قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة

أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة

أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة

تحمیل

أنوار الولاية الساطعة في شرح الزيارة الجامعة

228/300
*

كما أنه لا يمكن إحصاء الثّناء على الله عزّ وجلّ ، كذلك لا يمكن إحصاء الثّناء عليكم مواليَّ (١) لانّهم مظاهر أسماء الله وصفاته ولا يمكن لغيرهم معرفة كمالاتهم ، كما روي عن النّبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «يا عليّ ما عرف الله إلّا أنا وأنت وما عرفني إلّا الله وأنت وما عرفك إلّا الله وأنا» (٢).

وكذا الكلام في الجمل الآتية.

(وَلا أبْلُغُ مِنْ المَدْحِ كُنْهَكُم وَلا مِن الوَصْفِ قَدْرَكُم)

أي مهما أسعى في مدحكم (٣) لا أبلغ حقيقتكم ، ومهما أصفكم لا أقدر أن

__________________

(١) والائمّة الهداة عليهم‌السلام موالي البشرية جمعاء كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غدير خم مخاطباً المسلمين في حقّ أوّلهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «من كنت مولاه فعلي مولاه ...» ثم أمر النّبي الاكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الناس بمبايعة علي عليه‌السلام بأمرة المؤمنين وأنه والائمّة من بعده هم موالي المؤمنين وكما أقرّ بذلك الخليفة الثاني وكان يقول : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

ورواه الامام أحمد بن حنبل في مسنده : ج ٤ ، ص ٢٨١ ، والطبري في تفسيره : ج ٣ ، ص ٤٢٨ ، والحافظ ابن السمّان في الرياض النظرة : ج ٢ ، ص ١٦٩ ، والحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد : ج ٨ ، ص ٢٩٠ ، والشهرستاني في الملل والنحل : ج ١ ، ص ٢٠٢ ، وغيرهم في عشرات المصادر الشيعية والسنية فراجع تهتدي ان شاء الله تعالى.

(٢) تأويل الآيات ص ١٤٥ وص ٢٢٧ ، وقريب منه بحار الانوار : للعلّامة المجلسي رحمه الله ، ج ٣٩ ، ص ٨٤ ، مناقب آل أبي طالب : ج ٣ ، ص ٢٦٧.

(٣) كيف اقوى أنا ومن في مقامي أن أمدحكم حقّ مدحكم والحال أن الله قرن طاعتكم بطاعته ، بل وصف في كتابه وأذهب عنكم الرّجس وطهركم تطهيراً وكما يصف أولكم وسيّدكم الامام الاوّل علي بن أبي طالب عليه‌السلام نفسه في جواب رسالة الى معاوية بن أبي سفيان ، لمّا فاخره ـ طبعاً ومن هوان الدّهر أن يفاخر معاوية الطَّليق ابن الطّليق ثمرة الشّجرة الملعونة في كتاب الله تعالى سيد الاوصياء وامام الاتقياء ـ بقوله : كان أبي سيداً في الجاهلية ـ نعم سيد الشرك والكفر الى أن مات ـ وصرت ملكاً في الاسلام ـ بمحاربة أخي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبغصب الخلافة من ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الامام الحسن المجتبى عليه‌السلام وقتلهم سيد الشّهداء الامام الحسين عليه‌السلام وبما سفكوا من دماء الاتقياء والمخلصين من الانصاري والمهاجرين ـ الى آخر كلامه ...

فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام اكتب يا غلام :

محمّد النّبي أخي وصهري

وحمزة سيّد الشّهداء عمّي

وجعفر الذي يضحي ويمسي

يطير مع الملائكة ابن اُمّي

وبنت محمّد سكني وعرسي

منوط لحمها بدمي ولحمي

وسبا أحمد ولداي منها

فأيّكم له سهم كسهمي