ضياء العالمين - ج ١

أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]

ضياء العالمين - ج ١

المؤلف:

أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-331-7
ISBN الدورة:
978-964-319-330-0

الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢

ثمّ قال : «يا طاقي ، كلّمه» فكلّمه ، فظهر عليه الأحول .

ثمّ قال : «ياهشام بن سالم ، كلّمه» ، فتعارفا .

ثمّ قال أبو عبداللّه‏ عليه‌السلام لقيس : «كلّمه» ، فكلّمه .

فأقبل أبو عبداللّه‏ عليه‌السلام يضحك من كلامهما ممّا قد أصاب الشامي ، فقال للشامي : «كلّم هذا الغلام» ـ يعني هشام بن الحكم ـ فقال الشامي : ياغلام ، سلني في إمامة هذا ؟ فغضب هشام حتّى ارتعد ، ثمّ قال للشامي : ياهذا ! أربّك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم ؟ فقال الشامي : بل ربّي أنظر لخلقه ، قال : ففعل بنظره لهم ماذا ؟ قال : أقام لهم حُجّة ودليلاً ؛ كي لا يتشتّتوا أو يختلفوا ، ويتألّفهم ، ويقيم أوَدَهم ويخبرهم بفرض ربّهم . قال : فمن هو ؟ قال : رسول اللّه‏ ، قال هشام : فمِن بعد رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله مَن ؟ قال : الكتاب والسنّة .

قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنّة في رفع الاختلاف عنّا ؟ قال الشّامي : نعم ، قال : فلم اختلفتُ أنا وأنت ، وصرتَ إلينا من الشام في مخالفتنا إيّاك ؟ قال : فسكت الشامي .

فقال له أبو عبداللّه‏ الشامي : «ما لك لا تتكلّم ؟» .

قال الشامي : إن قلت : لم نختلف كذبتُ ، وإن قلتُ : إنّ الكتاب والسنّة يرفعان عنّا الاختلاف أبطلتُ ؛ لأنّهما يحتملان الوجوه ، وإن قلت : قد اختلفنا وكلّ واحد منّا يدّعي الحقّ فلم ينفعنا إذاً الكتاب والسنّة ، إلاّ أنّ لي عليه هذه الحجّة .

فقال له أبو عبداللّه‏ عليه‌السلام : «سله تجده مليّاً» .

فقال الشامي : ياهذا ، من أنظر للخلق أربّهم أو أنفسهم ؟ فقال هشام : ربّهم أنظر لهم منهم لأنفسهم .

٢١

فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أوَدَهم ويخبرهم بحقّهم من باطلهم .

قال هشام : في وقت رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله أو الساعة ؟

قال الشامي : في وقت رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله (رسول اللّه‏) (١) والسّاعة مَنْ ؟

فقال هشام : هذا القاعد الذي تُشدّ إليه الرحال ، ويخبرنا بأخبار السماء [ والأرض (٢) ] وراثةً عن أب عن جدٍّ .

قال الشامي : فكيف لي أن أعلم ذلك ؟ قال هشام : سله عمّا بدا لك ، قال الشامي : قطعت عذري فعليّ السؤال ؟

فقال أبو عبداللّه‏ عليه‌السلام : «ياشاميّ ، اُخبرك كيف كان سفرك ، وكيف كان طريقك ؟ كان كذا وكذا» ، فأقبل الشامي يقول : صدقت ، أسلمت للّه‏ الساعة .

فقال أبو عبداللّه‏ عليه‌السلام : «بل آمنت باللّه‏ الساعة ، إنّ الإسلام قبل الإيمان ، وعليه يتوارثون ويتناكحون ، والإيمان عليه يثابون» .

فقال الشامي : صدقت ، فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلاّ اللّه‏ ، وأنّ محمّداً رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّك وصيّ الأوصياء (٣) . الخبر .

ودلالته على المقصود ـ أعني لزوم وجوب معلّم من اللّه‏ في كلّ عصر ، وعلى عدم كفاية القرآن بدون مفسّر عالم به : نبيّ أو وصيّ ، وعلى ادّعاء أئمّة الإماميّة ذلك بالبرهان ، وكذا على عدم جواز الاختلاف ، ووجوب رفعه على اللّه‏ عزوجل ، بل فعله ذلك ـ ظاهرة ، فافهم .

__________________

(١) ما بين القوسين أثبتناه من المصدر .

(٢) أضفناها من المصدر .

(٣) الكافي ١ : ١٣٠ / ٤ (باب الاضطرار إلى الحجّة) .

٢٢

الرابع : ما رووه أيضاً عن منصور بن حازم (١) :

قال : قلت لأبي عبداللّه‏ عليه‌السلام : إنّ من عرف أنّ له ربّاً ، فقد ينبغي له أن يعرف أنّ لذلك الربّ رضاً وسخطاً ، وأنّه لا يُعرف سخطه ورضاه إلاّ بوحي أو رسول ، فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرُسل ، فإذا لقيهم عرف أنّهم الحجّة ، وأنّ لهم الطاعة المفترضة ، فقلت للناس : أليس تعلمون أنّ رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان هو الحجّة من اللّه‏ على خلقه ؟ قالوا : بلى ، قلت : فحين مضى صلى‌الله‌عليه‌وآله من كان الحجّة على خلقه ؟ قالوا : القرآن ، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئُ (٢) والقدري (٣) والزنديق الذي لا يؤمن به ، حتّى يغلب الرجال بخصومته ، فعرفت أنّ القرآن لا يكون حجّة

__________________

(١) يكنى أبا أيّوب البجلي الكوفي ، من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، ثقة ، عين ، صدوق من أجلّة فقهاء أصحابنا ، وعدّه المفيد في الرسالة من فقهاء الأصحاب ، وله كتب منها : أصول الشرائع ، وكتاب الحجّ .

