ضياء العالمين - ج ١

أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]

ضياء العالمين - ج ١

المؤلف:

أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-331-7
ISBN الدورة:
978-964-319-330-0

الصفحات: ٤٣٠
الجزء ١ الجزء ٢

ظهوره في نفسه .

ثمّ لا يخفى أنّ هذه العلامة بل ما قبلها أيضـاً كما هي علامـة في حبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله علامة في حبّ أهل بيته عليهم‌السلام الذين أنزل اللّه‏ طهارتهم (١) ، وأمر بمودّتهم (٢) ، وقرنهم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بكتاب اللّه‏ في لزوم التمسّك بهما (٣) كما سيظهر ، فمن ادّعى محبّتهم بدون ذلك كان غير صادق في دعواه ، فافهم .

قال القاضي : ومن العلامات أيضاً : محبّته لمن أحبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن هو متّصل بسببه ، كأهل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار ، وعداوة من : عاداهم ، وبغض من أبغضهم وسبّهم ؛ لأنّ من أحبّ شيئاً أحبّ من يحبّه .

وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحسن والحسين عليهما‌السلام : «اللّهمّ إنّي اُحبّهما فأحبَّهما» (٤) .

وقال : «من أحبّهما فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ اللّه‏ ، ومن أبغضهما فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض اللّه‏» (٥) .

__________________

(١) في سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣ .

(٢) في سورة الشورى ٤٢ : ٢٣ .

(٣) بصائر الدرجات: ٤٣٤ / ٦ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ٥٧ / ٢٦ ، و٢ : ٣٠ / ٤٠ و٦٢ / ٢٥٩ ، معاني الأخبار : ٩٠ / ٤ ، ٥ ، الارشاد ١ : ٢٣٣ ، سنن الدارمي ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، زين الفتى في شرح سورة هل أتى ١ : ٤٣٥ / ٢٧٠ .

(٤) صحيح البخاري ٥ : ٣٠ و٣٢ ، مسند أحمد ٣ : ١٩٥ / ٩٤٦٧ ، المعجم الكبير ٣ : ٣٩ ـ ٤٠ / ٢٦١٨ ، السنن الكبرى ١٠ : ٢٣٣ .

(٥) مسند أحمد ٣ : ١٨٣ / ٩٣٨١ ، المعجم الكبير ٣ : ٤٨ / ٢٦٤٦ ، المستدرك ٣ : ١٦٦ ، المناقب لابن شهرآشوب ٣ : ٤٣٣ ، وفيها ورد مختصراً .

١٨١

وقال في فاطمة عليها‌السلام : «إنّها بضعة منّي ، يغضبني ما أغضبها» (١) (٢) .

أقول : والأخبار من هذا القبيل ، وكذا في عليٍّ عليه‌السلام متواترة نقلها المخالف والمؤالف ، كما سيأتي في مناقبهم ، فلا شبهة حينئذٍ في ثبوت ذلك لهم .

ومنه يظهر وجوب بغض جماعة ممّن أحبّهم المخالفون من الصحابة وغيرهم ؛ حيث ثبت ـ حتّى بنقل المخالفين ، كما سيأتي في محلّه ـ أنّهم أغضبوا هؤلاء وباغضوهم ، حتّى أنّ جماعة منهم قاتلوهم جهاراً وسبّوهم ، ومنه يستفاد ـ كما يظهر من غيره أيضاً ، كما سيأتي ـ أنّ وجوب حبّ الصّحابة ـ الذي ذكره هذا الرجل ـ إنّما هو فيمن ثبت ووضح أنّه مات على هذه الشروط ، ولم يظهر منه ما ينافي حبّ أحد من هؤلاء الذين هم أصل أهل البيت عليهم‌السلام ، فتأمّل ولا تغفل عمّا في كلام هذا الرجل من الاعتراف بما ذكرناه ، ومع هذا يقولون بلزوم حبّ كلّ من عُـدّ من الصحابة ، حتّى معاوية وعمرو بن العاص (٣) وأمثالهما الذين سبّوا عليّاً والحسنين عليهم‌السلام جهاراً ، وهم أيضاً سبّوهم ، فافهم .

قال القاضي : ومن العلامات أيضاً : بغض من أبغض اللّه‏ ورسوله ، ومعاداة من عاداه ، ومجانبة من خالف سنّته وابتدع في دينه ، وكذا استثقاله

__________________

(١) صحيح البخاري ٥ : ٣٦ بتقديم وتأخير .

