أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

الشيخ عبدالله حسن آل درويش

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

المؤلف:

الشيخ عبدالله حسن آل درويش


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

الاِسْتِعْدَادِ لِنُزُولِ المَنَايَا ، يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ ، وَمُنْتَهَى أمنيَّةِ السَّائِلينَ ، أَنْتَ مَوْلاَيَ فَتَحْتَ لِي بَابَ الدُّعَاءِ وَالإنَابَةِ ، فَلاَ تُغلِقْ عَنِّي بَابَ القَبُولِ وَالإجَابَةِ ، وَنَجِّنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ النَّارِ ، وَبَؤئنِي غُرُفَاتِ الجِنَانِ ، وَاجعَلْنِي مُتَمَسِّكاً بالعُرْوَةِ الوُثقى ، وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ ، وَأحْينِي بِالسَّلامَةِ ، يَا ذَا الفَضْلِ وَالكَمَالِ ، وَالعِزَّةِ وَالْجَلالِ ، وَلاَتُشْمِتْ بِي عَدُوَّاً وَلاَ حَاسِدَاً ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ سُلْطَاناً عَنِيداً ، وَلاَ شَيْطَاناً مَرِيداً ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ العَظِيمِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

من أدعية أمير المؤمنين عليه‌السلام

الأول : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٣١٠ : ومن المهمات الاقتداء بمولانا أميرالمؤمنين عليه‌السلام في الدعاء عقيب الخمس الصلوات المفروضات ، فمن دعائه عقيب فريضة الظهر :

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، وَبِيَدِكَ الخَيْرُ كُلُّهُ ، وَإلَيْكَ يَرْجِعُ

٨١

الأَمْرُ كُلُّهُ ، عَلاَنِيَتُهُ وَسِرُّهُ ، وَأَنْتَ مُنْتَهَى الشَّأْنِ كُلِّهِ ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدرَتِكَ ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلَى غُفْرَانِكَ بَعْدَ غَضَبِكَ ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ رَفيْعَ الدَّرَجَاتِ ، مُجِيْبَ الدَّعَوَاتِ ، مُنْزِلَ الْبَرَكَاتِ ، مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِ ، مُعْطِيَ السُّؤْلاَتِ ، وَمُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ حَسَنَات ، وَجَاعِلَ الحَسَنَاتِ دَرَجَات ، وَالمُخْرِجَ إلَى النُّورِ مِنَ الظُّلُمَاتِ.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غَافِرَ الذَّنْبِ ، وَقَابِلَ التَّوْبِ ، شَدِيْدَ العِقَابِ ، ذَا الطَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ في اللَّيْل إِذَا يَغْشَى ، وَلَكَ الْحَمْدُ في النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَلَكَ الْحَمْدُ في الآخِرَةِ وَالأُوْلَى ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ في اللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ في الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ، وَلَكَ الحَمْدُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَعِنْدَ غُرُوبِهَا ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى نِعَمِكَ الَّتِي لاَتُحْصَى عَدَدَاً ، وَلاَتَنْقَضي مَدَدَاً سَرْمَدَاً.

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ فيمَا مَضَى ، وَلَكَ الحَمْدُ فيمَا بَقِيَ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي في كُلِّ أَمْرٍ ، وَعُدَّتِي في كُلِّ حَاجَةٍ ، وَصَاحِبِي في كُلِّ طَلِبَةٍ ، وَأُنْسِي في كُلِّ وَحْشَةٍ ، وَعِصْمَتِي عِنْدَ كُلِّ هلَكَةٍ ،