انظر : مجمع الرجال ٦ : ١٤٢ ، جامع الرواة ٢ : ٢٦٤ ، تعليقة الوحيد على منهج المقال : ٣١٢ .

(٢) المرجئة : اسم فرقة من الفِرَق الإسلامية ، لُقّبوا به ، لأنّهم أخّروا العمل عن الإيمان ، وهم ثلاثة أصناف : صنف منهم قالوا بالإرجاء في الإيمان وبالقدر على مذاهب القدرية المعتزلة ، وصنف منهم قالوا بالإرجاء بالإيمان وبالجبر في الأعمال ، والصنف الثالث منهم خارجون عن الجبرية والقدرية ، ومن بعض عقائدهم قولهم : لا تضرّ مع الإيمان معصية ، ولا تنفع مع الكفر طاعة .

انظر : الفرق بين الفِرَق : ٢٠٢ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٩ ، موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون ٢ : ١٥١٠ ، مجمع البحرين ١ : ١٧٦ ـ رجا ـ ، مقالات الإسلاميّين ص١٣٢ .

(٣) القدريّة : هم المنسوبون إلى القدر ، ويزعمون أنّ كلّ عبد خالق فعله ، ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير اللّه‏ ومشيئته ، فنُسبوا إلى القدر ؛ لأنـه بدعتهم وضلالتهم ، قيل : القدريّة هم المعتزلة ؛ لإسناد أفعالهم إلى قدرتهم .

انظر : مجمع البحرين ٣ : ٤٥١ ـ قدر ـ .

٢٣

إلاّ بقيّم فما قال فيه من شيء كان حقّاً ، فقلت : لهم مَن قيّم القرآن ؟ فقالوا : ابن مسعود (١) قد كان يعلم ، وعمر (٢) يعلم ، وحُذيفة (٣) يعلم ، قلت : كلّه ؟ قالوا : لا .

فلم أجد أحداً يقال : إنّه يعلم القرآن كلّه إلاّ عليّاً صلوات اللّه‏ عليه ، وإذا كان الشيء بين القوم ، فقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : لا أدري ، وقال هذا : أنا أدري ، فأشهد أنّ عليّاً عليه‌السلام كان قيّم القرآن ، وكانت طاعته مفترضةً ، وكان الحجّة على الناس بعد رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ .

فقال ـ الصادق عليه‌السلام ـ : «رحمك اللّه‏» ، فقلت : إنّ عليّاً عليه‌السلام لم يذهب

__________________

(١) هو عبداللّه‏ بن مسعود بن غافل بن حبيب ، كنيته أبو عبدالرحمن ، من أكابر أصحاب رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله فضلاً وعقلاً ، وكان خادم رسول اللّه‏ الأمين ، وهو من أهل مكة ، وأوّل من جهر بقراءة القرآن بمكة ، وهاجر الهجرتين ، وشهد بدراً والمشاهد كلّها مع رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وولي بعد شهادة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بيت مال الكوفة ، في خلافة عثمان ، توفّي سنة ٣٢ هـ في المدينة .

انظر : أسد الغابة ٣ : ٢٨٠ / ٣١٧٧ ، تهذيب الكمال ١٦ : ١٢١ / ٣٥٦٤ ، الإصابة ٤ : ١٢٩ / ٤٩٤٥ ، الأعلام ٤ : ١٣٧ .

(٢) هو عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبدالعزّى القرشي ، يكنّى أبا حفص ، ولي الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر، وقيل: ستة أشهر، مات سنة ٢٣ هـ .

انظر : مروج الذهب ٢ : ٣٠٤، اُسد الغابة ٣ : ٦٤٢ / ٣٨٢٤ ، تهذيب الكمال ٢١: ٣١٦ / ٤٢٢٥ ، الإصابة ٤ : ٢٧٩ / ٥٧٣١ ، الأعلام ٥ : ٤٥ .

(٣) هو حذيفة بن حُسيل بن جابر العَبْسي ، ويقال : حِسل بن جابر ، واليمان لقب حُسيل ، من نجباء أصحاب رسول اللّه‏ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصاحب سرّه ، ومن أعيان المهاجرين ، وشهد هو وأبوه اُحُداً ، وآخى رسول اللّه‏ بينه وبين عمّار ، وولي إمرة المدائن لعمر ، فبقي عليها إلى ما بعد مقتل عثمان ، توفّي سنة ٣٦ هـ في المدائن .

انظر : تهذيب الكمال ٥ : ٤٩٥ / ١١٤٧ ، سير أعلام النبلاء ٢ : ٣٦١ / ٧٦ ، تهذيب التهذيب ٢ : ١٩٣ / ٤٠٥ ، الأعلام ٢ : ١٧١ .