(٢) الشفا ٢ : ٥٩ ـ ٦٠ .

(٣) عمرو بن العاص بن وائل بن هشام ، يكنّى أبا عبداللّه‏ ، كان من الأشدّاء على الإسلام ، وكان وزير معاوية في حربه وكيده ضدّ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مات سنة ٤٣ هـ .

انظر : الطبقات الكبرى ٤ : ٢٥٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٦ : ١٠٨ / ٥٣٥٨ ، اُسد الغابة ٣ : ٧٤١ / ٣٩٦٥ ، تاريخ الإسلام للذهبي حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠ : ٨٩ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٥٤ / ١٥ ، تهذيب التهذيب ٨ : ٤٩ / ٨٤ .

١٨٢

كلّ أمر يخالف شريعته ، قال اللّه‏ تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (١) (٢) ، الآية ، وقد مرّت .

أقول : هذا الكلام منه بعد ذِكره كون بغض مَن ذَكره مِن أهل البيت عليهم‌السلام بغض النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ينادي بما ذكرناه آنفاً ، لاسيّما معاوية وأمثاله الذين ظهرت منهم أيضاً البدع ومخالفة السُّنّة ، وحملها أتباعهم على الاجتهاد حميّةً وتعصّباً لهم ، كما سيتّضح حقّ الاتّضاح.

قال القاضي : ومن العلامات أن يحبّ القرآن الذي أتى به صلى‌الله‌عليه‌وآله وهدى به واهتدى وتخلّق به (٣) .

أقول : ومن الواضحات أنّ حبّ القرآن إنّما يكون بالعمل بما فيه ، لا بمحض التلاوة والتغنيّ فيه مع نبذه وراء الظهر عند العمل ، كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يقرؤون القرآن ولا يتجاوز حناجرهم» (٤) ، وسيأتي أيضاً : أنّ علمه عند أهل البيت عليهم‌السلام الذين قرنهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله به وأمر بالتمسّك بهما ، وعلى هذا لا يحبّ القرآن أيضاً من ترك متابعتهم وتمسّك بما سواهم ، فافهم .

قال القاضي : ومن علامة حبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضاً : شفقته على اُمّته ونصحه لهم وسعيه في مصالحهم ورفع المضارّ عنهم ، كما كان هو صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً (٥) .

أقول : لا يخفى أنّ عمدة المضارّ إضلالهم عمّا أمر به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من

__________________

(١) سورة المجادلة ٥٨ : ٢٢ .

(٢) الشفا ٢ : ٦٢ .

(٣) الشفا ٢ : ٦٣ .

(٤) صحيح مسلم ٢ : ٧٤٠ / ١٤٢ ، جامع الاُصول ١٠ : ٩٠ / ٧٥٥٦ .

(٥) الشفا ٢ : ٦٤ .

١٨٣

التمسّك بالكتاب والعترة .

ثمّ إنّه ذكر الحديث المشهور المناسب لهذا المقام ، بل لغيره أيضاً ، وهو ما رواه جماعة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «إنّ الدين النصيحة ، إنّ الدين النصيحة ، إنّ الدين النصيحة» ، قالوا : لمن يا رسول اللّه‏ ؟ قال : «للّه‏ ولكتابه ولرسوله وأئمّة المسلمين وعامّتهم» (١) .

ونقل عن بعضهم : أنّ النصح (٢) للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في حياته الجهاد دونه ، والمحاماة عنه ، ومعاداة من عاداه ، والسمع والطاعة له ، وأمّا بعد وفاته فالتزام التوقير والإجلال له ، ومحبّة أهل بيته وأصحابه ، ومجانبة من انحرف عن سنّته والتحذير منه (٣) .

أقول : قد بيّنّا آنفاً ـ كما سيتّضح أيضاً ـ لزوم تخصيصٍ في الأصحاب ، وأنّ أصل أهل البيت : عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام .

ثمّ قال : وأمّا النصح لأئمّة المسلمين : طاعتهم في الحقّ ، ومعونتهم فيه وأمرهم به ، وتذكيرهم إيّاه ، وترك الخروج عليهم ، وإفساد قلوب الناس عليهم (٤) .

