفسي كيف أفعله بك ؟ اقرأ في المحكم ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ) (٢) ، وقالوا : ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ) (٣) » (٤) ، الخبر .

وفي كتاب البيهقي : عن أبي قتادة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «أنزل اللّه‏ جبرئيل عليه‌السلام في أحسن صورة ، فقال : إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول : أوحيت إلى الدنيا أن تمرّري وتكدّري وتضيّقي وتشدّدي على أوليائي ، كي يحبّوا لقائي ، فإنّي خلقتها سجناً لأوليائي ، وجنّة لأعدائي» (٥) .

وستأتي أخبار عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : إنّ أهل بيتي سيلقون من بعدي من اُمّتي قتلاً ، وبلاءً ، وتشديداً ، وتشريداً ، وتطريداً ، واللّه‏ أخبر بشهادة علي والحسنين عليهم‌السلام ، والأذى الذي يلحقهم ويلحق أصحابهم ـ بل خصوص بعض الصحابة أيضاً ـ من شرار الاُمّة ، كما صدر جميع ذلك من المتغلّبين على الإمارة وأتباعهم من اُمّته .

ولقد كفى ما ذكرناه هاهنا ، وإلاّ فالأخبار من هذا القبيل لا تحصى ، وقد مرّ شيء منها ، ويأتي أيضاً ما ليس بقليل ، لاسيّما في الفصل الرابع الآتي ، فلا تغفل .

__________________

(١) سنن الترمذي ٤ : ٦٤٥ / ٢٤٧٢ ، سنن ابن ماجة ١ : ٥٤ / ١٥١ ، مسند أحمد ٣ : ٥٦٩ / ١١٨٠٢ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ٨ : ١٨٢ / ٦٥٢٦ .

(٢) سورة التوبة ٩ : ٣٠ .

(٣) سورة المائدة ٥ : ٦٤ .

(٤) لم نعثر عليه في فردوس الأخبار ، وحكاه عنه علاء الدين الهندي في كنز العمّال ١١ : ٥٢٣ / ٣٢٤٤٠ .

(٥) شعب الإيمان ٧ : ١٤٩ / ٩٨٠٠ .

٣٥٠

الفصل الثالث

في بيان قلّة أهل الحقّ والخير ، وأصحاب الإيمان واليقين ، وكثرة أهل الجهالة والبطالة المائلين إلى خلاف ما عليه أهل الدين ، وكون عامّة الناس مع الدنيا وأهلها كيف ما قالت وأينما مالت ، بحيث يتوهّم الجاهل أنّ ذلك هو الحقّ المتين (١) ، بل يعدّ أهل الدين من الجاهلين ، مع توضيح كون أصل الكثرة واجتماع العامّة من علائم البطالة والضلالة ، كما أنّ عكسه علامة الحقّيّة والهداية .

اعلم ، أنّه بعد ما بيّنّاه سابقاً من ميل الطبائع إلى زخارف الدنيا ومتابعة الهوى وأمثال ذلك ممّا مرّ في البابين الأوّلين ، لا تبقى شبهة في صحّة ما ذكرناه هاهنا ، مع كونه معلوماً في نفسه ، محسوساً في جميع أوقاته ، كما ينادي بذلك ما ثبت نقله من أحوال كلّ نبيّ وأهل عصره وملوك وقته ، بل إنّ هذا أمر مطّرد من زمان آدم إلى عصر الخاتم وهلمّ جرّاً ، بحيث صار من علائم الفرق بين الحقّ والباطل .

وكفى في هذا حكاية اتّفاق عامّة قوم موسى عليه‌السلام على متابعة السامريّ ومناقضة هارون في مثل عبادة العجل ، وترجيحها على عبادة اللّه‏ عزوجل ، مع أنّ كلّ مدّة تخلّف موسى عنهم لم تكن إلاّ عشرة أيام ، وغيبته

__________________

(١) في «ن» : المبين .