٢٤

حتّى ترك حجّةً من بعده ، كما ترك رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ الحُجّة بعد عليٍّ الحسن بن عليّ عليهما‌السلام ، وأشهد على الحسن عليه‌السلام أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّةً من بعده ، كما ترك أبوه وجدّه ، وأنّ الحجّة بعد الحسن الحسين عليهما‌السلام ، وكانت طاعته مُفترضةً ، فقال : «رَحمك اللّه‏» ، فقبّلت رأسه وقلت : وأشهد على الحُسين عليه‌السلام أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّةً من بعده عليّ بن الحُسين عليهما‌السلام ، وكانت طاعته مفترضةً .

فقال : «رحمك اللّه‏» فقبّلت رأسه .

وقلت : وأشهد على عليّ بن الحسين عليهما‌السلام أنّه لم يذهب حتّى ترك حجّةً من بعده محمّد بن عليّ الباقر عليهما‌السلام ، وكانت طاعته مفترضةً .

فقال : «رحمك اللّه‏» قلت : أعطني رأسك حتّى اُقبّله ، فضحك .

قلت : أصلحك اللّه‏ ، قد علمت أنّ أباك لم يذهب حتّى ترك حجّةً من بعده ، كما ترك أبوه ، وأشهد باللّه‏ أنّك أنت الحجّة ، وأنّ طاعتك مفترضةٌ .

فقال : «كفّ رحمك اللّه‏» ، قلت : أعطني رأسك اُقبّلُهُ فقبّلتُ رأسَهُ فضحك وقال : «سلني عمّا شئت فلا اُنكرك بعد اليوم أبداً» (١) .

أقول : دلالته أيضاً ظاهرة على لزوم دوام وجود قيّم للقرآن ، عالم به كلّه ، وعدم كفايته بدون القيّم ، واختصاص القيمومة بهؤلاء القوم ، وعلى ادّعائهم القيمومة أيضاً ، وعلى إخفائهم هذه الدعوى على أكثر الناس تقيّة .

الخامس : ما رووه أيضاً عن عبدالعزيز بن مسلم (٢) ، قال : كنّا مع

__________________

(١) الكافي ١ : ١٤٥ / ١٥ (باب فرض طاعة الأئمّة عليهم‌السلام ) ، علل الشرائع : ١٩٢ / ١ (باب ١٥٢) .

(٢) عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام .

انظر : رجال الطوسي : ٣٦٢ / ٥٣٦١ ، تنقيح المقال ٢ : ١٥٥ / ٦٦٤٠ ، تعليقة الوحيد البهبهاني : ٢٠١ .

٢٥

الرضا عليه‌السلام بمروٍ فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مَقدِمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيّدي عليه‌السلام فأعلمتُه خوض الناس فيه ، فتبسّم عليه‌السلام .

ثمّ قال : «يا عبدالعزيز ، جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إنّ اللّه‏ عزوجل لم يقبض نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كلّ شيء ، بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاً ، فقال تعالى : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) (١) .

وأنزل عليه في حجّة الوداع ، وهي آخر عمره صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (٢) وأمرُ الإمامةِ من تمام الدين .

ولم يمض صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى بيّن لاُمّته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم . . . فأقام لهم عليّاً عليه‌السلام علماً وإماماً ، وما ترك شيئاً تحتاج إليه الاُمّة إلاّ بيّنه ، فمن زعم أنّ اللّه‏ لم يُكمل دينه فقد ردّ كتاب اللّه‏ (وكان) (٣) كافراً به . . .

إنّ الإمامة أجلّ قدراً ، وأعظم شأناً ، وأعلى مكاناً . . . ، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعُقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماماً باختيارهم .

إنّ الإمامة خصّ اللّه‏ عزوجل بها إبراهيم الخليل بعد النُبوّة ، والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها . . . فقال : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) (٤) ، فقال الخليل سروراً بها : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) (٥) ؟ قال اللّه‏ عزوجل : ( لَا يَنَالُ

__________________

(١) سورة الأنعام ٦ : ٣٨ .

(٢) سورة المائدة ٥ : ٣ .

(٣) كذا في النسخ وفي المصدر : (ومن رد كتاب اللّه‏ فهو) .

(٤ و ٥) سورة البقرة ٢ : ١٢٤ .

٢٦

عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) .

فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ، ثمّ أكرمه اللّه‏ تعالى بأن جعلها في أهل الصفوة والطهارة من ذرّيّته (٢) ، فقال : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (٣) الآية ، فلم تزل في (أهل العلم والطهارة من) (٤) ذرّيّته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً ، حتّى ورّثها اللّه‏ عزوجل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال جلّ وتعالى : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٥) ، فكانت له خاصّة فقلّدها صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً عليه‌السلام بأمر اللّه‏ عزوجل على رسم ما فرض اللّه‏ ، فصارت في ذرّيّته الأصفياء الذين آتاهم اللّه‏ العلم والإيمان . . .» .

ثمّ ذكر عليه‌السلام صفاتٍ كثيرةً للإمام ، منها أنّه قال :

«إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء ، وإنّها خلافة اللّه‏ وخلافة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله . . .

وإنّ الإمام يحلّ حلال اللّه‏ ويحرّم حرام اللّه‏ . . . ويذبّ عن دين اللّه‏ ، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجّة البالغة .

وإنّ الإمام كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم وهي في الاُفق ، بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار . . .

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ١٢٤ .

(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر : (في ذرّيّته أهل الصفوة والطهارة) .

(٣) سورة الأنبياء ٢١ : ٧٢ ـ ٧٣ .

(٤) ما بين القوسين لم يرد في المصدر .

(٥) سورة آل عمران ٣ : ٦٨ .

٢٧

وإنّ الإمام أمين اللّه‏ في خلقه وحجّته على عباده ، . . . المطهّر من الذنوب والمبرّأ من العيوب ، المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم .

وإنّ الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل . . .

وإنّ الإمام عالم لا يجهل وراع لا يَنْكُل ، معدن القُدس والطّهارة ، والنُسك والزهادة ، والعلم والعبادة . . . نامي العلم كامل الحلم . . . مفروض الطاعة . . . حافظ لدين اللّه‏ . . . (مخصوص بالفضل كلّه ، من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضّل الوهاب») (١) .

ثمّ قال عليه‌السلام : «فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ضلّت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب . . . عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله (ولا يمكن أن) (٢) ينعت بكنهه أو يفهم شيء من أمره . . . . فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول من هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا حتّى يقوم مقامه ؟ » .

ثمّ قال عليه‌السلام : «ولقد رغبوا عن اختيار اللّه‏ واختيار رسوله . . . إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٣) .

وقال عزوجل : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٤) .

وقال سُبحانه : ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في المصدر .

(٢) كذا في النسخ ، وفي المصدر (أو) .

(٣) سورة القصص ٢٨ : ٦٨ .

(٤) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٦ .

٢٨

تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ *‏ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ *‏ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ ) (١) » .

ثمّ قال عليه‌السلام : «إنّ الأنبياء والأئمة يوفّقهم اللّه‏ ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان .

قال اللّه‏ عزوجل : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢) .

وقال سُبحانه في طالوت : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ) (٣) .

وقال تعالى : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) (٤) .

وقال عزوجل لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) (٥) .

وقال سُبحانه ـ في الأئمّة من أهل بيت نبيّه وذرّيّته : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ) (٦) » .

ثمّ قال عليه‌السلام : «وإنّ العبد إذا اختاره اللّه‏ عزوجل لاُمور عباده شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاماً ، فلم يَعيَ

__________________

(١) سورة القلم ٦٨ : ٣٦ ـ ٤٠ .

(٢) سورة يونس ١٠ : ٣٥ .

(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٤٧ .

(٤) سورة البقرة ٢ : ٢٦٩ .

(٥) سورة النساء ٤ : ١١٣ .

(٦) سورة النساء ٤ : ٥٤ .

٢٩

بعده بجواب ، ولا يحير (١) فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيّد مُوفّق مسدّد قد أمن من الخطأ والزلل والعثار ، يخصّه اللّه‏ بذلك ؛ ليكون حجّته على عباده ، وشاهده على خلقه ، و( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٢) فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه ؟ أو يكون مختارهم بهذه الصّفة فيقدّمونه» (٣) ؟ الخبر ، وهو طويل مشتمل على آيات في الإمامة وصفات للإمام ، ونحن أخذنا من كلّ موضع شيئاً .

وفيه من الدلالات على ما نحن فيه خصوصاً على لزوم كون الإمام أعلم وأصلح ، وكون تعيينه من اللّه‏ واختياره ما لا يخفى على ذي مُسْكَةٍ . هذا ، مع اشتماله على دعوى أئمّة الإماميّة الإمامة لأنفسهم ، وفي الفقرات ما ينادي بأنّه لا يمكن أن يأتي بمثل هذا الكلام غيرهم ، وتوثيقهم ـ بحيث لا يداني الكذب حوالي ساحتهم ـ مسلّم عند كلّ المسلمين.

السادس : ما رووه أيضاً عن إسحاق بن غالب (٤) :

قال : قال أبو عبداللّه‏ الصادق عليه‌السلام في خُطبة له يذكر فيها حال الأئمّة عليهم‌السلام وصفاتهم : «إنّ اللّه‏ عزوجل أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، ومنح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن

__________________

(١) في العيون (لا يحيد) وفي تحف العقول (لا تجد فيه غير صواب) .

(٢) سورة الحديد ٥٧ : ٢١ ، سورة الجمعة ٦٢ : ٤ .

(٣) الكافي ١ : ١٥٤ / ١ (باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته) ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٢١٦/ ١ ، كمال الدين ٢ : ٦٧٥ / ٣١ ، كتاب الغيبة للنعماني : ٢١٦ / ٦ ، أمالي الصدوق : ٧٧٣ / ١٠٤٩ ، تحف العقول : ٤٣٧ ، الاحتجاج ٢ : ٤٣٩ / ٣١٠ بتقديم وتأخير .

(٤) إسحاق بن غالب الأسدي الكوفي ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، ثقة ، كان شاعراً وله كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، منهم : صفوان بن يحيى .