أقول : إنّ هذا التفسير منهم مبنيٌّ على ما التزموه من تحقّق الإمامة بالبيعة وإن كان جاهلاً صاحب خطأ وعصيان ، وسيأتي في محلّه أنّ الحقّ أنّ الإمامة كالنبوّة ، فلا حاجة إلى بعض قيوده ، بل نصح الأئمّة هو مثل نصح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد مرّ مؤيّداً له من حكاية سفيان الثوري ، وخطبة مسجد

__________________

(١) مسند أحمد ٥ : ٧١ / ١٦٤٩٨ ، سنن أبي داود ٤ : ٢٨٦ / ٤٩٤٤ ، سنن النسائي ٧ : ١٥٧ .

(٢) في «م» : النصيحة .

(٣) انظر : الشفا ٢ : ٧٤ ـ ٧٥ .

(٤) انظر : الشفا ٢ : ٧٦ .

١٨٤

الخيف في الحديث الحادي عشر من أحاديث فاتحة الكتاب (١) .

ثمّ لا يخفى أنّ إيرادهم ترك الخروج هاهنا مع اعتقادهم بحسن حال أهل الجمل وغيرهم غريب .

فتأمّل في جميع ما ذكرناه حتّى تعلم أيضاً أنّ المحبّ الذي يكون مستجمعاً للشروط المذكورة ، فلا شكّ في كونه أيضاً محبوباً عند اللّه‏ ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنين ـ الذين رؤساؤهم أهل البيت عليهم‌السلام ـ ومعدوداً من أوليائهم كما أنّهم أولياؤه ، ومن الذين رضي اللّه‏ عنهم ورضوا عنه ؛ لظهور كون الحبّ من الطرفين ، وقد سبقت الآيات والروايات الشاهدة له .

وكذا تعلم أنّ البغض أيضاً كذلك ، وأنّ من أحبّ محبّي أهل البيت عليهم‌السلام فهو من محبّيهم ، ومن أبغضهم فهو من مبغضيهم ، كما تبيّن أيضاً .

وفي أخبار أهل البيت عليهم‌السلام أنّ الصادق عليه‌السلام قال لأصحابه : «إنّ علامة بغض الناس لنا بغضهم لكم مع علمهم بأنّكم تحبّوننا ؛ إذ لا تجد أحداً يقدر أن يقول : اُبغض آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله » ، وقال : «الناصب لنا من نصب العداوة لكم» (٢) .

ثمّ إذا عرفت هذا كلّه ، فلا يخفى حينئذٍ عليك ، بل لا تبقى لك شبهة في أنّ من اللوازم الدينية التبرُّؤ من الذين ظهر منهم ما ينافي مقتضى حبّ أهل البيت عليهم‌السلام ، لاسيّما الذين ظلموهم وخذلوهم ، ووصلت منهم الأذيّة إليهم وأغضبوهم ، وأنّ من لم يتبرّأ منهم فليس من اللّه‏ في شيء .

وسيأتي أيضاً في محلّه تبيان صدور هذه الأشياء من جمعٍ ممّن عُدّ

__________________

(١) راجع ص ٦٠ وما بعدها .

(٢) انظر : علل الشرائع : ٦٠١ / ٦٠ ، معاني الأخبار : ٣٦٥ ، عقاب الأعمال : ٢٤٧ / ٤ .

١٨٥

من الصحابة ومن غيرهم ، وأنّ الشيعة لأجل هذا يبترّؤُون من هؤلاء الجماعة ، ويبغضونهم ، ويلعنونهم ، ويجعلون حبّهم مقصوراً على من لم يكن كذلك ولم يحبّ اُولئك ، فعلى هذا لا يرد عليهم اعتراض في ذلك ، بل الاعتراض على من ادّعى حبّ الجميع ؛ لاستلزامه حبّ من لم يحبّ اللّه‏ ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يحبّه اللّه‏ ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما تبيّن آنفاً ، وهو في حكم الجمع بين النقيضين ، بل هو عين عداوة اللّه‏ ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما اتّضح ممّا مرّ .

ومنه يظهر أيضاً أنّ ما نسبه المخالفون (١) إلى الشيعة من عداوة الصحابة على الإطلاق محض فرية باطلة ، وتهمة صريحة ، كيف ! وفي الصحابة عندهم من عُدّ في زمرة أهل البيت عليهم‌السلام كسلمان ونظرائه .

