قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ٥ ]

43/359
*

بحوث المقام

بحث أدبي :

تقدّم أن سياق الآية الشريفة يدلّ على أن جملة : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) عطف على لفظ الجلالة ، فتكون جملة : (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) في موضع الحال ومحلّه النصب لذلك ، أي : مع كونهم راسخين في العلم قائلين : آمنا به كلّ من عند ربنا ، واستشهدوا لذلك بقول الشاعر :

الريح تبكي شجوة

والبرق يلمع في غمامة

أي : أن البرق يبكي أيضا لا معا في غمامة ، فان هذا المقال صفة عامة لكل مسلم ، سواء كان راسخا في العلم أم من كان في قلبه مرض ، فهذه الآية تبيّن صفتين للراسخين في العلم ..

أحدهما : جهة رسوخهم في العلم.

ثانيهما : جهة إيمانهم وتسليمهم للكتاب من كلّ جهة ، بخلاف الذين في قلوبهم مرض ، فإنهم يقولون : إن المتشابه والمحكم من عند ربنا ، لكنهم يتّبعون المتشابه ولا يردّونه إلى المحكم ، لأغراضهم الفاسدة.

وقوله تعالى : وما يذكر إلا اولوا الألباب. أصل يذكر يتذكّر ، وفيه الأبدال ، فإن أهل اللغة ذكروا قاعدة وهي : ان تاء الافتعال لو وقعت بعد دال أو ذال أو زاي انقلبت دالا ، نحو : أدان ، واذدكر وازدان. ويجوز في نحو اذدكر قلب الذال دالا أو الدال ذالا ، فتقول : ادكر واذكر.

بحث دلالي :

يستفاد من الآية الشريفة امور :

الأوّل : استعمال لفظ (الام) مضافا في القرآن الكريم وكلمات الفصحاء كثير