٣٥١

غير أربعين يوماً ، من أراد الاطلاع على تفاصيل هذه الحالات من أهل كلّ زمان فعليه بمطالعة التفاسير المبسوطة والتواريخ المعتبرة ، ونحن لا نطيل الكلام بنقلها حذراً من الخروج عن المقصود مع اشتهار أكثرها ، بل نكتفي بذكر نبذ من الآيات والروايات ، والإشارة إلى شيء من المنقولات :

قال اللّه‏ عزوجل : ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) (١) .

وقال : ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) .

وقال : ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ) (٣) .

وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (٤) .

وقال سبحانه : ( وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) (٥) .

وقال : ( بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ ) (٦) .

وقال : ( بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) (٧) .

وقال في حكاية نوح عليه‌السلام : ( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) (٨) .

وفي حكاية لوط عليه‌السلام : ( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ

__________________

(١) سورة سبأ ٣٤ : ١٣ .

(٢) سورة سبأ ٣٤ : ٢٠ .

(٣) سورة ص ٣٨ : ٢٤ .

(٤) سورة فاطر ٣٥ : ٢٨ .

(٥) سورة السجدة ٣٢ : ٩ .

(٦) سورة البقرة ٢ : ٨٨ .

(٧) سورة النساء ٤ : ١٥٥ .

(٨) سورة هود ١١ : ٤٠ .

٣٥٢

الْمُسْلِمِينَ ) (١) .

وفي إبراهيم عليه‌السلام : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ ) (٢) .

وقال عزوجل : ( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ) (٣) الآية .

وقال : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ) (٤) .

وقال : ( وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) (٥) .

وقال سبحانه وتعالى في مواضع عديدة : ( إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ) (٦) .

وقال : ( وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) (٧) .

وقال عزوجل : ( وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) (٨) .

وقال : ( مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) (٩) .

وقال في مواضع عديدة : ( وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (١٠) .

__________________

(١) سورة الذاريات ٥١ : ٣٦ .

(٢) سورة النحل ١٦ : ١٢٠ .

(٣) سورة النساء ٤ : ٦٦ .

(٤) سورة الأعراف ٧ : ١٠ .

(٥) سورة الأعراف ٧ : ٣ .

(٦) سورة البقرة ٢ : ٢٤٣ و سورة يونس : ١٠ : ٦٠ وسورة غافر ٤٠ : ٦١ .

(٧) سورة الأعراف ٧ : ١٧ .

(٨) سورة الأعراف ٧ : ١٠٢ .

(٩) سورة آل عمران ٣ : ١١٠ .

(١٠) سورة الحديد ٥٧ : ١٦ ، ٢٦ ، ٢٧ .

٣٥٣

وقال عزَّ وتعالى : ( وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ) (١) الآية .

وقال : ( مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) (٢)

وقال : ( وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (٣) .

وقال تعالى : ( وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٤) .

وقال : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) (٥) .

وقال : ( وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ ) (٦) .

وقال : ( وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ) (٧) .

وقال : ( إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) (٨) .

وقال في مواضع عديدة : ( وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (٩) ، ( وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) (١٠) .

وقال عزّ من قائل : ( لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٦٢ .

(٢) سورة المائدة ٥ : ٦٦ .

(٣) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧٠ .

(٤) سورة الأنعام ٦ : ١١٩ .

(٥) سورة الأنعام ٦ : ١١٦ .

(٦) سورة الصافات ٣٧ : ٧١ .

(٧) سورة الأنعام ٦ : ١١١ .

(٨) سورة يونس ١٠ : ٩٢ .

(٩) سورة الأنعام ٦ : ٣٧ ، سورة الأعراف ٧ : ١٣١ ، سورة الأنفال ٨ : ٣٤ ، سورة يونس ١٠ : ٥٥ ، سورة القصص ٢٨ : ١٣ ، ٥٧ ، سورة الدخان ٤٤ : ٣٩ ، سورة الطور ٥٢ : ٤٧ .

(١٠) سورة الأعراف ٧ : ١٨٧ ، سورة يوسف ١٢ : ٢١ ، ٤٠ ، ٦٨ ، سورة النحل ١٦ : ٣٨ ، سورة الروم ٣٠ : ٦ ، ٣٠ ، سورة سبأ ٣٤ : ٢٨ ، ٣٦ ، سورة غافر ٤٠ : ٥٧ .