وكذا ما تمسّك به أيضاً المخالفون من منع اللعن مطلقاً (٢) ولو تعلّق بمستحقّه محض مجادلة بالباطل ليدحضوا به الحقّ ؛ إذ لم يقل عاقل بجواز لعن من كان خيّراً ، بل ولا مشتبه الحال ، بناءً على أنّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات ، ولكن لا يلزم من هذا عدم جواز لعن الأشرار ، لاسيّما الذين ثبت أنّهم من أهل النار بظلمهم وبغضهم أهل البيت الأطهار ، كيف لا والقرآن مشحون بلعن الظالمين وأمثالهم ، والأخبار واردة بل متواترة في لعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ عليه‌السلام وغيرهما بعضَ الأشرار ؟

قال اللّه‏ تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) (٣) .

وقال : ( أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (٤) .

__________________

(١) في «م» : القوم .

(٢) انظر : إحياء علوم الدين ٣ : ١٢٣ ـ ١٢٥ .

(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٥٧ .

(٤) سورة البقرة ٢ : ١٥٩ .

١٨٦

وقال : ( أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) (١) .

وقال : ( أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (٢) ، الآيات وغيرها .

وستأتي الأخبار في محالّها مع كلامٍ شافٍ) (٣) في ذلك في الختام أيضاً ، مع أنّ اللعن لغةً هو : الطرد والإبعاد عن رحمة اللّه‏ ، ويقرب منه معنى السخط والغضب .

وما تشبّثوا به في ذلك من بعض الأخبار ـ كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا ينبغي للصدّيق أن يكون لعّاناً» (٤) ، وقوله : «ليس المؤمن بالطعّان واللعّان ، ولا الفاحش ولا البذي» (٥) وكذا أمثالهما ـ ليس من هذا الباب ولا مدخل له في محلّ النزاع ؛ إذ الظاهر أنّ المراد المنع عمّا هو العادة المستمرّة بين الأعراب ، بل مطلق العرب في محاوراتهم ومخاطباتهم مع أكثر الناس ، من إكثار اللعن واتّخاذه خلقاً وعادةً ، وجعله جزءاً لكلّ جملة من الكلام ، حيث يقولون في مفتتح كلّ كلام : يا ملعون كذا ، يا مشؤوم كذا ، يا ملعون الأب كذا ، ونحو ذلك .

وبالجملة : كلّ ما ذكروه من الأخبار في هذا المقام معارض بأقوى منه سنداً ودلالةً من الآيات والأخبار وغيرها ، كما سيأتي في محلّه ، بل غير

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٨٧ .

(٢) سورة هود ١١ : ١٨ .

(٣) ما بين القوسين في «م» : ما سيأتي ، وفي «ن» مع كل ، وما اثبتناه من نسخة «ش» .

(٤) صحيح مسلم ٤ : ٢٠٠٥ / ٢٥٩٧ ، شرح السنة ٧ : ٣٦٥ / ٣٥٥٤ ، مصابيح السنة ٣ : ٣١٩ / ٣٧٤٨ ، الفردوس ٥ : ١٣٦ / ٧٧٣٥ .

(٥) الأدب المفرد : ١١٧ / ٣١٣ و١٢٢ / ٣٣٣ ، سنن الترمذي ٤ : ٣٥٠ / ١٩٧٧ ، حلية الأولياء ٤ : ٢٣٥ ، مسند أبي يعلى الموصلي ٩ : ٢٠ / ١٢٢ ، المستدرك للحاكم ١ : ١٢ ، تاريخ بغداد ٥ : ٣٣٩ .

١٨٧

مرّة ، فلابُدّ حينئذٍ من تأويله أو طرحه ، بل الحقّ إنّ لكلّ واحد منها معنىً مناسباً غير منافٍ لما ذكرناه ، يدركه من ترك الاعتساف ، لا نطيل الكلام بذكره ها هنا ، وربّما نذكر بعضاً من ذلك مهما ناسب ، فلا تغفل .

* * *

١٨٨

الباب الثاني

في بيان الامتحان بميل النفوس إلى الهوى ورغبتها إلى الدنيا وزخارفها ، وما ينتج من ذلك وذكر النهي عنه .