انظر: رجال النجاشي ٧٢: ١٧٣ ، مجمع الرجال ١ : ١٩٦ ، تنقيح المقال ١ : ١٢٠ / ٧٠٠.

٣٠

عرف من اُمّة (١) محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله واجبَ حقّ إمامه ، وجد طعم حلاوة إيمانه ؛ لأنّ اللّه‏ تعالى نصب الإمام علماً لخلقه ، وجعله حجّة على أهل موادّه وعالمه ، وألبسه اللّه‏ تاج الوقار ، وغشّاه من نور الجبّار ، يُمدّ بسببٍ إلى السماء لا ينقطع عنه موادّه ، ولا يقبل اللّه‏ أعمال العباد إلاّ بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ومعمّيات السنن ومشبّهات الفتن .

فلم يزل اللّه‏ تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه‌السلام من عقب كلّ إمام ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم ، كلّما مضى منهم إمامٌ نصب لخلقه من عقبه إماماً علماً بيّناً وهادياً نيّراً وحجّة عالماً ، أئمّةً من اللّه‏ يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، حجج اللّه‏ ودعاته ورعاته على خلقه ، جعلهم اللّه‏ حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للإسلام .

فالإمام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى ، اختاره اللّه‏ بعلمه ، وانتجبه لطهره ، بقيّة من آدم ، وخيرة من ذرّيّة نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل ، وصفوة من عترة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله . . . .

لم يزل مرعيّاً بعين اللّه‏ ، مطروداً عنه حبائل إبليس وجنوده ، مُبرّأً من العاهات ، محجوباً عن الآفات ، معصوماً من الزلاّت ، مصوناً عن الفواحش كلّها ، معروفاً بالحلم والبرّ في يفاعه (٢) ، منسوباً إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسنداً إليه أمر والده ، صامتاً عن المنطق في حياته ، فإذا انقضت مدّة والده . . . وجاءت الإرادة من اللّه‏ فيه . . . فمضى والده ، وصار أمر اللّه‏ إليه من بعده ، وقلّده دينه ، وجعله الحجّة على عباده ، وقيّمه في

__________________

(١) في «ن» : أهل بيت .

(٢) في «م» : بقاعه .

٣١

بلاده ، وأيّده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه فضل بيانه ، واستودعه سرّه . . . واستحفظه علمه ، واستخبأه حكمته ، واسترعاه لدينه ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيا به مناهج سبيله ، وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحيّر أهل الجهل . . . بالنور الساطع والشفاء النافع . . . والبيان اللائح من كلّ مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم‌السلام » (١) الخبر .

ودلالته كسابقه حتّى أنّه يدلّ على العصمة صريحاً ، فتأمّل .

السابع : ما رووه أيضاً من كتاب بعض قدماء المحدّثين في شأن ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٢) عن الباقرين عليهما‌السلام برواية الثاني عن الأوّل في روايات عديدة ، نحن نجمع خلاصة مفاد الجميع ونذكرها على نهج يتّضح به المقصود وإن دعت الضرورة أحياناً إلى النقل بالمعنى أو تأليف بعض مع بعض أو تقديم وتأخير ونحو ذلك ، [و] من أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب الكافي .

قال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام : «يامعشر الشيعة ، خاصموا بسورة ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ) تفلجوا ، فواللّه‏ ! إنّها لحجّة اللّه‏ على الخلق بعد رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله » ، أي من حيث إنّها تدلّ على أنّ الزمان بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخلو من حجّة من جهة دلالة قوله تعالى : ( تَنَزَّلُ» بصيغة المضارع على الاستمرار التجدّدي ؛ ولهذا قال أيضاً : «وإنّها لسَيّدة دينكم ، يامعشر الشيعة ، خاصموا بـ : ( حم *‏ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ *‏ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) (٣) ، فإنّها لولاة

__________________

(١) الكافي ١ : ١٥٨ / ٢ ، (باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته) ، كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٤ / ٧ ، بحار الأنوار ٢٥ : ١٥٠ / ٢٥ .

(٢) سورة القدر ٩٧ : ١ .

(٣) سورة الدخان ٤٤ : ١ ـ ٥ .

٣٢

الأمر خاصّة بعد رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله » ، أي من جهة دلالة الاستمرار التجدّدي الذي في ( مُنْذِرِينَ ) و ( يُفْرَقُ ) و ( مُرْسِلِينَ ) على لزوم وجود قابل لذلك في كلّ عصر .

وقال عليه‌السلام مؤيّداً لمدّعاه ومتمّماً له (١) : «يامعشر الشيعة ، يقول اللّه‏ تبارك وتعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) (٢) » .

فقيل : يا أبا جَعفر ، نذيرها محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله .

قال : «صدقت ، فهل كان نذير وهو حيّ في أقطار الأرض ؟» فقيل : لا ، فقال : «أرأيت بعيثه أليس نذيره ، كما أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم بعثته من اللّه‏ نذير ؟» قيل : بلى ، قال : «فكذلك لم يمت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلاّ وله بعيث نذير ، فإن قيل : لا ، فقد ضيّع رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله من في أصلاب الرجال مِن اُمّته» ، قيل : وما يكفيهم القرآن ؟ قال : «بلى إن وجدوا له مفسّراً » قيل : وما فسّره رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : «بلى قد فسّره لرجل واحد وفسّر للاُمّة شأن ذلك الرجل ، وهو عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام » .

قال السائل : يا أبا جعفر ، كان هذا أمر خاصّ لا يحتمله العامّة ؟ قال : «أبى اللّه‏ أن يعبد إلاّ سرّاً حتّى يأتي إبّان أجله الذي يظهر فيه دينه ، كما أنّه كان رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله مع خديجة متستّراً ، حتّى اُمر بالإعلان» ، قيل : فينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم ؟ قال : «أوَ ما كتم عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يوم أسلم مع رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى ظهر أمره ؟» فقيل : بلى ، قال : «فكذلك أمرنا حتّى يبلغ الكتاب أجله» (٣) .

__________________

(١) لم ترد في «م» .

(٢) سورة فاطر ٣٥ : ٢٤ .

(٣) الكافي ١ : ١٩٣ / ٦ (باب في شأن ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وتفسيرها ) ، بحار الأنوار ٢٥ : ٧١ / ٦٢ ، بتفاوت يسير .

٣٣

وقال عليه‌السلام : «إنّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا : إنّ اللّه‏ تعالى يقول لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (١) إلى آخرها ، فهل كان أمر من أيّ أُمور تلك السنة لا يعلمه رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله في تلك الليلة ؟ فإنّهم سيقولون : لا » أي من حيث إنّه صريح مفاد قوله تعالى : ( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) (٢) ، «فقل لهم : فهل كان له أن لا يظهر ما علم ممّا لابدّ من إظهاره ؟ فيقولون : لا » أي من حيث وجوب التّبليغ ، «فقل لهم : فهل كان فيما أظهر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من علم اللّه‏ عزّ ذكره اختلاف ؟ » فإن قالوا : لا» أي : لكونه مفاد قوله تعالى : ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (٣) أو لوجوه اُخر ظاهرة ، «فقل لهم : فمن حكم بحكم اللّه‏ فيه اختلاف ، فهل خالف رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فيقولون : نعم ، فإن قالوا : لا ، فقد نقضوا أوّل كلامهم» .

وقال عليه‌السلام أيضاً مؤيّداً ومتمّماً : «وقل لهم : ( مَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ ) (٤) ، فإن قالوا : من الراسخون في العلم ؟ فقل : من لا يختلف في علمه ، كما كان رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب ذلك ، فهل بلّغ أو لا ؟ فإن قالوا : قد بلّغ ، فقل : فهل مات صلى‌الله‌عليه‌وآله والخليفة من بعده يعلم علماً ليس فيه اختلاف ؟ فإن قالوا : لا ، فقل : إنّ خليفة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مؤيّد ولا يستخلف رسول اللّه‏ إلاّ من يحكم بحكمه وإلاّ من يكون في علمه أحد يكون مثله إلاّ النبوّة ، وإن كان رسول اللّه‏ لم يستخلف فقد ضيّع مَن بعده في أصلاب الرجال . . .» .

__________________

(١) سورة القدر ٩٧ : ١ .

(٢) سورة القدر ٩٧ : ٤ .

(٣) سورة النساء ٤ : ٨٢ .

(٤) سورة آل عمران ٣ : ٧ .

٣٤

وقال عليه‌السلام أيضاً لدفع توجيه عدم لزوم تحقّق التجديد ليلة القدر ولا ضرورة الاستخلاف : «فإن قالوا لك : فإنّ علم رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله كان من القرآن ، فقل : ( حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ) إلى قوله : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ) (١) فإن قالوا : لا يرسل اللّه‏ عزوجل إلاّ إلى نبيّ ، فقل : هذا الأمر الحكيم الّذي يفرق فيه هو من الملائكة والروح الذي تنزّل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الأرض ، فإن قالوا : من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية ، فإن قالوا : من سماء إلى أرض (٢) ـ وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك ـ فقل لهم : فهل لابدّ من سيّد يتحاكمون إليه ؟» أي : حتّى تنزل الملائكة إليه ، «فإن قالوا : فإنّ الخليفة هو حكمهم ، فقل : ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) (٣) إلى آخر الآية . . . فكلّ وليّ للّه‏ فهو مؤيّد ، ومن اُيّد لم يُخط ، وكلّ عدوّ للّه‏ فهو مخذول ، ومن خُذل لم يصب» (٤) .

أي : إذا لم يكن الخليفة مؤيّداً محفوظاً من الخطأ ، فكيف يخرجه اللّه‏ ويُخرج به عباده من الظّلمات إلى النور ؟ .

وقال عليه‌السلام: «إنّ اللّه‏ عزوجل يقول : ( فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (٥) ، والمحكم ليس بشيئين إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بأمر فيه اختلاف

__________________

(١) سورة الدخان ٤٤ : ١ ـ ٥ .

(٢) في «م» : السماء إلى الأرض .

(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٥٧ .

(٤) الكافي ١ : ١٨٨ / ١ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وتفسيرها) ، ضمن الحديث ص١٨٩ ـ ١٩٠.

