قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٧ ]

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء [ ج ٧ ]

91/664
*

أو مس ترب مقامه وربوعه

بالجفن كي يحظى بتقبيل الثرى

فلقد أذاب الشوق مهجة ماجد

لو لا الغرام لما أباح وسطرا

لو زرته لعلمت ما فعل النوى

ونظرت أعجب ما نظرت من الورى

جسما يحاكيه الهلال نحافة

والنور لطفا والهواء تسيّرا

وقد ظفرت بمنظومته المسماة «بعقود الآداب» التي ذكرها المرادي في تعداد آثاره وبغير ذلك من نظمه الحسن ، وفي إيراد الجميع طول فاكتفيت بهذا المقدار.

وقد وقف كتبه على التكية الإخلاصية في محلة البياضة ، وهي هناك غير أنها لم تبق على حالها وفيها نفائس كثيرة لو تكلمت عليها لطال ذيل الكلام.

١١٢١ ـ عطاء الله الصحّاف المتوفى سنة ١١٩٠

عطاء الله بن عبد الله الصحّاف ، العالم الفاضل المتحلي بمحاسن الأخلاق والأوصاف ، نحوي العصر وخلاصة أبناء الدهر ، بل جهبذ تتمايل به الفضائل وجدا ، وتكسى من معالمه الأفاضل بردا ، ونظّار تسطع الشهب من نور بصيرته ، ومحقق تقف الألسن عند ذكر سيرته ، وإمام تقتدي النهى بآرائه ، وهمام تسامت همته عن نظرائه ، إن ذكر اللسان فعضب لا ينبو ، أو جلي البيان فنار لا تخبو ، أو مسايرة الإخوان فجواد لا يكبو ، أو العلوم العربية والمعاني الأدبية ، فهو ابن بجدتها المقتعد متون النجب الأبية.

ولد رحمه‌الله بحلب في حدود الأربعين بعد المائة والألف ، واشتغل بالفقه النفيس ، على المذهبين النعماني وابن إدريس ، وشمر ساق الجد إلى تحصيل الفضائل مع تشعب فنونها ، وقطع الفيافي من سهو لها وحزونها. ثم تصدر للإقراء والإفادة ، خافضا جناحه لأولي الطلب والاستفادة ، يمضي ليله في تلاوة كلام الخالق ، ونهاره في نشر العلم وقطع العوائق ، حتى توفاه الله بدرا طالعا ، واختاره إلى جواره عابدا طائعا ، في ثالث صفر سنة تسعين ومائة وألف.

وله من الغزل الرائق المطبوع ، والمديح النبوي المسموع ، ما هو عند الخبير مستجاد ، ويلهي عن أحاديث ميّة وسعاد. وله في جناب الوالد المرحوم المبرور قصائد كأنهن القلائد ، منها قوله مهنئا له في الفتوى سنة ١١٨٧ :