اعلـم أنّ اللّه‏ عزوجل حيـث أراد تبيان امتياز المطيعين له عن غيرهم ، واستحقاقهم لمزيد الأجر جعل ممّا امتحن عباده به أيضاً ميل طبائعهم إلى شهوات الدنيا ، ورغبتهم إلى ما زيّن لهم الشيطان من مرديات الهوى ، كحبّ الشهوات من النساء والبنين ، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والخيل المسوّمة ، والأنعام والحرث ، لاسيّما حبّ الرئاسة والعزّ والجاه ، الذي هو عمدة أسباب التحاسد والتباغض والتنافس (١) ، بل الفتن والفساد ، والاختلافات ، والنفاق والكذبات ، بل ذلك اُمّ الفساد في العالم ؛ بحيث إنّه قد يرتكب الناس فيه قتل الأولاد والأحفاد ، ولا يبالون بذهاب الدين وهلاك العالمين ، ولقد كان ذلك شائعاً ذائعاً في زمن جميع الاُمم وهلمّ جرّاً إلى انقضاء العالم ، حتّى أنّ هذا كان سبب عداوة الشيطان لآدم عليه‌السلام ، بل هو داء دفين في قلب كلّ شخص لا يسلم منه إلاّ من رحمه‌الله بالعصمة والتوفيق .

__________________

(١) في «ن» و«ش» و«س» : والمنافسات .

١٨٩

ولهذا ذمّ اللّه‏ سبحانه حبّ الدنيا وشهواتها كراراً ومراراً ، ونهى عن ذلك مع التوبيخ والتهديد جهاراً ، وألزم الناس بالجهد في إزالته وتزكية النفس عنه بترك مقتضيات الهوى ، وعيّن في كلّ عصر من يردعهم عنه ، ويأخذهم إلى الخير والهدى ، وقرّر الحدود والتعزيرات ، وأمر بالقصاص والديات ، ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حيّ عن بيّنة .

وتوضيح هذا في ضمن ثلاثة فصول :

* * *

١٩٠

الفصل الأوّل

في بيان جمل ممّا يدلّ على شيوع هذه الحالات وابتلاء عامّة الناس بها في جميع الاُمم السابقة واللاحقة ، من زمان آدم عليه‌السلام إلى قيام الساعة ، حتّى أهل عصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذا من بعدهم ، وذكر ما يدلّ على كون تلك الحالات من صفات أهل السوء منهم والأشرار دون الأخيار .

لا يخفى على كلّ ذي مسكة أنّ ظهور هذا المدّعى ، بحيث ينادي بأنّه أمر لا حاجة له إلى برهان ، بل ولا إلى مزيد بيان ؛ لأنّه شاع وذاع في الأزمان والأصقاع ، بحيث صار من قبيل المحسوسات والمشاهدات ، بل بزيادة الشيوع وارتفاع قبح الوقوع صار من أعظم المتعارفات .

ألا ترى حال هذا العالم الجمهور (١) المشغولين بالفسق والفجور ، والمشّائين بشهادة الزور ، أتباع الجائرين ، وأعوان الظالمين ، الحلال عندهم ما حلّ بساحتهم ، والسفيه بينهم من منعهم عن سفاهتهم ؟

ألا سمعت حكاية قابيل وما فعل بأخيه هابيل ، وهو أوّل أولاد أبي البشر ، وقد أوقعه الهوى والحسد في مثل ذلك الشرّ ؟

__________________

(١) كذا في النسخ ، والظاهر : جمهور هذا العالم .

١٩١

ألا تتذكّر قصّة إخوة يوسف وصيرورتهم سبب تلك المتاعب على أخيهم وأبيهم بمجرّد الحسد ومتابعة الهوى ، وهم أسباط الأنبياء ومن أصلاب أهل الهدى ؟

وفي روايات عديدة أنّ قوم لوط كانوا في بدء الأمر صلحاء مؤمنين مطيعين لنبيّهم ، فاحتال الشيطان حتّى لاطوا به فوجدوا منه لذّة زائدة ، فشرعوا في اللواط وشاع بينهم ، بحيث خرجوا عن طاعة نبيّهم ؛ خوفاً من فوات تلك الشهوة (١) .

وقد اتّفق المؤرّخون والمفسّرون على أنّ السامري (٢) كان مسلماً عارفاً بحقّيّة ما عليه موسى وهارون عليهما‌السلام ، بل من أعظم أصحابهما ، ومع هذا أوقع (آلافاً من) (٣) قوم موسى عليه‌السلام باتّخاذ العجل في الضلال ، ولم يكن له مقصد ما سوى تحصيل العزّ والجاه والمال .