٨٢

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَوَسِّعْ لِي في رِزْقِي ، وَبَارِكْ لِي فيمَا آتيْتَنِي ، وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي ، وَأصْلِحْ لِي شَأنِي ، إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحيْمٌ ، لا إلَهَ إِلّا اللهُ الحَلِيْمُ الْكَرِيْمُ ، لاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ رَبُّ العَالَمِيْنَ ، لاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ رَبُّ العَرْشِ الْعَظِيمُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوْجِبَاتِ رَحْمَتِكَ ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ ، وَالغَنِيْمَةَ مِنْ كُلِّ خَيْر ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إثْم ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ ، اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبَاً إِلّا غَفَرْتَهُ ، وَلاَ هَمَّاً إِلّا فَرَّجْتَهُ ، وَلاَ غَمَّاً إِلّا كَشَفْتَهُ ، وَلاَ سُقْمَاً إلّا شَفَيْتَهُ ، وَلا دَيْنَاً إِلّا قَضَيْتَهُ ، وَلاَ خَوْفَاً إِلّا أمّنَتْهُ ، وَلاَ حَاجَةً إِلّا قَضَيْتَهَا ، بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الثاني : اللَّهُمَّ إِنِّي أَتقَرَّبُ إِلَيْكَ

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي بسنده عن عيسى بن عبدالله القمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان أميرالمؤمنين صلوات الله عليه يقول إذا فرغ من الزوال :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتقَرَّبُ إِلَيْكَ بِجُوْدِكَ وَكَرَمِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِك ، وَأَتقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمَلائِكَتِكَ

٨٣

المُقَرَّبِيْنَ ، وَأَنّبِيَائِكَ الْمُرْسَلِيْنَ وَبِكَ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الغَنِيُّ عَنِّي وَبِيَ الفَاقَةُ إِلَيْكَ ، أَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنَا الفَقِيرُ إِلَيْكَ ، أَقَلْتَنِي عَثْرَتِي ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوبي ، فَاقْض لِيَ الْيَوْمَ حَاجَتِي ، وَلاَ تُعَذّبْنِي بِقَبِيحِ مَا تَعْلَمُ مِنِّي ، بَلْ عَفْوُكَ وَجُودُكَ يَسَعُنِي.

قال : ثم يخر ساجداً ويقول :

يَا أَهْلَ التَّقْوَى ، وَيَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ ، يَا بَرُّ يَا رَحِيْمُ ، أَنْتَ أَبَرُّ بِي مِنْ أَبِي وَأُمِّي ، وَمِنْ جَمِيْعِ الخَلاَئِقِ ، اقْلِبْني بِقَضَاءِ حَاجَتِي ، مُجَاباً دُعَائِي ، مَرْحُوماً صَوْتِي ، قَدْ كَشَفْتَ أَنْوَاعَ البَلاَيَا عَنِّي.

من أدعية الإمام الصادق عليه‌السلام

الأول : أَيْ سَامِعَ كُلِّ صَوْت

عن السيد ابن طاووس في فلاح السائل : ص ٣٠٨ ، بإسناده عن عباد بن محمد المدني ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام ، بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر ، وقد رفع يديه إلى السماء ، وهو يقول :

أَيْ سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ ، أَيْ جَامِعَ كُلِّ فَوْتٍ ، أَيْ بَارِئَ كُلِّ

٨٤

نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ ، أَيْ بَاعِثُ ، أَيْ وَارِثُ ، أَيْ سَيِّدَ السَّادَاتِ ، وأيْ إلَهَ الآلِهَةِ ، أَيْ جَبَّارَ الجَبَابِرَةِ ، أَيْ مَلِكَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، أَيْ رَبَّ الأَرْبَابِ ، أَيْ مَلِكَ المُلُوكِ ، أَيْ بَطَّاشُ ، أَيْ ذَا البَطْشِ الشَّدِيدِ ، أَيْ فَعَّالاً لِمَا يُريدُ ، أيْ مُحْصِيَ عَدَدِ الأَنْفَاسِ وَنَقْلِ الأَقْدَامِ ، أَيْ مَنِ السِّرُّ عِنْدَهُ عَلاَنِيَةٌ ، أَيْ مُبْدِئُ ، أَيْ مُعِيدُ ، أَسْأَلَكُ بِحَقَّكَ عَلِى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِحَقِّهمُ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النّار ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْن نَبيِّكَ ، الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإذْنِكَ ، وَأَمِيْنِكَ في خَلْقِكَ ، وَعَيْنِكَ في عِبَادِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ ، عَليْهِ صَلَوَاتُكَ وَبَرَكَاتُك ، وَعْدَهُ.

اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ ، وَقَوِّ أَصْحَابَهُ وَصَبِّرْهُمْ ، وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانَاً نَصِيرَاً ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ ، وَأمْكِنْهُ مِنْ أَعْدَائِكَ ، وَأعْدَاءِ رَسُولِكَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الثاني : بِاللهِ اعْتَصَمْتُ

الكفعمي في المصباح : ص ٣٣ ، عن خادم الإمام الصادق عليه‌السلام أنه كان له دعوات يدعو بهن في عقيب كل صلاة

٨٥

مفروضة ، فقلت له : يا ابن رسول الله ، علمني دعواتك هذه التي تدعو بها ، فقال عليه‌السلام : إذا صليت الظهر فقل :

بِاللهِ اعْتَصَمْتُ ، وَبِاللهِ أَثِقُ ، وعَلَى اللهِ أَتَوَكَّلُ. عشر مرات.

ثم قل : اللَّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيْطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ ، وَإنْ دَامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أجْوَدُ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي عَظِيْمَ ذُنُوبِي بِعَظِيْمِ عَفْوِكَ ، وَكَبِيْرَ تَفْرِيْطي بِظَاهِر كَرَمِكَ ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُوْدِكَ ، اللَّهُمَّ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَة فَمِنْكَ ، لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأَتوبُ إِليْكَ.

الثالث : الصلاة على النبي وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

عن الكفعمي في الجنة الواقية : ص ٦٥ : عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : من قال بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة الظهر :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ. لم يمت حتى يدرك القائم من آل محمدعليهم‌السلام.

الرابع : يَا أَسْمَعَ السَّامِعِيْنَ

عن السيد ابن طاووس في فلاح السائل : ص ٣١٩ ـ

٨٦

٣٢٢ ، عن معاوية بن عمار قال : هذا دعاء سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام في عقيب صلواته أملاه عليَّ فأول الصلاة : الظهر ، وبذلك سميت الأولى ، لأنها أول صلاة افترضها الله على عباده :

يَا أَسْمَعَ السَّامِعِيْنَ ، وَيَا أَبْصَرَ النَّاظِرِيْنَ ، وَيَا أَسْرَعَ الحَاسِبِيْنَ ، وَيَا أَجْوَدَ الأجْوَدِيْنَ وَيَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِيْنَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأفضلِ وَأَجْزَلِ وَأَوْفَى وَأَكْمَلِ وَأَحْسَنِ وَأَجْمَلِ وَأَكْثَرِ وَأَطْهَرِ وَأَزْكَى وَأَنْوَرِ وَأَعْلَى وَأبْهَى وَأسْنَى وَأَنْمَى وَأَدْوَمِ وَأَبْقَى مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَمَنَنْتَ وَسَلَّمْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيْمَ وَآلِ إبْرَاهِيْمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا مَنَنْتَ عَلَى مُوْسَىِ وَهَارُوْنَ ، وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى نُوح في العَالَمِيْنَ ، اللَّهُمَّ وَأَوْرِدْ عَلَيْهِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ مَنْ تَقَرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْهُمْ وَمِمَّنْ تَسْقِيهِ بِكَأسِهِ وَتُوْرِدُهُ حَوْضَهُ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِ ، وَتَحْتَ لِوَائِهِ ، وَأَدْخِلْنَا في كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ،

٨٧

وَأخْرِجْنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ أخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ طَرْفَةَ عَيْن أَبَدَاً ، وَلاَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ في كُلِّ عَافِيَةٍ وَبَلاَء ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ في كُلِّ شِدَّةٍ وَرَخَاءٍ ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ في كُلِّ أَمْنٍ وَخَوْفٍ ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ في كُلِّ مَثْوَىً وَمُنْقَلَبٍ ، اللَّهُمَّ أحْينِي مَحْيَاهُمْ ، وَأَمِتْنِي مَمَاتَهُمْ ، وَاجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكْشِفْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ كَرْبٍ ، وَنَفِّسْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ هَمٍّ ، وَفَرِّجْ عَنِّي بِهِمْ كُلَّ غَمٍّ ، وَاكْفِنِي بِهِمْ كُلَّ خُوْف ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ مَقَادِيْرَ الْبَلاَءِ ، وَسُوْءَ القَضَاءِ ، وَدَرْكَ الشَّقَاءِ ، وَشَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ.