(٥) سورة الدخان ٤٤ : ٣ .

٣٥

فرأى أنّه مصيب فليس حكمه من حكم اللّه‏ ، بل حكم بحكم الطاغوت» (١) .

ثمّ قال عليه‌السلام : «كما أنّ الأمر لابدّ من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض ، كذلك لابدّ من والٍ» .

قال عليه‌السلام : «فإن قالوا : لا نعرف هذا ، فقل : لهم قولوا ما أحببتم ، أبى اللّه‏ بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يترك العباد ولا حجّة عليهم ، فإن قالوا : حجّة اللّه‏ القرآن ، فقل لهم : إنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى ، ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون» .

ثمّ قال عليه‌السلام ردّاً على انحصار الحجّيّة في القرآن : «أقول : ربّما عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السُّنّة والحكم الذي ليس فيه اختلاف ، وليست في ظاهر القرآن ، أبى اللّه‏ لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض وليس في حكمه رادّ لها ومفرّج عن أهلها . . .» .

وقيل له : أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف من يعلمه ؟

قال : «أمّا جملة العلم فعند اللّه‏ جلّ ذكره ، وأمّا ما لا بدّ للعباد منه فعند الأوصياء».

قال السائل : فكيف يعلمونه ؟ قال : «كما كان رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله يعلمه ، إلاّ أنّهم لا يرون ما كان رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله يرى ؛ لأنّه كان نبيّاً وهم محدّثون ، وإنّه كان يفد إلى اللّه‏ جلّ جلاله فيسمع الوحي وهم لا يسمعون» .

فقال السائل : أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال : «أبى اللّه‏ أن يطلع على علمه إلاّ ممتحناً للإيمان به ، كما قضى

__________________

(١) الكافي ١ : ١٩٢ / ٣ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) وتفسيرها) .

٣٦

على رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يصبر على أذى قومه ولا يجاهدهم إلاّ بأمره ، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتّى قيل له : ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (١) وأيم اللّه‏ ، أن لو صدع قبل ذلك لكان آمناً ولكنّه إنّما نظر في الطاعة وخاف الخلاف فلذلك كفّ» .

ثمّ قال عليه‌السلام ـ إشارة إلى أنّ علم الوصيّ أيضاً سيظهر ـ : «فوددت أنّ عينك تكون مع مهديّ هذه الاُمّة ، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والأرض تعذّب أرواح الكفرة من الأموات ، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء» (٢) .

وقال أبو جعفر عليه‌السلام أيضاً في رواية اُخرى : «لقد خلق اللّه‏ عزوجل ليلة القدر أوّل ما خلق الدّنيا » أي : ليست مختصّة بهذه الاُمّة ، بل كانت من بدو خلق المكلّفين ؛ لاحتياجهم إلى تدبير اُمورهم فيها ؛ ولذا قال عليه‌السلام أيضاً : «ولقد خلق فيها أوّل نبيّ يكون وأوّل وصيّ يكون» أي : من حيث استلزام تنزّل الملائكة فيها وجود النبيّ أو الوصيّ .

قال عليه‌السلام : «ولقد قضى أن تكون في كلّ سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الاُمور إلى مثلها من السنة المقبلة» ، أي : من جهة احتياجهم إلى التفسير ؛ ولهذا قال عليه‌السلام : «من جحد ذلك فقد ردّ على اللّه‏ عزوجل علمه» ، أي : من حيث إنّ علم اللّه‏ في الاُمور المتجدّدة في كلّ سنة لابدّ أن ينزل إلى الأرض ليتمّ الحُجّة ؛ ولهذا قال عليه‌السلام : «لأنّه لا يقوم الأنبياء والرّسل والمحدّثون ، إلاّ أن تكون عليهم حُجّة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع الحُجّة التي يأتيهم بها

__________________

(١) سورة الحجر ١٥ : ٩٤ .

(٢) الكافي ١ : ١٨٨ / ١ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) وتفسيرها) بتقديم وتأخير وتفاوت يسير.

٣٧

جبرئيل عليه‌السلام » ، قلت : والمحدّثون أيضاً يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة ؟

قال عليه‌السلام : «أمّا الأنبياء والرسل صلّى اللّه‏ عليهم فلا شكّ ولابدّ لمن سواهم ـ من أوّل خلقة الدنيا إلى فنائها ـ أن يكون على أهل الأرض حجّة» أي علم ، «ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحبّه اللّه‏ من عباده» ، أي : وإن لم ير الملك ؛ لكفاية السماع للوصيّ ؛ ولهذا يكون الوصيّ محدّثاً والنبيّ رائياً وغيرهما خالياً .

ثمّ قال عليه‌السلام : «وأيم اللّه‏ ، لقد نزل الروح والملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم عليه‌السلام . وأيم اللّه‏ ، ما مات آدم إلاّ وله وصيّ ، وكلّ من جاء بعد آدم عليه‌السلام من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها ووضع لوصيّه من بعده ، وإن كلّ نبيّ من آدم إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك الليلة أن أوص إلى فلان ، ولقد قال اللّه‏ عزوجل في كتابه لولاة الأمر من بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصّة : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) إلى قوله تعالى : ( فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (١).