وكذا بلعم بن باعوراء (٤) كان من علماء بني إسرائيل وعنده الاسم الأعظم ، فصاحب فرعون (٥) وأحبّه واتّبع هواه حتّى انسلخ من علمه وكفر

__________________

(١) المحاسن ١ : ١٩٧ / ٣٤٢ ، الكافي ٥ : ٥٤٤ /٥ (باب اللواط) ، عقاب الأعمال : ٣١٤ / ٢ ، بحار الأنوار ١٢ : ١٦٤ / ١٧ .

(٢) اسمه موسى بن ظفير وقيل : موسى بن ظفر ، كان من بني عمّ موسى .

انظر : المعارف لابن قتيبة : ٤٤ ، تاريخ الطبري ١ : ٤٢٤ ـ ٤٢٥ ، البدء والتاريخ ٣ : ٩١ .

(٣) ما بين القوسين في «م» : الإفساد في .

(٤) بلعم بن باعوراء بن سنور بن وسيم بن ناب بن لوط بن هاران .

انظر : بحار الأنوار ١٣ : ٣٧٥ ، البدء والتاريخ ٣ : ٨٨ ، مروج الذهب ١ : ٦٤ ـ ٦٥ ، المنتظم ١ : ٣٥٥ .

(٥) وهو الوليد بن مصعب ، اختلفت الرواة في نسبه ، فقالوا : هو رجل من لخم ، وقالوا : من غيرها من قبائل اليمن ، وقالوا : من العمالقة ، قد ملك مصر دهراً

١٩٢

بربّه ، كما قصّ اللّه‏ عزوجل في كتابه (١) (٢) .

وقد روي وذكر المفسّرون أيضاً : أنّ فرعون لمّا رأى من موسى عليه‌السلام معجزاته عزم على الإيمان به فصدّه عنه هامان وقال له : أنت بعد ما ادّعيت الاُلوهيّة والناس تحت طاعتك وأموالهم بيدك ، كيف تجعل نفسك تحت حكم رجل كان تحت حكمك ؟ وكيف تصبر على مثل هذه الذلّة ؟ فقبل كلامه وكفر جهاراً مع علمه بحقيقة الحال ؛ ولهذا لمّا يئس من الحياة ( قَالَ آمَنْتُ ) (٣) (٤) ، الآية .

وكذلك مَلِك زمان زكريّا ويحيى كان معتقداً بهما مطيعاً لهما فلمّا عشق الزانية التي منعه يحيى عمّا كانت تشتهيه ، وامتنعت لذلك عن تمكينه من نفسها شاكية من يحيى أمر بذبحه وكفر بربّه بمحض تلك الشهوة الدنيئة (٥) .

وكذا علماء اليهود وأعيانهم وأحبارهم أنكروا نبوّة عيسى عليه‌السلام ، وافتروا على مريم بالزنى ، مع وضوح المعجزات منه والآيات ؛ خوفاً من

__________________

طويلاً ، وعتا وبغى حتّى قال : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ) ، وكان أخبث الملوك وأظلمهم ، وعاش ثلاثمائة سنة .

انظر : تاريخ اليعقوبي ١ : ١٨٦ ، المنتظم ١ : ٣٣٢ ـ ٣٣٣ .

(١) سورة الأعراف ٧ : ٧٥ ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ . . . ) .

(٢) البدء والتاريخ ٣ : ٨٨ ـ ٨٩ ، كتاب التعريف والأعلام : ١١٢ ، تفسير جوامع الجامع ١ : ٤٨٣ ، تفسير البيضاوي والجلالين في هامش البيضاوي ١ : ٣٧٧ ، تفسير غرائب القرآن ٣ : ٣٤٥ .

(٣) سورة يونس ١٠ : ٩٠ .

(٤) انظر : تفسير القمّي ٢ : ١١٩ ، تفسير أبي الفتوح الرازي ٥ : ٢٤١ ، قصص الأنبياء للثعلبي : ١٨٤ ، قصص الأنبياء للجزائري : ٢٥٠ ، تاريخ اليعقوبي ١ : ٣٤ ـ ٣٥ ، تاريخ الطبري ١ : ٤١١ ، الكامل في التاريخ ١ : ١٨٢ .

(٥) انظر : تاريخ الطبري ١ : ٥٨٧ ، وقصص الأنبياء للثعلبي : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ .

١٩٣

فوات العزّ والجاه عنهم ، ومتابعة الناس لهم ، وزوال ما كان يأكلون من الأموال منهم .