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَطَيِّبْ لِي كَسْبِي ، وَقَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي ، وبَارِكْ لِي فيه ، وَلاَ تَذْهَبْ بِنَفْسِي إِلَى شَيءٍ صَرَفْتَهُ عَنِّي ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُبِكَ مِنْ دُنْيَا تَمْنَعُ خَيْرَ الآخِرَةِ ، وَعَاجِلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ الآجِلِ ، وَحَيَاةٍ

٨٨

تَمْنَعُ خَيْرَ الْمَمَاتِ ، وَأَمَلٍ يَمْنَعُ خَيْرَ العَمَلِ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ عَلَى طَاعَتِكَ ، وَالصَّبْرَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَالْقِيَامَ بِحَقِّكَ ، وَأَسْأَلُكَ حَقَايقَ الإِيْمَانِ ، وَصِدْقَ اليَقِيْنِ في المَوَاطِن كُلِّهَا ، وَأَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ ، وَالمُعَافَاةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا مِنَ البَلاءِ ، وَعَافِيَةَ الآخِرَةِ مِنَ الشَّقَاءِ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ ، وَتَمَامَ العَافِيَةِ ، وَدَوَامَ العَافِيَةِ ، وَالشُّكْرَ عَلَى العَافِيَةِ ، يَا وَلِيَّ العَافِيَةِ ، وأَسْأَلُكَ الظَّفَرَ وَالسَّلاَمَةَ ، وَحُلُولَ دَارِ الكَرَامَةِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي في صَلاتِي وَدُعَائِي رَهْبَةً مِنْكَ ، وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، وَرَاحَةً تَمُنُّ بِهَا عَلَيَّ ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنِي سِعَةَ رَحْمَتِكَ ، وَسُبُوغَ نِعْمَتِكَ ، وَشُمُولَ عَافِيَتِكَ ، وَجَزِيْلَ عَطَايَاكَ ، وَمِنَحَ مَوَاهِبِكَ ، بِسُوءِ مَاعِنْدِي ، وَلاَتُجَازِنِي بِقَبِيحِ عَمَلِي ، وَلاَ تَصْرِفْ وَجْهَكَ الكَرِيمَ عَنِّي.

اللَّهُمَّ لا تحْرمْنِي وَأَنا أدْعُوكَ ، وَلاتُخَييبْنِي وَأَنا أرْجُوكَ ، وَ لاتكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً ، وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، فيحْرِمَنِي ، وَيَسْتَأْثِرَ عَلَيَّ.

اللَّهُمَّ إِنّكَ تَمْحُو مَا تشاءُ ، وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ ،

٨٩

أسْأَلَكَ بِآلِ يَاسِيْنَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَصِفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوَائِجِي وَرَغْبَتِي إِلَيْكَ.

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَني عِنْدَكَ في أُمِّ الكِتَابِ شَقِيّاً مَحْرُوماً مُقَتَّرَاً عَلَيَّ في الرِّزْقِ ، فَامْحُ مِنْ أمِّ الكِتَابِ شَقَائِي وَحِرْمَانِي ، وَأثبِتْنِي عِنْدَكِ سَعِيداً مَرْزُوقَاً فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، وَأَنَا مِنْكَ خَائِفٌ وَبِكَ مُسْتَجِيرٌ ، وَأَنا حَقِيرٌ مسكِينٌ أدعُوكَ كَمَا أمَرْتَنِي ، فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَنِي ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيْعَادَ.