٣٥٤

لَا يُؤْمِنُونَ ) (١) .

وقال : ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (٢) .

وقال في مواضع عديدة : ( وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) (٣) .

وكذا قال عديداً بل في ذكر قوم كلّ نبيّ : ( مَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ) (٤) .

وقال أيضاً : ( بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ) (٥) .

وقال : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ) (٦) .

وقال : ( كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ) (٧) .

وقال عزوجل : ( تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (٨) ، الآية .

وقال : ( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ) (٩) .

وقال : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ) (١٠) .

وقال : ( فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ) (١١) .

وقال : ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا

__________________

(١) سورة يس ٣٦ : ٧ .

(٢) سورة يوسف ١٢ : ١٠٣ .

(٣) سورة هود ١١ : ١٧ ، سورة الرعد ١٣ : ١ ، سورة غافر ٤٠ : ٥٩ .

(٤) سورة الشعراء ٢٦ : ٨ ، ٦٧ ، ١٠٣ ، ١٢١ ، ١٣٩ ، ١٥٨ ، ١٧٤ ، ١٩٠ .

(٥) سورة سبأ ٣٤ : ٤١ .

(٦) سورة يوسف ١٢ : ١٠٦ .

(٧) سورة الروم ٣٠ : ٤٢ .

(٨) سورة المائدة ٥ : ٨٠ .

(٩) سورة الروم ٣٠ : ٨ .

(١٠) سورة النحل ١٦ : ٨٣ .

(١١) سورة الإسراء ١٧ : ٨٩ .

٣٥٥

وَكُفْراً ) (١) .

وقال : (لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ ) (٢) ، الآية .

وقال سبحانه : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ ) (٣) .

وقال تعالى : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٤) ، وفي موضع آخَر : (لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) (٥) ، وفي آخَر : ( لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (٦) ، وفي آخَر : ( لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) (٧).

وقال في مواضع : ( إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (٨) .

وقال : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (٩) .

وقال عزوجل : ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) (١٠) .

وقال : ( وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٦٤ ـ ٦٨ .

(٢) سورة النساء ٤ : ١١٤ .

(٣) سورة سبأ ٣٤ : ٩ .

(٤) سورة الرعد ١٣ : ٤ .

(٥) سورة يونس ١٠ : ٦٧ ، سورة الروم ٣٠ : ٢٣ .

(٦) سورة الأنعام ٦ : ٩٩ ، سورة النحل ١٦ : ٧٩ ، سورة النمل ٢٧ : ٨٦ ، سورة الروم ٣٠ : ٣٧ ، سورة الزمر ٣٩ : ٥٢ .

(٧) سورة إبراهيم ١٤ : ٥ ، سورة لقمان ٣١ : ٣١ ، سورة سبأ ٣٤ : ١٩ ، سورة الشورى ٤٢ : ٣٣ .

(٨) سورة الرعد ١٣ : ١٩ ، سورة الزمر ٣٩ : ٩ .

(٩) سورة ق ٥٠ : ٣٧ .

(١٠) سورة يس ٣٦ : ٣٠ .

٣٥٦

مُعْرِضِينَ ) (١) .

وقال : ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ * وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ ) (٢) ، الآية .

وقال في حكاية نوح لقومه : ( لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ) (٣) .

وفي حكاية موسى عليه‌السلام : ( رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ) (٤) ، الآية .

وقال في حكاية الشيطان : ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *‏ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (٥) .

وقال في حكاية أهل النار : ( وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ) (٦) .

وأمثال هذه الآيات وما يفيد مفادها ـ لاسيّما الأخيرات ـ كثيرة لا تحصى وقد مرّت طائفة منها ، ويأتي أيضاً غيرها .

وأمّا الروايات فأكثرها ممّا مضى ويأتي في الفصول السابقة واللاحقة ، فلنكتف هاهنا ببعض ما يوضّح قلّة الأخيار ؛ لاستلزامه كثرة غيرهم أيضاً مع كون وضوح ما نحن فيه ـ كما بيّنّا آنفاً ـ بحيث لا حاجة فيه إلى البيان .