وكفى في هذا إنكار اليهود والنصارى متعمّدين وجود بعثة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآلهواسمه في كتبهم ، حتّى أراهم موضع ذلك في تلك الكتب وبيّنه عليهم ؛ ولهذا لمّا دعاهم إلى المباهلة تمنّعوا (١) منها بحيث رضوا بالجزية ولم يرتضوا بها ، كما ينادي بجميع ذلك حكايتها .

أوَلا تتأمّل فيما صدر من يزيد وعُمّاله كابن زياد (٢) وأتباعه ، لاسيّما ابن سعد (٣) ـ الذي أبوه عند القوم من العشرة المبشّرة ـ وسائر أعيان الكوفة بالنسبة إلى قرّة عين رسول الثقلين أبي عبداللّه‏ الحسين وأهل بيته عليهم‌السلام

__________________

(١) في «م» : امتنعوا .

(٢) عبيداللّه‏ بن زياد بن عبيد ، يكنّى أبا حفص ، ولاّه معاوية على البصرة سنة ٥٥ هـ ، فلمّا ولي يزيد الحكومة ضمّ إليه الكوفة ، فكانت الفاجعة بكربلاء في أيّامه وعلى يده بأمرٍ من يزيد ، وما جرى منه على الحسين بن عليّ وأهل بيته عليهم‌السلام وشيعته أشهر من أين يذكر .

قتله إبراهيم بن الأشتر سنة ٦٧ هـ .

انظر : الكنى والألقاب ١ : ٣٥٣ / ٣٤٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٣٧ : ٤٣٣ / ٤٤٤٣ ، تاريخ الإسلام للذهبي حوادث ٦١ ـ ٨٠ : ١٧٥ / ٦٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٥٤٥ / ١٤٥ ، الأعلام ٤ : ١٩٣ .

(٣) هو عمر بن سعد بن أبي وقّاص القرشيّ الزهري ، ويكفي في خبث سيرته ما قاله عليّ عليه‌السلام : «كيف أنت إذا قمت مقاماً تُخيّر فيه بين الجنّة والنار ، فتختار النار» ؟ وفي يوم عاشوراء هو أوّل من طعن في سرادق الحسين عليه‌السلام ، ولد سنة موت عمر بن الخطّاب ، ومات سنة ٦٧ هـ .

انظر : الجرح والتعديل ٦ : ١١١ / ٥٩٢ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٥ : ٣٧ / ٥٢١٣ ، تهذيب الكمال ٢١ : ٣٥٦ / ٤٢٤٠ ، تاريخ الإسلام للذهبي حوادث ٦١ ـ ٨٠ : ١٩٣ / ٧٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٤٩ / ١٢٣ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٣٩٦ / ٧٤٧ ، الأعلام ٥ : ٤٧ .

١٩٤

بنات رسول اللّه‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى داروا بهم اُسراء في البلدان ، ولم يرتدع أحد منهم عن مثل ذلك الطغيان ، توقّعاً لما ربّما يقع بأيديهم من بعض جوائز أهل العدوان ، مع كون الكوفة جُمجمة العرب ، ومصر الإسلام ، وكون عامّة أهلها معدودين من شيعة عليّ وآله الكرام ، بل هم الذين كتبوا إلى الحسين عليه‌السلام بأزيد من عشرة آلاف كتاب ، ودعوه إليهم مصرّحين بانحصار أهليّة الخلافة فيه (١) .

وسيأتي ـ لاسيّما في الفصل الآتي ـ صدور اُمور عجاب من جماعة ، هم عند المخالفين من رؤوس ذوي الألباب ، مع أنّا لم نذكر هاهنا ولا فيما (٢) بعد إلاّ قليلاً من كثير ، ويسيراً من جَمّ غفير ، حذراً عن إطالة الكلام بالاستقصاء ، فمن أراد الاطّلاع على التفصيل ـ لاسيّما ما أشرنا إليه هاهنا ـ فعليه بمراجعة كتب السير والتفاسير المبسوطة وقصص الأنبياء ، ولكن نشير إلى نبذ من الآيات الواردة في هذا المقام وما يتّضح به حقّ الاتّضاح أصل المرام :

قال اللّه‏ عزوجل : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ) (٣) .

وقال تعالى : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) (٤) ، الآية.

__________________

(١) مثير الأحزان : ٢٥ ـ ٢٦ .

(٢) في «م» زيادة : قبل ولا فيما .

(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٤ .