يَا مَنْ قَالَ : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) نِعْمَ المُجِيبُ أَنْتَ يَا سَيِّدي ، وَنِعْمَ الرَّبُّ وَنِعْمَ المَولَى ، وَبِئسَ العَبْدُ أنا ، وَهَذا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ ، يَا فَارِجَ الهَمِّ ، وَيَا كَاشِفَ الغَمِّ يَا مُجِيْبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّيْنَ ، يَا رَحْمَانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيْمَهُمَا ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِيْنِي بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ ، وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ في عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي صَلاَةً كَانَتْ عَلَى المُؤمِنِيْنَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

٩٠

من أدعية الإمام الرضا عليه‌السلام

عن فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : ص ١٠٩ ، إذا فرغت من صلاة الزوال ، فارفع يديك ، ثم قل :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِجُوْدِكَ وَكَرَمِكَ ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وأتقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمَلاَئِكَتِك ، وَأَنْبيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَأَسْأَلُكُ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ أنْ تُقِيْلَ عَثْرَتِي ، وَتَسْتُرَ عَوْرَتِي ، وتغْفِرَ ذُنُوبي ، وتقْضِيَ حَاجَتِي ، وَلاَ تعَذِّبَنِي بِقبيحِ فِعَالي ، فَإِنَّ جُودَكَ وَعَفْوَكَ يَسَعُنِي. ثم تخر ساجداً ، وتقول في سجودك :

يَا أَهْلَ التقْوَى وَالمَغْفِرَةِ ، يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ ، أَنْتَ مَوْلاَيَ وَسَيِّدي وَرَازِقِي ، أَنْتَ خَيْرٌ لِي مِنْ أَبِي وأُمِّي ، وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِيْنَ ، بِي إلَيْكَ فَقْرٌ وَفاقَةٌ ، وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنِّي ، أسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيْمِ ، وَأَسْألُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى إِخْوَانِهِ النَّبِيِّيْنَ ، وَالأَئِمَّةِ الطَّاهِرِيْنَ ، وَتَسْتَجِيْبَ دُعَائِي ، وَتَرْحَمَ تَضَرُّعِي ، وَاصْرِفْ عَنِّي أنْوَاعَ الْبَلاَيَا ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وجاء في البلد الأمين : ص ١٨ ، والجنة الواقية ، قال : مما

٩١

يختص عقيب الظهر دعاء النجاح : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الأرَضِيْنَ السَّبْعِ ، وَمَا فيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ ، وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ ، وَرَبَّ جَبْرَئِيلَ وَمِيْكَائِيْلَ وَإسْرَافِيْلَ ، وَرَبَّ السَّبْعِ المَثَانِي وَالقُرْآنِ العَظِيْمِ ، وَرَبَّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأعْظَمِ الَّذِي بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ ، وَبِهِ تُحْيِي المَوْتَى ، وَتَرْزُقُ الأحْيَاءَ ، وَتُفَرِّقُ بَيْنَ الجَمْعِ ، وَتَجْمَعُ بَيْنَ المُتَفَرِّقِ ، وَبِهِ أحْصَيْتَ عَدَدَ الآجَالِ ، وَوَزْنَ الجِبَالِ ، وَكَيْلَ البِحَارِ ، أسْأَلُكَ يَا مَنْ هُوَ كَذَلِكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا وسل حاجتك.

وجاء هذا الدعاء في الكافي : ج ٢ ص ٥٨٥ ح ٢٣ ، عن محمد بن مسلم قال : قلت له عليه‌السلام : علمني دعاءً فقال : فأين أنت عن دعاء الإلحاح ، قال : وما دعاء الإلحاح؟ فقال : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ ... الخ.

٩٢

تعقيب صلاة العصر

الأمر الأول : الاستغفار بعد العصر ، سبعون مرة

عن جامع الأخبار : ص ٦٧ ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جدهعليهم‌السلام ، عن النبي صلى الله عليه وآله ، قال : من استغفر الله بعد العصر سبعين مرة ، غفر الله له ذنوب سبعين سنة.

وعن السيد ابن طاووس في فلاح السائل : ص ٣٥١ ، بإسناده عن أبي جرير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : من استغفر الله عن أثر العصر ، سبعين مرة ، غفرت له ذنوب خمسين عاماً ، فإن لم يكن غفر الله لوالديه ، فإن لم يكن فلقرابته ، فإن لم يكن فلجيرانه.