__________________

(١) سورة الأنعام ٦ : ٤ .

(٢) سورة يس ٣٦ : ٩ ـ ١١ .

(٣) سورة الأعراف ٧ : ٧٩ .

(٤) سورة يونس ١٠ : ٨٨ .

(٥) سورة ص ٣٨ : ٨٢ ـ ٨٣ .

(٦) سورة ص ٣٨ : ٦٢ ـ ٦٣ .

٣٥٧

ألا ترى إلى قوم نوح وصالح وهود ولم يؤمن بهم إلاّ أقلّ قليل ، وقد أفسد الباقون ، بحيث أزالهم اللّه‏ جميعاً ؟

ألا ترى إلى إبراهيم عليه‌السلام إنّه كان اُمّة وحده (١) ، ثمّ آمن به لوط وبعثه إلى قومه (٢) ، فلم يوجد فيهم غير بيت من المسلمين ؟

ألا ترى إلى قوم فرعون لم يكن فيهم إلاّ مؤمن واحد وامرأة فرعون ؟ وإلى بني إسرائيل كيف عبدوا العجل إلاّ هارون وقليل معه ، وأخذ موسى عليه‌السلام معه إلى الطور سبعين رجلاً منتخبين من سبعين ألفاً ، فلم يجدهم إلاّ منافقين بأجمعهم ؟

ألا ترى إلى جنود طالوت كيف خالفوه إلاّ قليل منهم ؟ وهلمّ جرّاً إلى هذه الاُمّة ، فانظر كيف لم يؤمن بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من قومه إلاّ من هو كقطرة من البحر ؟

ثمّ الذين أقرّوا به وادّعوا الإطاعة والإخلاص له وبايعوه على الموت ، لاسيّما في بيعة الشجرة ، كيف هربوا في أكثر الحروب ، لاسيّما حرب أُحد وحنين بحيث تركوه في شرذمة قليلة جدّاً ؟!!

ثمّ حكاية تركهم قرّة عين الرسول وفِلْذة كبد البتول ، وسيّد شباب أهل الجنّة في أقلّ قليل من بين العالم الذين كاتبوه وطلبوه ، بل ومن بين كثير من المهاجرين والأنصار والتابعين ، والذين خرجوا معه من اُمّة جدّه ومدّعي محبّته ، ثمّ تركوه ، حتّى أنّ جماعة منهم لم يكتفوا بالترك أيضاً ، حتّى أنّهم قاتلوه فقتلوه وسبوا بنات رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله كالشمس في رابعة النهار.

__________________

(١) في «م» : واحدة .

(٢) في نسخة «ش» : قوم .

٣٥٨

ثمّ متابعة جماهير الناس حتّى العلماء وأرباب البأس حكّام بني اُميّة وبني العبّاس ممّا لا يمكن إنكاره ، مع إجهارهم بالجور والفجور ، وإظهارهم البدع والمعاصي وشرب الخمور ، وسبّهم عليّاً عليه‌السلام على المنابر ، وشتمهم الزهراء البتول عليها‌السلام ، وقتلهم الأئمّة (١) ممّن أوجب اللّه‏ مودّتهم من آل الرسول .

ومن الغرائب أنّ عامّة العامّة كانوا يقولون بصحّة خلافة هؤلاء مع علمهم بوجود هذه الأوصاف فيهم ، بل مع روايتهم أخباراً في ذمّ خصوص هؤلاء ، بل كفرهم وضلالهم .

وما نقلوا عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: «الخلافة ثلاثون سنة ثمّ مُلك عضوض» (٢) (٣) .

وما استفاض نقله بين الفريقين عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «سيكون عليكم اُمراء تعرفون منهم وتنكرون ، فمن أنكر فقد برئ ، ومن كره فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع أبعده اللّه‏» (٤) . وسيأتي الخبر أيضاً .

وقد مرّ نبذ من أحوال جمهور الصحابة والتابعين والعلماء المشهورين بين المخالفين ، ويأتي أيضاً كثير منها ، فاعتبروا يا اُولي

__________________

(١) في «ن» و«س» و«ش» : آلافاً .