(٤) سورة البقرة ٢ : ٢١٢ .

١٩٥

وقال عزّ شأنه : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ) الآية إلى قوله : ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (١) .

وقال :( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ) (٢) .

وقال : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ ) (٣) ، الآية .

وقال : ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) (٤) .

وقال سُبحانه : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ) (٥) ، الآية .

وقال : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) (٦) ، الآية.

وقال : ( أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا

__________________

(١) سورة الحديد ٥٧ : ٢٠ .

(٢) سورة محمّد (ص) ٤٧ : ١٢ .

(٣) سورة الأحقاف ٤٦ : ٢٠ .

(٤) سورة الكهف ١٨ : ٧ .

(٥) سورة البقرة ٢ : ٢١٣ .

(٦) سورة آل عمران ٣ : ١٠٥ .

١٩٦

مُجْرِمِينَ ) (١) .

وقال : ( ذَٰلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) (٢) ، الآية .

وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ ) (٣) ، الآية .

وقال : ( بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ) (٤) .

وقال : ( بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا ) (٥) .

وقال : ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا *‏ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ) (٦) ، الآية .

وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ) (٧) ، الآية .

وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ) إلى قوله : ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ ) (٨) ، الآية .

وقال : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) (٩).

__________________

(١) سورة الجاثية ٤٥ : ٣١ .

(٢) سورة الجاثية ٤٥ : ٣٥ .

(٣) سورة غافر ٤٠ : ٥٦ .

(٤) سورة ص ٣٨ : ٢ .

(٥) سورة فاطر ٣٥ : ٤٠ .

(٦) سورة فاطر ٣٥ : ٤٢ ـ ٤٣ .

(٧) سورة آل عمران ٣ : ٧٧ .

(٨) سورة البقرة ٢ : ١٧٤ ـ ١٧٥ .

(٩) سورة آل عمران ٣ : ٧١ .

١٩٧

وقال : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (١) .

وقال : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ) (٢) ، الآية .

وقال : ( وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ ) (٣) ، الآية .

وقال : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ) (٤) ، الآية .

وقال : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) (٥) .

وقال عزوجل : ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) (٦) .

وقال : ( بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٧) ، الآية .

وقال : ( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ *‏ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ) (٨) .

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٧٨ .

(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٨٧ .

(٣) سورة آل عمران ٣ : ٦٩ .

(٤) سورة النساء ٤ : ٤٤ .

(٥) سورة البقرة ٢ : ١٠٩ .

(٦) سورة محمد (ص) ٤٧ : ١٦ .

(٧) سورة الروم ٣٠ : ٢٩ .

(٨) سورة القمر ٥٤ : ٢ ـ ٣ .

١٩٨

وقال : ( فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ) (١) .

وقال : ( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ ) (٢) .

وقال تعالى : ( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ) (٣) .

وقال سبحانه : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) (٤) .

وقال : ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ) (٥) الآية .

وقال : ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (٦) .

وقال : ( يَا دَاوُودُ ) إلى قوله : ( وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) (٧) .

وقال : ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) (٨) .

__________________

(١) سورة القمر ٥٤ : ٢٤ .

(٢) سورة النجم ٥٣ : ٢٣ .

(٣) سورة النجم ٥٣ : ٢٩ ـ ٣٠ .

(٤) سورة محمّد (ص) ٤٧ : ١٤ .

(٥) سورة الجاثية ٤٥ : ٢٣ .

(٦) سورة الجاثية ٤٥ : ١٨ .

(٧) سورة ص ٣٨ : ٢٦ .

(٨) سورة النساء ٤ : ٢٧ .

١٩٩

وقال سبحانه : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) (١) .

وقال : ( وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٢) ، الآية .

وقال : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٣) ، الآية .

وقال سبحانه : ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) (٤) .

وقال سبحانه : ( أ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) (٥) .

وقال : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ) (٦) .

وقال : ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) (٧) .

وقال تعالى : ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) (٨) .

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٧٧ .

(٢) سورة الأنعام ٦ : ١١٩ .

(٣) سورة الأنعام ٦ : ١٤٤ .

(٤) سورة الزخرف ٤٣ : ٧٨ .

(٥) سورة الزخرف ٤٣ : ٨٠ .

(٦) سورة النساء ٤ : ١٠٨ .

(٧) سورة الزخرف ٤٣ : ٨٣ .

(٨) سورة الأنعام ٦ : ٧٠ .

٢٠٠