وفي الأمالي للشيخ الصدوق : ص ٣٢٧ : عن سفيان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من استغفر الله بعد العصر ، سبعين مرة ، غفر الله له ذلك اليوم سبعمائة ذنب ،

٩٣

فإن لم يكن له فلأبيه ، فإن لم يكن لأبيه فلأمه ، فإن لم يكن لأمه فلأخيه ، فإن لم يكن لأخيه فلأخته ، فإن لم يكن لأخته فللأقرب فالأقرب.

وفي مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٩٧ ح ٢ ، روي عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : من استغفر الله بعد صلاة العصر ، سبعين مرة ، غفر الله له سبعمائة ذنب ، قال ، ثم قال : وأيكم يذنب في اليوم والليلة سبعمائة ذنب!

الأمر الثاني : قراءة سورة القدر ، عشر مرات

وفي مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٩٢ ح ١٢ ، عن كتاب الأنوار والأذكار : عن الإمام الصادق ، عن أبيه الإمام الباقر عليهما‌السلام ، أنه من قرأ القدر بعد الصبح عشراً ، وحين تزول الشمس عشراً ، وبعد العصر عشراً ، أتعب ألفي كاتب ، ثلاثين سنة.

وفي المستدرك أيضاً : ج ٥ ص ٩٧ ح ٣ ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفرعليهم‌السلام ، قال : من قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر بعد صلاة العصر عشر مرات ، مرت له على مثال أعمال الخلائق.

٩٤

الأمر الثالث : من أدعية أهل البيت عليهم‌السلام

من أدعية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

الدعاء لتخريق الصحيفة

في فلاح السائل للسيد ابن طاووس : ص ٣٥٥ ، ومصباح الكفعمي : ص ٣٣ ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قال بعد صلاة العصر في كل يوم مرة واحدة :

أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ القَيُّومُ ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ ، ذُوالْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ، وَأسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوبَةَ عَبْدٍ ذَليلٍ خَاضِعٍ فَقِيرٍ ، بَائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ ، لاَ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعَاً ، وَلاَ ضَرَّاً ، وَلاَ مَوْتَاً ، وَلاَ حَيَاةً ، وَلاَ نُشُورَاً.

أمر الله تعالى الملكين بتخريق صحيفته كائنة ما كانت.

من أدعية مولاتنا الصديقة فاطمة عليها‌السلام

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٣٥٧ ـ ٣٦١ : ومن المهمات الدعاء عقيب العصر بما

٩٥

كانت الزهراء فاطمة سيدة النساء صلوات الله عليها تدعو به في جملة دعائها للخمس الصلوات وهو :

سُبْحَانَ مَنْ يَعْلَمُ جَوَارِحَ القُلُوبِ ، سُبْحَانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيهِ خَافِيَةٌ في الأَرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْنِي كَافِرَاً لأَنْعُمِهِ ، وَلاَ جَاحِدَاً لِفَضْلِهِ ، فَالْخَيْرُ فيهِ وَهُوَ أَهْلُهُ ، وَالْحَمْدُ للهِ عَلَى حُجَّتِهِ البَالِغَةِ عَلَى جَميعِ مَنْ خَلَقَ مِمَّنْ أَطَاعَهُ وَمِمَّنْ عَصَاهُ ، فَإِنْ رَحِمَ فَمِنْ مَنِّهِ ، وَإِنْ عَاقَبَ فَبِمَا قَدَّمَتْ أَيْديْهِمْ وَمَا اللهُ بِظَلاَّمٍ للْعَبِيدِ.

وَالْحَمْدُ للهِ العَلِيِّ المَكَانِ ، وَالرَّفِيْعِ البُنْيَانِ ، الشَّدِيدِ الأَرْكَانِ ، العَزِيزِ السُّلْطَانِ ، العَظِيْمِ الشَّأْنِ ، الوَاضِحِ البُرْهَانِ ، الرَّحِيمِ الرَّحْمَانِ ، المُنْعِمِ المَنَّانِ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي احْتَجَبَ عَنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ يَرَاهُ بِحَقِيقَةِ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَقُدْرَةِ الوَحْدَانِيَّةِ ، فَلَمْ تُدْرِكْهُ الأَبْصَارُ ، وَلَمْ تُحِطْ بِهِ الأَخْبَارُ ، ولَمْ يُعَيِّنْهُ مِقْدَارٌ ، وَلَمْ يَتَوَهَّمْهُ اعْتِبَارٌ ، لأنَّهُ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ.