(٢) «مُلك عضوض» : أي يصيب الرعيّة فيه عسف وظلم ، كأ نّهم يُعضُون فيه عضّاً . والعضوض : من أبنية المبالغة .

انظر : النهاية ٣ : ٢٥٣ ـ مادة عضض ـ .

(٣) غوالي اللآلي ١ : ١٢٥ / ٦١ ، مسند أحمد ٦ : ٢٨٩ / ٢١٤١٢ ، المعجم الكبير ١ : ٥٥ / ١٣ ، سنن الترمذي ٤ : ٥٠٣ / ٢٢٢٦ ، كنز العمّال ٦ : ٨٧ / ١٤٩٦١ ، وفيها بتفاوت يسير .

(٤) المصنّف لابن أبي شيبة ١٥ : ٧١ / ١٩١٤٣ ، مسند أحمد ٧ : ٤١٩ / ٢٥٩٨٩ ، المعجم الأوسط ٥ : ١٦٣ / ٤٧٤٥ ، السنن الكبرى للبيهقي ٣ : ٣٦٧ ، ٨ : ١٥٨ ، كنز العمّال ٥ : ٧٨٣ / ١٤٣٧٨ ، وفيها بتفاوت ، ولم نعثر عليه في مصادر الخاصّة .

٣٥٩

الأبصار .

ففي الحديث : أنّ رجلاً قال لعليّ عليه‌السلام : ما الناس وما أشباه الناس وما النسناس ؟ فقال للحسين عليه‌السلام : «أجبه» ، فقال : «أمّا الناس فرسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن ، وأمّا أشباه الناس فهم أتباعنا وشيعتنا ، وأمّا النسناس فهذا السواد الأعظم» (١) .

وفيه عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «المؤمنة أعزّ من المؤمن ، والمؤمن أعزّ من الكبريت الأحمر ، فمن رأى منكم الكبريت الأحمر ؟» (٢) .

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال ثلاثاً : «الناس كلّهم بهائم إلاّ قليلاً من المؤمنين» (٣) ، الخبر .

وقال الكاظم عليه‌السلام : «أما واللّه‏ ، إنّ المؤمن لقليل ، وإنّ أهل الكفر كثير» ، ثمّ قال : «ولقد كانت الدنيا وما فيها إلاّ واحد يعبد اللّه‏ ، ولو كان معه غيره لأضافه اللّه‏ إليه حيث يقول : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا ) (٤) ، فصبر بذلك ما شاء اللّه‏ ، ثمّ إنّ اللّه‏ آنسه بإسماعيل وإسحاق عليهما‌السلام فصاروا ثلاثة» (٥) ، الخبر .

وقال الباقر عليه‌السلام : «إنّ اللّه‏ يعطي الدنيا من يحبّ ومن يبغض» (٦) .

__________________

(١) الكافي ٨ : ٢٤٤ / ٣٣٩ ، بحار الأنوار ٢٤ : ٩٥ / ٢ .

(٢) الكافي ٢ : ١٨٩ / ١ ، (باب في قلّة عدد المؤمنين) ، بحار الأنوار ٦٧ : ١٥٩ / ٣ .

(٣) الكافي ٢ : ١٨٩ / ٢ ، (باب في قلّة عدد المؤمنين) ، بحار الأنوار ٦٧ : ١٥٩ / ٤ عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفي أكثر نسخ الكافي «قليل» ولا تساعده القواعد النحوية .

(٤) سورة النحل ١٦ : ١٢٠ .

(٥) الكافي ٢ : ١٩٠ / ٥ ، (باب في قلّة عدد المؤمنين) ، بحار الأنوار ٦٧ : ١٦٢ / ٧ بتقديم وتأخير .

(٦) الكافي ٢ : ١٧٠ / ٢ و٤ ، (باب أنّ اللّه‏ إنّما يعطي الدين من يحبّه) ، التمحيص : ٥١ / ٩٤ و٩٦ ، مشكاة الأنوار ٣ : ٢٤٢ / ٦٩٢ .

٣٦٠