يقول : أستخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيّكم كما استخلفت وصاة آدم عليه‌السلام من بعده ، فقد مكّن ولاة الأمر بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالعلم ونحن هم ، فاسألونا فإن صدقناكم فاقرّوا وما أنتم بفاعلين ، أمّا عِلمنا فظاهر ، وأمّا إبّان أجلنا الذي يظهر فيه الدين منّا ، حتّى لا يكون بين الناس اختلاف ، فإنّ له أجلاً من ممرّ الليالي والأيّام إذا أتى ظهر وكان الأمر واحداً .

وأيم اللّه‏ لقد قُضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف . . . أبى اللّه‏ عزوجل أن يكون في حُكمه اختلاف أو بين أهل علمه تناقض ؛ ولذلك

__________________

(١) سورة النور ٢٤ : ٥٥ .

٣٨

جعلهم شهداء على النّاس ليشهد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله علينا ولنشهد على شيعتنا ولتشهد شيعتنا على الناس» (١) الخبر .

ودلالاته أيضاً متّضحة بأدنى تأمّل ، لاسيّما على بعض ما نحن فيه ، وكذا على لزوم استمرار ورود الأوامر والأحكام كلّها من اللّه‏ وتفسيرها لحجّته النبيّ أو الوصيّ .

وعلى أنّ ذلك كان كذلك من زمان آدم عليهم‌السلام وأوصيائه جميعاً ويكون مستمرّاً ما دام التكليف ، ولا يكون زمان خالياً عن الحُجَّة إلاّ أن لا يكون تكليف .

وعلى أنّ الوصيّ ـ الذي لا يكون نبيّاً ـ لابدّ أن يكون محدّثاً يحدّثه الملك وإن لم يره ، وأنّ الرؤية مختصّة بالنبيّ .

وعلى أنّ حكم اللّه‏ الوارد منه لا يكون إلاّ واحداً ، وإنّما الاختلاف بحسب الحكم بالآراء المحتملة للخطأ ، وأنّ من احتمل الخطأ في حكمه لم يكن إماماً وحجّةً من اللّه‏ .

وعلى كون علم القرآن عند الأوصياء ، وكونهم مأمورين بكتمان حالهم عن مخالفيهم إلى أن يؤمروا بالإظهار ، كما أنّ النبيّ أيضاً كان كذلك .

وبالجملة : هو صريح في أنّ العلم من اللّه‏ هو الفارق بين (٢) الحقّ والباطل ، فتأمّل .

وسيأتي تفصيل أكثر ما أشرنا إليه كلّ في محلّه ، لا سيّما في فصل الوصيّة ، وبحث بطلان الاختلاف وعجز الناس عن فهم جميع الأحكام من

__________________

(١) الكافي ١ : ١٩٤ / ٧ (باب في شأن : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )) ، بحار الأنوار ٢٥ : ٧٣ / ٦٣ بتقديم وتأخير ، وتفاوت يسير .

(٢) في «م» : بزيادة : الإمام .

٣٩

القرآن .

الثامن : ما رواه أيضاً جماعة منهم الطبرسي (١) في احتجاجه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في جواب الزنديق الذي سأله عن مسائل كثيرة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

قال عليه‌السلام في موضع منه : «لا تنفع الصلاة ولا الصدقة إلاّ مع الاهتداء إلى سبيل النجاة وطرق الحقّ ، وقد قطع اللّه‏ عذر عباده بتبيين آياته وإرسال رسله ؛ لئلاّ يكون للناس على اللّه‏ حجّة بعد الرسل ، ولم يُخْلِ أرضه من عالم بما تحتاج الخليقة إليه ، ومتعلّم على سبيل نجاة ، اُولئك هم الأقلّون عدداً .

وقد بيّن اللّه‏ ذلك في اُمم الأنبياء وجعلهم مثلاً لِمَن تأخّر ، مثل قوله في قوم نوح : ( وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) (٢) ، وقوله فيمن آمن من اُمّة موسى عليه‌السلام : ( وَمِنْ قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) (٣) ، وقوله في حواري عيسى عليه‌السلام ، حيث قال لسائر بني إسرائيل : ( مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) (٤) يعني بأنّهم مسلّمون لأهل الفضل فضلهم ولا يستكبرون عن أمر ربّهم ، فما أجابه منهم إلاّ الحواريّون .

__________________

(١) هو أحمد بن عليّ بن أبي طالب المعروف بالطبرسي ، يكنّى أبا منصور ، كان فقيهاً محدّثاً متكلّماً نسّاباً ، ومن أجلاّء العلماء ومشاهير الفضلاء في القرن السادس ، له كتب كثيرة وكلّها نافعة جيّدة منها : الاحتجاج ، وقد أثنى السيد ابن طاووس على الكتاب وعلى مؤلّفه ، ومنها : تاريخ الأئمّة عليهم‌السلام وفضائل الزهراء عليها‌السلام .

انظر : رياض العلماء ١ : ٤٨ ، أعيان الشيعة ٣ : ٢٩ ، هدية الأحباب : ١٩٤ .

(٢) سورة هود ١١ : ٤٠ .

(٣) سورة الأعراف ٧ : ١٥٩ .

(٤) سورة آل عمران ٣ : ٥٢ .

٤٠