اللَّهُمَّ قَدْ تَرَى مَكَانِي ، وَتَسْمَعُ كَلاَمِي ، وَتَطَّلِعُ عَلَى أَمْرِي ،

٩٦

وَتَعْلَمُ مَا في نَفْسِي ، وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكَ شَيءٌ مِنْ أَمرِي ، وَقَدْ سَعَيْتُ إِلَيْكَ في طَلِبَتِي ، وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ في حَاجَتِي ، وَتَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ في مَسْأَلَتِي ، وَسَألْتُكَ لِفَقْرٍ وَحَاجَةٍ وَذِلَّةٍ وَضِيْقَةٍ وَبُؤْسٍ وَمَسْكَنَةٍ ، وَأَنْتَ الرَّبُّ الجَوَادُ بِالمَغْفِرَةِ ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ غَيْرِي ، وَلاَ أَجِدُ مَنْ يَغْفِرُ لِي غَيْرَكَ ، وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِي ، وَأَنَا فَقِيرٌ إلَى رَحْمَتِكَ ، فَأَسْأَلْكَ بِفَقْرِي إِلَيْكَ ، وَغِنَاكَ عَنِّي ، وبِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، وَقِلَّةِ امْتِنَاعِي مِنْكَ ، أَنْ تَجْعَلَ دُعَائِي هَذَا دُعَاءً وَافَقَ مِنْكَ إِجَابَةً ، وَمَجْلِسِي هَذَا مَجْلِسَاً وَافَقَ مِنْكَ رَحْمَةً ، وَطَلِبَتِي هَذِهِ طَلِبَةً وَافَقَتْ نَجَاحاً ، وَمَا خِفْتُ عُسْرَتَهُ مِنَ الأُمُورِ فيسِّرْهُ ، وَمَا خِفْتُ عَجْزَهُ مِنَ الأَشْيَاءِ فَوَسِّعْهُ ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوْءٍ مِنَ الخَلاَيقِ كُلِّهِمْ فَاغْلِبْهُ ، آمِيْنَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَهَوِّنْ عَلَيَّ مَا خَشِيْتُ شِدَّتَهُ ، وَاكْشِفْ عَنِّي مَا خَشِيْتُ كُرْبَتَهُ ، وَيَسِّرْ لِي مَا خَشِيْتُ عُسْرَتَهُ ، آمِيْنَ رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ انْزِعِ العُجْبَ وَالرِّيَاءَ وَالكِبْرَ وَالْبَغْيَ وَالْحَسَدَ وَالضَّعْفَ وَالشَّكَ وَالْوَهْنَ وَالضُّرَّ وَالأَسْقَامَ وَالخِذْلاَنَ وَالْمَكْرَ وَالْخَدِيْعَةَ وَالْبَلِيَّةَ وَالْفَسَادَ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي ،

٩٧

وَجَمِيْعِ جَوَارِحِي ، وَخُذْ بِنَاصِيَتِي إِلى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ ذَنْبِي ، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي ، وَآمِنْ رَوْعَتِي ، وَاجْبُرْ مُصِيبَتِي ، وَأَغْنِ فَقْرِي ، ويَسِّرْ حَاجَتِي ، وَأقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاجْمَعْ شَمْلِي ، وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي ، وَمَا غَابَ عَنِّي ، وَمَا حَضَرَنِي ، وَمَا أتخَوَّفُهُ مِنْكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

اللَّهُمَّ فَوَّضْتُ أَمْرِي إِليْكَ ، وَأَلْجَاتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ، وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ بِمَا جَنَيْتُ عَلَيْهَا ، فَرَقاً مِنْكَ وَخَوْفَاً وَطَمَعَاً ، وَأَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي لاَ يقْطَعُ الرَّجَاءَ ، وَلا يُخَيِّبُ الدُّعَاءَ ، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيلِكَ ، وَمُوْسَى كَلِيمِكَ ، وَعِيْسَى رُوْحِكَ ، وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ صفيِّكَ وَنَبِيِّكَ ، أَنْ لاَ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الْكَريْمَ عَنِّي حَتَّى تقْبَلَ تَوْبَتِي ، وَتَرْحَمَ عَبْرَتِي ، وتَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِميْنَ ، وَيَا أحْكَمَ الحَاكِمينَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ ثَأرِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ عَادَانِي ، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ مُصِيْبَتِي في دِيْنِي ، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا

٩٨

أَكْبَرَ هِمَّتِي ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِي ، إِلَهِي أصْلِحْ لِي ديْنِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فيهَا مَعَاشِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إليها مَعَادي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ، اللَّهُمَّ أَحْيني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْرَاً لِي ، وَتَوَفنِي إِذَا كانَتِ الوَفَاةُ خَيْرَاً لِي ، وَأَسْألُكَ خَشْيَتَكَ في الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَالْعَدْلَ في الغَضَبِ وَالرِّضَا ، وَأَسْألُكَ القَصْدَ في الفَقْرِ والغِنَى ، وَأَسْأَلُكَ نعيماً لا يَبيدُ ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَينقَطِعُ ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القضَاءِ ، وَأَسْألُكَ لذَّةَ النظَرِ إِلَى وَجْهِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيْكَ لإِرْشَادِ أَمْري ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، اللَّهُمَّ عَمِلْتُ سُوْءً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغفِرْلِي ، إِنَّه لا يغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنْتَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجِيْلَ عَافِيتِكَ ، وَصَبْرَاً عَلَى بَلِيَّتِكَ ، وَخُرُوجَاً مِنَ الدُّنْيَا إِلَى رَحْمَتِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَكَ ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَأُشْهِدُ مَنْ في السَّمَاوَاتِ ، وَمَنْ في الأَرْضِ ، أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ

٩٩

لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيْكَ لَكَ ، وَأَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ ، لا إِلَهَ إِلّا أَنْتَ بَدِيْعُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ ، يَا كَائِنُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ ، وَالْمُكَوِّنَ لِكُلِّ شَيءٍ ، وَالكَائِنَ بَعْدَ مَا لاَ يَكُونُ شَيءٌ.

اللَّهُمَّ إِلَى رَحْمَتِكَ رَفَعْتُ بَصَرِي ، وَإِلَى جُوْدِكَ بَسَطْتُ كَفِّي ، فَلاَ تَحْرِمْنِي وَأَنَا أَسْأَلُكَ ، وَلاَ تُعَذِّبْنِي وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ ، اللَّهُمَّ فاغْفِرْ لِي فَإِنَّكَ بِي عَالِمٌ ، وَلاَ تعَذِّبْنِي فَإِنَّكَ عَلَيَّ قَادِرٌ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ ذَا الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ ، والصَّلاَةِ النَّافِعَةِ الرافِعَةِ ، صَلِّ عَلَى أكْرَمِ خَلْقِكَ عَلَيْكَ ، وَأَحَبِّهِمْ إِلَيْكَ وأَوْجَهِهِمْ لَدَيْكَ ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، المَخصُوصِ بِفَضَائِلِ الوَسَائِلِ ، أَشرَفَ وَأَكْمَلَ وَأَرْفَعَ وَأَعْظَمَ وَأَكْرَمَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مُبَلِّغٍ عَنْكَ مُؤْتَمَنٍ عَلَى وَحْيكَ ، اللَّهُمَّ كَمَا سَدَدْتَ بِهِ العَمَى ، وَفَتَحْتَ بِهِ الهُدَى ، فَاجْعَلْ مَنَاهِجَ سُبُلِهِ لَنَا سُنَنَاً ، وَحُجَجَ بُرْهَانِهِ لَنَا سَبَبَاً ، نَأْتَمُّ بِهِ إلَى القُدُومِ عَلَيْكَ.

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَمِلْءَ طِبَاقِهِنَّ ،

١٠٠